اكتسبت برامج الـ"توك شو" قوة كبيرة، خلال السنوات الماضية، بعدما تدهور الوضع السياسي في مصر، وأصبح الإعلاميون هم الأبطال السياسيون، وقد ظهرت هذه القوة بوضوح في الدور الذي لعبه الإعلام في ثورتي الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، إلا أن مؤسسة الرئاسة كانت منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك تدرك قوة وخطورة الإعلام، وبالتالي يسعى الرؤساء إلى كسب الصف الإعلامي إلى جواره، ونعرض في التقرير المداخلات التلفزيونية التي أجراها رؤساء مصر مع الإعلام. 

 

قبل ثورة 25 يناير لم تكن برامج الـ"توك شو" قد اكتسبت قوتها بعد، ولذلك فإن التلفزيون المصري أذاع عام 2010 مكالمة هاتفية بين "مبارك"، ووزير خارجيته خلال رحلة علاجه في ألمانيا، وقال مبارك خلالها: ""لا إن شاء الله على آخر الأسبوع.. كانت علقة سخنة.. ربنا يخليك.. الله يسلمك يا دكتور أحمد".

 

بعد الإطاحة به، وصدور حكمًا بالبراءة في صالحه بقضية قتل المتظاهرين، أجرى "مبارك" مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، على قناة "صدى البلد" الفضائية، قال فيها: "ألف شكر يا أحمد يا موسى.. كنت منتظر الحكم إما كده أو كده.. ومكانش فارق معايا"، مشددًا: "لم أرتكب شيئًا على الإطلاق والعشر سنوات الأخيرة كانت صعبة". 

 

كما أجرى مبارك، مداخلة هاتفية أخرى مع نفس الإعلامي، ونفس القناة، في الذكرى الـ33 لتحرير سيناء، حيث قال أن هذا العيد "أشعر فيه بالفخر والعزة.. شأني في ذلك شأن كل مصري يحمل شرف العسكرية المصرية"، معربًا أيضًا عن تهنئته للشعب المصري، والقوات المسلحة، والقيادات المصرية. 

 

الرئيس الأسبق محمد مرسي،كان يعادي الإعلام بشكل واضح، واتهم أصحاب القنوات علانية في أحد خطاباته بأنهم يعمل ضد مصلحة البلد، إلا أن أشهر مداخلاته الهاتفية كانت قبل توليه الرئاسة، بعد هروبه من سجن وادي النطرون، إبان أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكانت مع قناة الجزيرة القطرية، وقال وقتها: "أحدثك الآن وأحدث العالم.. نحن لم نفر.. إن كان هناك في مصر نريد أن يتصل بنا.. نحن بخير ولا نفر". 

 

أول مداخلات الرئيس السابق عدلي منصور، قيل إنه تم خداعه فيها، من قبل فريق الإعداد، حيث كانت مع قناة الحياة الفضائية، ولم يدرك وقتها الرئيس أنه على الهواء مباشرة، وقد تم حذفها من موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب". 

 

ولكن أجرى "منصور" بعدها اتصالًا هاتفيًا مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج "القاهرة اليوم"، بعد مناشدة الأخير للرئيس بالتدخل لحل أزمة مساعدات قادمة من الخارج للفقراء، الأمر الذي وعد منصور بحله، كما أثنى على الحملة الإنسانية التي دعا إليها "أديب". 

 

المداخلة الثالثة لـ"منصور" كانت استجابة لـ نداء أمين عام الفلاحين، محمد برغش، الذي حاول الاتفاق مع المستشار الإعلامي للرئيس أحمد المسلماني على موعد لمقابلة الرئيس لعرض مشكلات الفلاحين إلا أنه لم يتم إخبار منصور بذلك، كما وجه له الدعوة للقائه في القصر الجمهوري، لافتا إلى أنه ما عليه إلا التنسيق مع الحرس الجمهوري، وسيتم تحديد موعد اللقاء.

 

يُعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكثر الرؤساء دعمًا من الإعلام، وأكثر الرؤساء في عدد المداخلات الهاتفية، حيث أجرى أربعة مداخلات هاتفية منذ توليه الحكم، حيث كانت الأولى حيث كانت المداخلة الأولى على قناة القاهرة والناس، مع الإعلامي أسامة كمال، استجابة لدعوة منعم سعد الدين وهو أحد ذوى الاحتياجات الخاصة، الذي ناشد الدولة بدعمهم، ليُفاجأ بمداخلة من الرئيس نفسه، أكد له خلالها أن "مطالبهم في عيني وعيون مصر". 

 

أما المداخلة الهاتفية الثانية فقد كانت على نفس القناة، ونفس الإعلامي، استجابة لمناشدة الكاتبة الصحفية نهى عباس، رئيس تحرير مجلة "نور"، بدعم المجلة والعمل على تطويرها، حيث أكد السيسي على أنه سيدعم المجلة التي يصدرها الأزهر الشريف، للأطفال، وستتم ترجمتها، مشددا على دعم الفكرة نفسها، بغض النظر عن الدين، مشيرا إلى أننا نهتم بالفعل بالطعام والشراب، ولكن تعليم أولادنا أهم. 

 

كما أجرى السيسي مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، على قناة "اليوم" الفضائية، تناول خلالها أزمة الألتراس، والقبض على رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، واعترف خلالها بفشل الدولة في إيجاد سبيل جيد أو مناسب للتواصل مع هؤلاء الشباب، مشددًا على أن مصر "كانت أشلاء دولة في 2011.. ونحاول إعادة بناءها من تاني"، لافتًا إلى أن مهمته خلال الأربعة سنوات في حكمه هو الحفاظ على الدولة وعدم انهيارها. 

 

منذ يومين، أجرى الرئيس السيسي مداخلة هاتفية مع عمرو أديب على نفس القناة، أكد خلالها على وجود مخطط شامل لتنمية سيناء، خلال العام ونصف العام المقبل، ودعا الرئيس خلال مداخلته الشعب المصري إلى الثقة فيه، قائلا: "أرجو منكم مش أنكم تعطوا الفرصة وتصبروا.. إحنا بنتكلم في 20 شهر.. وهناك موضوعات هتخلص بشكل كويس"، لافتًا إلى أنه خلال هذه الفترة ستتم عدة مشروعات سيراها المصريون بأنفسهم.