الأقباط متحدون - البابا كيرلس السادس (1959-1971م) وفلسفة الرهبنة!
أخر تحديث ٠٠:٥٠ | الاربعاء ٩ مارس ٢٠١٦ | ٣٠ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

البابا كيرلس السادس (1959-1971م) وفلسفة الرهبنة!

بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل

 
 يعد قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك (116) (1959-1971م) صاحب مدرسة منفردة فى الرهبنة القبطية، والرهبنة فى حياته كانت تعنى حياة الوحدة والزهد والنسك والصلاة والتسبيح، ،كما أنها فلسفة الديانة المسيحية، والجامعة التي تخرج فيها مئات البطاركة والأساقفة الذين قادوا الكنيسة بالحكمة، فلكي يكون الإنسان راهباً، ينبغي أن تكون له ميول للفلسفة والحكمة، لان حياته كفاح وحرمان وإنتاج من  أجل هذه الرسالة السامية ،التي يدرك خلالها أن فضيلته باطلة إن  كان  ضياؤها لا يتعدى جدران النفس البشرية ولا ينعكس على البشرية كلها ليغمرها بمعرفة الله..
  وقداسة البابا كيرلس السادس"البطريرك رقم(116) (1959-1971م)، يعد من أول البطاركة الذين تم اختيارهم لمبدأ "التفويض" ولائحة" 2 نوفمبر 1957م"، والتفويض يعنى أن يفوض الشعب شخصاً واحداً متمثلاًً في (الأسقف أوالم طران)الخاص بالإيبارشية للتصويت على اختيار البطريرك.
 
وقداسة البطريرك "كيرلس السادس" البابا (116) معروف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولدى المؤرخين والسياسيين برجل (الصلاة و القداسات)، تم انتخابه من بين مرشحين لكرسي مارمرقس
وهم: القمص دميان المحرقى، والقمص أنجيلوس، والقمص مينا البراموسي، وبعد قداس القرعة الهيكلية فى (19 إبريل 1959م)، تم اختياره بطريركاً باسم البابا "كيرلس السادس"، وتم تجليسه على كرسى مارمـرقس فى (26 إبريل 1959م ) حتى رحيله عن عالمناً الفانى فى( 9 مارس 1971م). 
 
 تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع لان غبطته إنما وضع في قلبه أن يقدس ذاته من أجلهم - أي من أجل رعيته - على مثال معلمه الذي قال: "لأجلهم أقدس أنا ذاتي" فحياته المعيشية تميزت بالبساطة في ملبسه الخشن وشاله المعروف وحتى منديله،كما كان مأكله بسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين، وفي أيام الصوم مرة واحدة،ويقضى كل وقته فى الخدمة والتأمل والصلاة، فكان مثال الراعي الصالح للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق والقدوة الصالحة.   
 
  إنه عينة حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة الصلاة، وتقديس الذات أكثر منها كنيسة المنابر والوعظ الكثير فهو رجل الصلاة، نعم إنه رجل الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة، فكانت سلاحه البتّار الذي بواسطتها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي كانت تقابله، وكثيرا ما كان يزور الكنائس المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين منهم والخاملين في كرم الرب فكان معلما صامتا مقدمًا نفسه في كل شئ قدوة مقدما في التعليم نقاوة ووقارًا وإخلاصًا، وفى 9 مارس 1971م تنيح قداسة البابا "كيرلس السادس" البطريرك (116)، ويعد مزاره بدير القديس مارمينا العجايبى بصحراء مريوط غرب مدينة الإسكندرية، مقصد للملايين من مصر وكل أنحاء العالم، وإذا جاز لنا التعبير أصبح منارة لفلسة الرهبنة القبطية.  
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter