عرض/ سامية عياد
يختلف البشر فيما بينهم فى نمط الشخصية ، كل نمط له ملامح تميزه ينفرد بها ، تشكلت من تفاعل المكونات الموروثة مع البيئة التى عاش فيها الشخص ، والرب يحترم فرادة الإنسان وتميزه ، وكل ما فيه من وزنات وسمات وعطايا ..
هكذا حدثنا نيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب فى مقاله "الكنيسة تجمع أنماط الشخصية الإنسانية" ، موضحا تقدير الرب لكل أنماط الشخصية ، وروح الله يقدس نمط شخصيتنا كما هو ويستخدمه لمجد الله وخلاص الإنسان .. فالروح لا يحاول أن يغير نمط شخصيتنا بل يوصينا بأن نرضى بها ولا نحاول تغييره ، ويمكن أن نقسم نمط الشخصية الى شخصية عقلانية تميل الى الدراسة والبحث والقراءة يجعل منها روح الله شخصية لاهوتية قادرة على اقتناء الحكمة والعلم مثال القديس بولس الرسول ، هناك نمط وجدانى يميل الى الصلاة والهدوء والتأمل ، يجعل منه روح الله شخصية عابدة ناسكة قادرة على اختراق حجب السماء مثال يوحنا الحبيب ، ونمط نزوعى يميل الى النشاط البدنى والحركة والتنقل ، يجعل منه روح الله شخصية قادرة على الاتصال والافتقاد مثل الآباء الرسل.
وقد تقسم الشخصية الى شخصية قيادية لديها القدرة على قيادة الشعب كموسى وإيليا وأثناسيوس ، شخصية باحثة عن الكمال تسعى للوصول الى الكمال وتتوتر كلما أحست بالضعف أو التأخر الروحى ، شخصية اجتماعية تجيد تكوين علاقات لصالح الرب يسوع والخدمة ، شخصية هادئة لا تنفعل بحدة مع أحداث الحياة اليومية ، أيا كانت أنماط الشخصية فهى مقبولة لدى الرب ، بفضل الروح القدس يصبح كل نمط شخصية مسيحية مثمرة ، روحها شبعانة بالمسيح ونفسها تتمتع بالسلام وذهنها مستنيرا بالكلمة وجسدها سليم إلا من تجربة يسمح بها الرب كالمرض أو العيوب الخلقية وعلاقاتها ناجحة ونامية لمجد الرب .