كتب : كارلوس أنيس
قبل الثورة مصر بين الدولة العثمانية والحماية البريطانية
1- قبل الحرب العالمية الأولى وبتوقيع معاهدة لندن فى 1840م تم تحديد تبعية مصر إلى الدولة العثمانية تحت ولاية محمد على ، وقد تراخت القبضة العثمانية على مصر حتى احتلت بريطانيا مصر فى 1882م
2- بعد قيام الحرب العالمية فى 1914م أعلنت بريطانيا الأحكام العرفية فى مصر وتم فرض الرقابة على الجرائد ومطاردة الرموز السياسية واعتقال البعض ونفى الأخر ، حتى جاء ديسمبر 1914م وأعلنت حينها بريطانيا الحماية على مصر ، وفى أعقاب الحرب العالمية الأولى كانت بريطانيا قد استهلكت 3.5 مليون جنيه استرلينى من خزائن مصر ، وانتهت الحرب العالمية الاولى بهزيمة ألمانية ونصر الحلفاء فى 11 نوفمبر 1918م.
طائرة التحالف أثناء الحرب العالمية الأولى
مصر على وشك الانفجار "الثورة تقترب"
3- السير وليم - المستشار المالى للأحتلال فى مصر- يعلن عن مشروعه الجديد والذى ضم تعديلات فى النظام القضائى والأدارى المصرى مما يبسط المزيد من النفوذ لبريطانيا فى مصر ، الحزب الوطنى بزعامة مصطفى كامل ومحمد فريد يعلنون الشرارة للأولى للثورة ، ارسل المشروع لبريطانيا فى 1918م ،وهذا صعد غضب الشعب المصرى ضد الأحتلال.
4- هبوط سعر القطن المصرى عصب الأقتصاد من 4 جنيه قبل الحرب إلى 1.60 جنيه بعد الحرب ، مع ازدياد للنفوذ البريطانى فى الاقتصاد المصرى وزيادة سيطرته على البنوك والمؤسسات الصناعية ، وعلى صعيد اخر كانت الأحوال الاجتماعية قد شهدت تحسن كبير فى التعاليم خلال عامى 1918م و 1919م ، وتخلل الوعى للفئات المهمشة فى المجتمع مثل الفلاحين والموظفين.
مصطفى كامل ومحمد فريد
ظهور الزعيم واندلاع الثورة
5- سعد زغلول يذهب مع على الشعراوى وعبدالعزيز فهمى لمقابلة السير ريجلند ونجت لعرض رغبتهم بإرسال وفد يسافر إلى باريس للمطالبة باستقلال مصر لدى مؤتمر السلام، لم تأتى المقابلات ثمارها ، فبدء الوفد بجمع توكيلات من المصرين لتوكيلهم بالدفاع عن القضية المصرية ، ظهرت مجموعة اخرى بنفس المطالب تحت لواء الحزب الوطنى بزعامة عمر طوسن وكيل الجمعية الشرعية ، يذهب زغلول لطوسن ليقنعه بتوحيد الصف ويقبل.
6- يستمر جمع التوكيلات والضغط على الإنجليز يزداد ، ألقى سعد زغلول أول خطاب في أول اجتماع بعد تأليف الوفد في 13 يناير 1919، بمنزل حمد الباسل، أعلن فيه أن الحماية باطلة بموجب القانون الدولي ، وأن مصر مستقلة بموجب القانون الدولى
7- يؤيد حسين رشدى رئيس الوزراء وقتها و عدلى يكن وزير المعارف حركة التوكيلات ، طالبا من اللورد بلفور السفر مع الوفد ، اللورد يتحجج بمشغولياته هروباً من المقابلة، يقدما استقالتهم للسلطان فؤاد الأول ،يرفض الاستقالة ، يسافر فؤاد إلى لندن ليقنع الإنجليز بالاستجابة لمطالب الوفد والوزارة لكنهم يرفضون ، فيظل فى لندن ولم يعد للمحروسة وتبقى الاستقالة معلقة ، حتى يتراجع الأنجليز ويسماحا للوزرين فقط بالسفر ، يرفض حسين رشدى وعدلى يكن مشترطين وجود الوفد ، فيقبل السلطان حينها الاستقالة فى اول مارس 1919م.
8- الوفد يرسل احتاجه للسطان لقبول استقالة الوزارة فى 2 مارس 1919م ـ يرسل الى ممثلى الدول الأجنبية احتجاج على منع الإنجليز لهم السفر لحضور مؤتمر السلام فى 4 مارس - 6 مارس قائد القوات البريطانية "وطسن" ينذر سعد زغلول والوفد من تدخلاتهم، سعد زغلول يرسل الى لويد جورج رئيس وزراء المملكة المتحدة يحتج على ممارسات الاحتلال مطالباً بالاستقلال التام لبلاده - 8 مارس يتم اعتقال سعد زغلول من قبل القوات البريطانية وحبسهم فى ثكنات قصر النيل وفى اليوم التالى تم نفيهم إلى مالطا - 9 مارس تنتشر أخبار نفى أعضاء الوفد وتندلع المظاهرات فى الشارع وكان فى الطليعة كان الطلبة وثم انضمت لهم جموع العشب.
سعد زغلول وطوسون .. سعد زغلول والوفد
العاصمة تنفجر والطلاب فى الطليعة .. سقوط أول الشهداء
9- 10 مارس يعلن طلاب المدارس الأميرية والأزهر الإضراب العام، وشكلوا مظاهرة كبرى وأنضم إليهم من صادفهم من أفراد الشعب. في أثناء مرور المتظاهرين بشارع الدواوين حيث كان يتواجد بعض الجنود الإنجليز فأطلقوا النار على المتظاهرين، ما أدى إلى وفاة أول أثنين من المتظاهرين.
10- 14 مارس تحدث المذبحة الأفظع ، المصليين يخرجون من صلاة الجمعة من مسجد الحسين ، المدرعات الإنجليزية ترصدهم تظنهم مظاهرات تطلق الرصاص وينطلق الموت فى الأرجاء ، وفي نفس اليوم تنطلق مظاهرتان احداهما كانت بحي السيدة زينب فرقتها القوات الإنجليزية بالمدافع الرشاشة وقتل 13 وأصيب 27 شخصًا.
11- المظاهرات مستمرة طيلة شهر مارس ، الشهداء يسقطون ، الثوار يقطعون السكك الحديدية وخطوط الهاتف ، الإضراب عم أرجاء ام الدنيا ووقفت الدنيا ، البريطانيون يشتطون ويجن جنونهم يطلقون النار من كل مكان من نوافذ المنازل والكمائن فيقع الشهداء من الإسكندرية حتى نزلة الشوباك بالعياط ، ولا يثنى هذا المصريون.
الشعب ينتفض
عودة الزعيم.. الانتفاضة الثانية والنفى الثانى
12- 7 ابريل بريطانيا تعلن الهدنة ، الجنرال اللنبي يعلن الإفراج عن سعد زغلول وزملائه، وتمكين المصريين من السفر للخارج - 11 أبريل سافر أعضاء الوفد المصري إلى بورسعيد ومنها أبحروا إلى مالطة حيث التقوا بسعد زغلول وزملائه الثلاثة وابحروا جميعًا إلى باريس.
13- يصل الوفد الى باريس فى 18 ابريل ، لا يؤتى المؤتمر ثماره والحماية مستمرة ، بريطانيا تقرر ارسال وزير المستعمرات ملنر لحل المشكلة وإيجاد الحل ،المصريون يعلمون يعترضون وتندلع المظاهرات من جديد وتستمر طيلة شهر اكتوبر ، حتى يرحل ملنر فى 6 مارس 1920.
14- السلطان يهمش حزب الوفد ويعلن عن وفد رسمى سيخوض المفاوضات برئاسة عدلى يكن رئيس الحكومة وقتها فى 22مايو 1921م ، تندلع المظاهرات من جديد احتجاجاً على الوفد الرسمى ، وفى 5 ديسمبر قوبل عدلي من الجماهير بكل صنوف الإهانات والتحقير، قدم عدلي تقريراً إلى السلطان عن المفاوضات، وأوضح استحالة قبول مشروع المعاهدة، وقدم عدلي استقالته في اليوم التالي.
15- سعد زغلول يعلن عن شعار الثورة والجملة الخالدة " الاستقلال التام او الموت الزؤام" ، والإنجليز ينذروه حتى يصمت ، وتحجز على امواله واموال الوفد ، تم نفى سعد زغلول إلى سيريلانكا وعرض عليه هناك ان يتقلد عرش مصر فى مقابل استمرار الحماية على مصر سعد يرفض ، فى 29 ديسمبر 1921م يتم نفيه الى جزية سيشيل بالمحيط الهندى.
الوفد يعلن المقاطعة والشعب يستجيب
16- 23 يناير 1922 الوفد يقوم بتنظيم مقاومة سلبية في وجة السياسة البريطانية لتشمل؛عدم التعاون والذي يقتضي قطع العلاقات الاجتماعية مع الإِنجليز، وامتناع السياسيين المصريين عن تشكيل الوزارة - مقاطعة التجارة والبنوك والسفن وشركات التأمين الإنجليزية.
17- لم يقبل احد الوزارة نتيجة للسخط الشعبى ، الوزارة شاغرة لمدة شهريين منذ استقالة عدلى ، يتم عرض الوزارة على عبدالخالق ثورت يقبلها بشروط اولاً رفض مشروع كرزون - و إلغاء الحماية على مصر ، لكن هذا لم يرضى الوفد والوطنى لتمسكهم بجلاء القوات الإنجليزية عن مصر ، يتم قبول الشروط ويعلن السلطان فؤاد الأول استقلال مصر فى 15 مارس ولكن هذا ايضاً لم يرضى الشعب.
18- يتولى عبد الخالق ثروت الوزارة ، يحاول ان يجعل الشعب يقبل اعلان 28 فبراير 1922 م الذى تم فيه إلغاء الحماية ، لم يقبل الشعب وتكثر عمليات اغتيال الأجانب فى عهده مما دفعه الى التعسف بإتجاه المعارضة مما اثار السخط الشعبى ، تنتقل الوزارة الى توفيق نسيم -رئيس الديوان الملكى- ، يشكلها فى نفس اليوم ويعدل فى الدستور لصالح النفوذ البريطانى مما يغضب المصريين وتعود عمليات الأغتيال من جديد.
19- 15 مارس 1923، يشكل يحيى إبراهيم الوزارة الجديدة، كانت وزارة إدارية بون برنامج ، وضع أعضاء لجنة الدستور احتجاجًا على التعديلات التي أجراتها وزارة توفيق نسيم- 19 أبريل 1923 صدر الأمر الملكي بالدستور، طبقًا للمشروع الذي أقرته اللجنة محذوفًا منه النصّان الخاصان بالسودان ومنهم استقلال السودان عن مصر.
عبد الخالق ثروت والملك فؤاد الأول
الزعيم يعود والثورة تنتصر
20- 31 مايو 1923م فكت السلطات البريطانية اعتقال أعضاء الوفد المُتواجدين في جزيرة سيشيل ، فى 5 يوليو تم إلغاء الاحكام العرفية ، في 17 سبتمبر 1923م يعود سعد زغلول إلى مصر ، ويتم استقباله بحفاوه من قبل المصريين.
الزعيم من المنفى إلى العودة