أعلن وزير الصحة منذ يومين أن 40% من أطفال مصر مصابون بالأنيميا، وهو رقم كارثى وإحصائية مرعبة تحتاج من جميع المسئولين، وليس وزير الصحة فقط، التكاتف لمواجهة هذا الوحش الذى يمص دم أطفالنا وقوتنا القادمة، ومخزون أملنا، وكنز مستقبلنا، سألت د. محسن الألفى، أستاذ أمراض دم الأطفال ورئيس قسم الأطفال بطب عين شمس، وهو واحد من أهم الخبراء فى هذا المجال على المستوى العربى والعالمى، سألته عن التشخيص والحل، وكانت حصيلة الحوار تلك النقاط التالية:
تريليون من كرات الدم الحمراء تتكون يومياً، كميات الحديد فى الكبد 1جم والدم 2 جم ونصف جم بالنخاع، وأقل من معلقة صغيرة من الحديد فى الجسم كله.
1% من المواليد يعانون من الأنيميا عند الولادة ترتفع إلى 5% بعد أسبوع، نظراً لاختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل أو الربط المبكر للحبل السرى، أو بسبب تناول الأم للفول أو بعض الأدوية فى الـ24 ساعة الأخيرة قبل الولادة، مع إصابة الجنين بأنيميا الفول مما يسبب تكسر الدم.
يكتشف أن 35% على الأقل من الرضع يعانون من الأنيميا عند أخذ نقطة دم عند عمر 9 شهور عندما تتردد الأم مع الطفل للحصول على تطعيم الـ9 شهور وجرعة فيتامين «أ»، ومن خلال البرنامج القومى لوزارة الصحة يتم توزيع زجاجة حديد عند ظهور نتيجة التحليل، وتمثل أنيميا نقص الحديد قرابة 85% ويعتبر تأخر إضافة أغذية غنية بالحديد واستخدام الألبان السائلة السبب الرئيسى للأنيميا.
الطفيليات والديدان سبب رئيسى فى المغص المتكرر والأنيميا، أما القمل الذى يسبب حالات أنيميا شديدة، خاصة فى الفتيات ذوات الشعر الطويل فى الأسر الكبيرة، مع نقص السلوكيات الصحية السليمة وخطرها قد يصل إلى نقل الدم.
المراهقة من أهم وأخطر مراحل العمر وتتميز برفض كل شىء خاصة الأوامر السلطوية، ولهذا يرفض الأطفال فى تلك السن أكل الفواكه والخضراوات وكذلك الأكلات الغنية بالحديد، مثل الكبدة والأسماك والبيض، ويصرون على الاتجاه إلى الوجبات السريعة والضارة، وتعانى الفتيات من الأنيميا أكثر بثلاثة أضعاف مقارنة بالذكور.
يعانى طلاب الجامعات من الأنيميا أكثر من غيرهم، بسبب شرب الشاى والتدخين والإقبال على الوجبات عالية السعرات الحرارية والفقيرة فى الحديد، و40% من طالبات الجامعة يعانين من الأنيميا بسبب شدة النزف الشهرى، الذى لا يمثل اهتماماً من الأسرة المصرية، مما يسبب نقل الدم، وهو خطأ شائع فى الممارسة الطبية مع ضرورة رفع الوعى عند الأمهات.
الأسباب الرئيسية للأنيميا فى مصر هى نقص الحديد، ويمثل أكثر من 50%، ثم أنيميا الفول 5-10% من الذكور و1% من الإناث و5% يحملون جينات أنيميا البحر المتوسط، و10% يعانون من الأمراض المزمنة (مثل الروماتويد وأمراض المناعة والسرطان) النقص المزمن فى الفيتامينات والمعادن وكذلك أمراض الأنيميا الوراثية الأخرى.
35-40% من المصريين أقل من 21 عاماً مصابون بالأنيميا، وذلك يعنى تعليماً وتحصيلاً أضعف، وكذلك عدم الاستمتاع بمباهج الحياة، وممارسة أقل للرياضة وأعداداً أقل من المنافسين فى الأولمبياد وعلى جوائز «نوبل» وشباباً لا ينافس بقوة، أفريقيا ضعف مصر، ولكن مصر 10 أضعاف أوروبا فى نسبة الأنيميا.
برامج وزارة الصحة موجودة، ولكن نحتاج المزيد من التفعيل والمراقبة والجدية:
1- الكشف المبكر للأنيميا عند 9 شهور، وصرف الحديد (نقص الحديد يمثل 85% من الحالات) لمدة تحددها شدة الأنيميا وسببها.
2- إضافة الحديد للدقيق وبالرغم من أن الخبز البلدى بما فيه من مادة الفيتيت، التى تمنع امتصاص الحديد يعتبر إضافة حقيقية لخفض الأنيميا.
3- صرف الحديد فى المدارس أسبوعياً فى الفصول يحتاج لمزيد من التفعيل.
4- تحليل أنيميا البحر المتوسط قبل الزواج يحتاج للمراقبة، ويجب إضافة الكشف عن أنيميا الفول عند الولادة لإنقاذ أطفالنا وتوفير 10000 كيس دم سنوياً.
نقلا عن الوطن