بقلم : رولا خرسا | الجمعة ١١ مارس ٢٠١٦ -
٣٤:
٠٨ م +02:00 EET
رولا خرسا
لا أستطيع أن أترك يوم المرأة العالمى يمر وشهر مارس شهر المرأة يمر وآتى بدورى وأمر مرور الكرام على الشهر واليوم وأحوال المرأة. ولكن المشكلة فى التكرار.. ما سوف أكتبه اليوم كتبته السنة الماضية والسنة التى سبقتها والتى سبقت إلخ إلخ إلخ.. ولا أريد الحديث عن أرقام أو حتى التفكير فى المنظمات ودورها. كلام مستهلك قديم مكرر، لدرجة أننى أنا نفسى التى أعتبر أن أوضاع المرأة من أولى اهتماماتى فى الحياة قد مللت.. مللت من سماع عبارات «تمييز ضد المرأة»، «عنف ضد المرأة»، «اضطهاد للمرأة»، إلى آخر العبارات التى تعبر عن واقع أليم متكرر ولكنها باقية دون حلول.. مجموعة ندوات ولقاءات ويذهب بعدها المسؤولون والمسؤولات إلى بيوتهم يكملون حياتهم بشكل عادى.. والواقع لا يتغير.. لا تزال النساء فى الشوارع يتعرضن للتحرش، سافرات محجبات أو منتقبات فالأمر سواء..
وما زالت الموظفات يعانين من تحرش مدير العمل أو زملاء العمل ومضطرات لمجاراتهم والابتسام كى لا يلفتن إليهن الانتباه، وإن اشتكت أو اعترضت سوف يقال لها: «لو لزمتى منزلك لما حدث لك هذا».. أو «وبيت الست مملكتها تعيش معززة مكرمة». على فكرة بقاء المرأة فى المنزل أو خروجها للعمل يجب أن يكون قرارها هى، وكم من سيدة لا تعمل ولكن لها أنشطة متعددة ولم تترك نفسها للصدأ.. سأتحدث عن مشاكل خاصة بالمرأة أكثر تعقيدا، وفى رأيى قد تكون أسباب كل ما يحدث من تمييز ضدها.. تبدأ منذ الصغر: «إمتى تكبرى ونشوفك عروسة؟» ونقول للولد: «يا رب أشوفك دكتور ولّا مهندس أد الدنيا».. وتكبر البنت وتبدأ الضغوط «خدى بالك من نفسك، سمعتك أهم حاجة لاحسن محدش يتجوزك»، أما الولد فإن صاع وعرف بنات فهو «الواد البرم المقطع السمكة وديلها».. وإن تأخر زواجها هى «عانس ومحدش راضى يتجوزها» وإن تأخر زواجه «فمعلش خليه يفرح بشبابه».. وعندما تتزوج تبدأ عبارات من نوعية: «إيه دا لِسَّه ما خلفتيش؟» وإن خلفت «إيه دا حتخاويه إمتى؟».. وإن قضت وقتها فى العناية بأولادها «إنتى هاملة جوزك» وإن أرادت تحقيق ذاتها تبقى «هاملة بيتها» وإن فشل أحد أبنائها تسمع من زوجها: «شوفى ابنك يا هانم».. وإن نجح الأولاد يصبحون فى كل عبارة ينطقها «أولادى». إن زاد وزنها بسبب الحمل والولادة «تخنتى» وإن أصبح لديه كرش معلهش «دا كرش الوجاهة». إن خان الزوج فهى نزوة وإن أحبت الزوجة رجلا آخر (لن أقول خيانة جسدية طبعا فهى غير قابلة للنقاش أصلا). فهى «خائنة ماشية على حل شعرها حتى لو طلبت الطلاق»، والطلاق وحده حكاية، فللرجل الحق فى تعليق قراره كيفما شاء.
وإن طلقت المرأة فهى أكيد عشان غلطتها «هى اللى معرفتش تحافظ على بيتها وتعشش عليه»، كما يقال، وبالتالى تصبح مطمعا، كما يقال «للى يسوى واللى ما يسواش». بل إن فكر أحدهم فى الزواج بها يقال له «إنت ليه تاخد فضلة غيرك؟»، لاحظوا قسوة وعدم إنسانية المثل.. فى العمل يجب أن تثبت جدارتها باستمرار كى لا يقال آه طبعا ما «شورة المرأة تأخر سنة».. المرأة مطلوب منها ألا تكبر لأنها ستبلغ «سن اليأس» ولست أدرى من هو القاسى الذى اخترع هذا التعبير لمجرد أنها تفقد قدرتها على الإنجاب وكأنها ماكينة لزرب العيال.. لا أريد أن يفهم من كلامى أنى ضد الرجل على العكس تماما فهو منفذ لمجموعة الموروثات المجتمعية. وأردد دوما أن أكبر عدو للمرأة هو المرأة. فالمرأة ترضى بكل ما سبق وتردده لبناتها. المرأة هى التى ترضى بمعاملتها كسلعة تباع وتشترى سواء فى الإعلانات أو فى الحقيقة.. المرأة التى تتمسك بحياة زائفة خوفا من المجتمع، تقدم تنازلات لا تعد ولا تحصى. .. هؤلاء النساء يستحققن ما يجرى لهن.. يا سيدتى العزيزة زميلتى فى الجنس البشرى لقد خلقك الله حرة.. قبل أن تحبى غيرك أحبى نفسك.. وحررى إرادتك.. كل مؤنث جميل.. ارفعى رأسك عاليا فرحمك موطن المعجزات.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع