عرض/ سامية عياد
ما أعظم أن يفارق الإنسان الحياة وهو فى حالة استعداد للموت ربما كانت حياته مليئة بالخطايا لكنه فى اخر أيامه اعترف وتاب عنها ، فالسماء تفرح بخاطىء واحد يتوب ..
حدثنا نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا فى مقاله "تموتون فى خطاياكم" عن خطورة أن يموت الإنسان فى خطاياه ، فليست الخطورة فى أن يحيا الشخص فى خطاياه ، وإنما أن يموت فى خطاياه ، فهناك من عاش حياته كلها فى الخطية ولكنه تاب فى النهاية ومات فى بره وليس فى خطاياه ، وهناك من عاش حياة البر لكنه مات فى خطاياه ، والمقصود هنا هو تمسك الشخص بالخطية التى يحبها ومستعبد لها حتى الموت مهما منحه الله فرص للتوبة فلا يلتفت لها بل يسير فى خطاياه.
الشخص الذى تستهواه الخطية لا يتأثر بالتجارب التى حوله ، فهو يرى الناس يموتون كل يوم ، فلا يتوب بل يتمادى فى طريقه ، يعاند ويرفض الله وينكر ويسخر من التقاة والتقوى ، لقد جاء السيد المسيح متعطشا لخلاص اليهود ولكنهم رفضوه واعتبروه مجرد شخص اسمه يسوع الناصرى واغلقوا ذهنهم عن الحق ، هؤلاء ماتوا فى خطاياهم ، الأمر هكذا للشعب الذى تعاظمت شروره وسخر من نوح قبيل الطوفان والذين اشتعلت شهواتهم فى سدوم وعمورة والذين سقط عليهم البرج فى سلوام ، وغيرهم ممن قال لهم الرب "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" .
احذر أيها الإنسان أن تموت قبل أن تقدم التوبة وتعترف بخطاياك ، أحذر ان تحيا مغمورا فى خطاياك ويفاجئك الموت فى أى لحظة ، عليك بالأفاقة من غيبوبة الخطية قبل فوات الأوان "لأننا إن عشنا وإن متنا فالرب نحن".