الأقباط متحدون - قطار الرئيس .... والقضبان المعوجة
أخر تحديث ٠٥:١٤ | الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦ | ١ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

قطار الرئيس .... والقضبان المعوجة


بقلم: ساندى ادوارد

لا اعرف لماذا تسيطر على نفسي  حالة من القلق والخوف على بلادي وتنتابني أحيانا كثيرة موجات من الحزن والهم عندما أرى أننا  تائهون مشتتون  رغم قيامنا برسم  خريطة طريق محكمة لبلادنا  للخروج بها من جحيم الهلاك والدمار الى نعيم السلام والعمار و لماذا تسيطر على الجميع روح الجدال والتشاحن والنقاش العقيم الذي لا يفضي إلا لمزيد من التوتر و  البعد عن السير في  دروب الحكمة والتصرف بعشوائية قد تصل الى الهمجية في بعض الأحيان؟  لماذا يتحول شعبنا رويدا رويدا إلى فئات تقاتل في سبيل مصلحتها الشخصية غير واضعين نصب أعينهم ما تعانيه البلاد من تدهور اقتصادي لم تشهده منذ زمن بعيد وكأنهم في بلد آخر ؟ لماذا أرى في الحكومة جمودا بدنيا  وفقرا فكريا وعقلا نائما وقلبا غائبا  أرى حكومة قد أصابها العشى الليلي في وضح النهار فأصبحت لا ترى المخالفات ولاتتحسس المشكلات ولا تستشعر الأخطار ؟ لماذا تختفي العملة الصعبة رغم اننا حفرنا  قناة سويس جديدة كنا نعول عليها في توفير احتياطي كبير من النقد الاجنبي ؟ ولماذا تتهاوى عملتنا المحلية رغم انها أصبحت تحت غطاء شهادات استثمارية بالميارات تدر عائدا عاليا؟ لماذا بتنا نرى ان في كل واحد منا قدوة يجب ان يقتدي بها الآخرين رغم أنفهم  غير ناظرين في مرآة الواقع ليتضح لنا اننا زائغي الأبصار لا نصلح ان نكون قدوة ولا حتى مقتدون  ؟ لماذا اصبحنا غير متقبلين لفكرة التعلم من دروس الماضي فأصابتنا ( عنجهية ) الجهل في كل امور حياتننا وغرقنا في بحر الأنانية وحب الذات  في وقت  تعيش فيه مصر حالة حرب حقيقية  بكل ما تعنية الكلمة وبكل المقاييس العسكرية بل انها حرب فاقت في مساحتها الجغرافية حرب اكتوبر ..

فجيشنا يحارب الآن على جبهات عدة في البر والبحر والجو على طول البلاد وعرضها ونخبتنا تحارب طواحين الهواء في الداخل والخارج؟  لماذا نخشى على مصر من خطر التقسيم ولا نضع في بالنا  خطر الزوال رغم أن مصر لا تملك ابدا مقومات التقسيم  ولكنها تملك بين طيات مجتمعها مقومات الخراب السريع ؟ لماذا تملك مصر آثارا بلا سياحة ونيلا بلا زراعة  وحضارة بلا تنوير  وجوائز نوبل بلا تقدم  ودين بلا تدين   ومن سخرية القدر  نملك مدرجات لكرة القدم ولكن بلا جمهور . لماذا تتمايل سفينة الوطن وسط الأمواج  العاتية فباتت على وشك الجنوح رغم ان الله قد من علينا بربان محنك وقائد فذ وبطل لايتسلل الخوف الى قلبه . بطل وضع حياته رهن مصر  أحبها كما لم يحبها مصري من قبل . بطل يجمع ولا يفرق ،يصون ولا يبدد، يحمي ولا يهدد، بطل أنقذ مصر من هلاك محقق وأفشل مخططا لاستعمار محلي  بتخطيط اجنبي وبمذاق ونكهة   ودعم أخوة أعداء .. 

أسئلة كثيرة ومتعدة يطول ذكرها عما آل اليه حال البلاد من سوء وتدهور . وعندما بحثت عن تفسيرات شافية لهذه التناقضات التي تنغص حياتنا والصخب والضجيج والضوضاء التي تصم آذاننا فلا نسمع والأجواء المغبرة التي تملأ جفوننا فلا نبصر فقد أرجعت تلك الأمور لسببين هما الحكومة والشعب .. حكومة عاجزة عن تنفيذ وتفعيل القوانين بكل حزم وصرامة وإن نفذتها تنفذها على البعض دون الآخر فلا هناك سيادة للقانون ولا هناك عدالة في التنفيذ فيصاب المواطن الشريف بخيبة أمل وبلادة حس فيلجأ الى نظرية ( تكبير الدماغ ) أما المواطن الغير شريف فيصاب بالشره والنهم والطمع في الأجاويد – الحكومة – فيلجأ الى نظرية (الاحتكار والاستبداد والانتهازية ) متمعا بمزايا يد الدولة المرتعشة المرتخية ليقوى مكانته على حساب جموع الضعفاء الفقراء ...وبالتأكيد هذه الحالة لا يمكن أن تؤدي إلى تطور البلاد أو ازدهارها بل لا يمكن أن تؤدي إلى استقرارها.

لك الله ايها الرئيس السيسي ، فأنت تشبه قطارا يحمل مصر على متنه ويريد أن يطوي الأرض طيا حتى يصل بها إلى محطة الأمن والسلام والرخاء  لكن في الطريق قضبان معوجة لا تسمح بالمسير .   فإن استمر الاعوجاج ستنهك قواك بلا طائل وتسقط في منتصف الطريق ... عليك سيدي الرئيس قبل أن  تسحب القطار أن تمسك المطرقة بيد قوية  وتعدل المعوج وتميط الأذى عن الطريق فيتهادى القطار بكل يسر وسهولة ويكون لمجهودك المردود الذي أردته لمصر ويكون لمصر الخير على يديك .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع