كتب : كارلوس أنيس
أصبحت الكلمة فى وقتنا الحالى لها ثمنها ، ترفع من احكمها ، وترذل من أهملها ، وعن ما ينطق به هوى النفوس ، وما ذُل به اللسان وما غفل عن البيان ، يتزعزع الوزراء من على كراسيهم ، وتصبح كلمته من سيف يقضى به إلى سيف يقضى عليه ، والغريب أن أرباب الكلمة -القضاء- هم الأكثر ذللاً مؤخراً ، ولا يُخفى عن أذهاننا وزير العدل السابق المستشار محفوظ صابر عندما ذل لسانه وقال "ابن عامل النظافة لن يصبح قاضياً" ، اما خليفته فى المنصب والخطأ فهو المستشار أحمد الزند الذى عرف عنه قوة البيان ورجاحة العقل لكنه ايضاً لم يسلم من الخطأ ، فكان نصيبه من الخطأ كان بحق النبى الكريم "محمد" ، وقد صرح "حتى لو النبى اخطاً هسجنه " .. من جديد وزير العدل تحت السندان ، وهنا نقف مع موقف الأزهر إزاء تلك التصريحات...
لو تعدى أحد على رسولنا لقذفناه ولو كان الزند
أعرب الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر فى تصريحات الصحفية ، إن التصريحات التي أدلى بها المستشار أحمد الزند، وزير العدل، لإحدى البرامج التليفزيونية، عن استعداده لسجن أي شخص حتى ولو كان نبي، أرعبت كل مصري ومسلم.
كما أكد فؤاد، أن وزير العدل استدرك خطئه عندما سأله المذيع ماذا سيفعل بحق من اخطأ فيه وفى أسرته "سأسجنه حتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم استدرك بقوله: استغفر الله العظيم" ، حيث أشار أن هذا الاستدراك يحسب له ، وان ما يحسب عليه هو استدعائه لاسم النبى دون ضرورة تذكر ، مؤكداً ان للأنبياء مقامات يجب أن تحفظ.
موضحاً، أن وزير العدل منوط به أن يزن الأمور بقدرها فقد قال "العدل ميزان الحكم، كما أنه مجسد بميزانه في المحاكم، والكلمة تحسب على الصغار، فما بال الكبار الذين يُعرف عنهم فلترة الكلمات قبيل النطق بها"."
كما عقب قائلاً أنه لو تعدى أحد على ديننا ورسولنا ما تركناه بل بالحق قذفناه، ولو كان المستشار الزند، وفق قوله ،وأشار فؤاد، أن الله لا يغفر للقاصدين بإيذاء الله ورسوله -عمدًا- بل يقول جل وعلا " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا".
يُنصح بالتوبة السريعة
أعرب محمد متولى منصور، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، فى تصريحات صحفية أن وزير العدل، تطاول وخالف الشريعة تبعاً لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ، كما قال منصور إن على الجميع أن يؤمنوا بأن النبى هو أفضل الخلق، وأن من واجبات الأمة تجاهه أن يوقروه ويعظموه، مشددًا على أن كلام الزند فى حقه "امتهانٌ لمكانته".
مطالباً وزير العدل بالتوبة فى أقرب وقت، لأنه وفقًا للشرع يُعدُّ آثمًا، مبديًا اندهاشه الشديد من خروج مثل تلك الألفاظ من الزند، الذى درس فى الأزهر الشريف.
هسجنهم بس لجل خاطر النبى مسمحهم
اما الشيخ أحمد صبري أحد علماء الأزهر، اعرب خلال تصريحات تليفزيونية أن الجمادات كانت تقدر النبي وتحترمه والدليل على ذلك جذع النخلة الذي تركه النبي عندما صعد إلى المنبر ، مضيفاً خلال حواره لبرنامج "منهج حياة" ، والمذاع على قناة "العاصمة"، :"لا يجوز الحديث عن النبي بهذه الطريقة لأن الله عز وجل عن كان ينادي على الأنبياء بأسمائهم في القرآن الكريم وعندما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها النبي، ويا أيها الرسول".
كما قال "كان من الأفضل أن يرد وزير العدل عندما سُئل هل ستسجن الصحفيين؟ أن يقول هسجنهم بس لأجل خاطر النبي أنا مسامحهم وليس أن يصرح ويقول بأنه سيسجن النبي نفسه".
الأزهر يصرح
وعلى إثر هذه الموجة من الاعتراضات من مشايخ الأزهر وغيرهم ، كما تعالت أصوات مطالبة الأزهر بالحديث ، متسألة كيف وهى اعلى واكبر مؤسسة دينية فى مصر والعالم الإسلامي تصمت عن مثل هذه الإهانة فى حق النبى الكريم ، ولكن صمت الأزهر لم يطل ، وفى بيان للأزهر كان كفيلاً بإثلاج صدور الغاضبين نوعاً ما حيث قال " المسلم الحق هو الذي يمتلئ قلبه بحبِّ النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - وباحترامه وإجلاله، وهذا الحبُّ يعصمه من الزلل في جنابة الكريم - صلى الله عليه وسلم" ،وعلى الجميع أن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو شرف هذه الأمة وعنوان فخرها ومجدها، وعلى هذه الأمة أن تقف دون مقامه الكريم بكل أدب وخشوع وعرفان بالفضل والجميل، قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)".
وكان هذا البيان فيه إشارة تنذر بقرار مرتقب عن غضب رسمى من مؤسسة دينية إزاء ما صرح به الزند ، والأحادث تتوالى .