بقلم :أسامة كمال | الثلاثاء ٨ مارس ٢٠١٦ -
٠٨:
١١ ص +02:00 EET
أسامة كمال
فجر اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، مفاجأة من العيار الثقيل، حين أعلن ملابسات اغتيال النائب العام، الشهيد هشام بركات، بتورط كل من الإخوان وحماس فى حادث الاغتيال.. ذكر الإخوان لم يكن مفاجأة لأحد، ولكن موضوع حماس كان مفاجئاً لأطراف كثيرة، وأعتقد أننى واحد منهم، رغم علمى وعلم الجميع بموضوع الأنفاق التى لا تنتهى ويعاد بناؤها بنفس سرعة هدمها وباستخدام أساليب أكثر تطوراً.
ربما يكون سبب المفاجأة لدينا هو أننا نسينا أو تناسينا الاتهامات التى وجهت للحركة التابعة للإخوان فى الشقيقة فلسطين ولم يخرج تكذيب ببراهين كافية لينفى عنها كل ما اتهمت به على مدى خمس سنوات.. وزاد من يقين المصريين أن حماس متورطة، وأنهم لم يحاولوا- ولو مرة واحدة- أن يعلنوا إغلاق الأنفاق حتى توافق مصر عليها ولو من وراء الأبواب المغلقة لو كانت لأهداف معيشية للشعب الفلسطينى فى غزة.. فقد طالب الرئيس الأسبق، مبارك، رئيس وزراء إسرائيل بإغلاق الأنفاق من طرفه لو كانت تتسبب له فى ضرر، فلم يفعل لأنه من الواضح أن الأنفاق كانت مصلحة لإسرائيل أكثر من كونها مصلحة للشعب الفلسطينى.
وربما تكون المفاجأة سببها أن حركة حماس خرجت، خلال الأسبوعين الماضيين، بعدد من التصريحات التى تدعم الوصول لاتفاق مع السلطات المصرية، حتى ظننا أن الطرفين قد طويا الصفحة ولو مؤقتاً، استعداداً لمرحلة جديدة.. ولكن خروج التصريحات لتستبق نتائج التحقيق بعدة أيام تثير الشك فيما إذا كانت حماس تعلم بنية مصر الإعلان عن نتائج التحقيقات وتورط حماس، فحاولت استمالتها كى لا تتمم هذا الإعلان.. ولو كان هذا التوقع من جانبى حقيقياً، فنحن مازلنا فى أزمة اختراق للأجهزة الأمنية، فعلموا بما هو متوقع.
لم تختلف تصريحات حماس بعد مؤتمر وزير الداخلية المصرى وحتى خلاله عن سابقتها فى أن حماس لا تريد بمصر إلا كل خير، لأنها الجارة والشقيقة التى طالما دعمت القضية الفلسطينية.. حتى حركة الجهاد الإسلامى طالبت بالتحقيق فيما أعلنته مصر وأبدت حماس استعدادها لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع مصر حول هذا الموضوع.. ولو صحت النوايا فقد تأخر طلب حماس، حيث طلب منها كثيراً تسليم شخصيات أجرمت فى حق مصر ليحاكموا أمام القضاء المصرى، ولكنها صمتت حينئذ أو أصرت على عدم وجود هذه الأسماء على أرضها.
حقيقة الأمر أن إعلان الوزير زلزال تلته وسوف تليه توابع أخرى من ردود أفعال كالتى بدأت تخرج من جهات عديدة مؤيدة أو رافضة، فأحيت فى ذاكرة المصريين صورة أليمة عن أشقاء لم تفعل مصر شيئاً تجاههم إلا كل خير على مدى ما يقارب السبعين عاماً.. خرج الكثيرون يسبون ويلعنون وهو أمر فى رأيى يعد خطيراً، لأن القضية الفلسطينية التى تاهت تماما فى إطار الربيع العربى ولم تعد حتى أولوية عاشرة دخلت وادى الظلمات ولن تفيق البلدان العربية الممزقة لها قبل فوات الأوان، رغم محاولات مضنية من الرئيس أبومازن وثلة من المخلصين هنا وهناك.
توابع الزلزال قد تكون أضعف من الزلزال نفسه ولكنها توابع وليس تابعاً واحداً، وكل منها سيرج أرجاء المكان بشدة.. وإذا أرادت حماس أن تخرج من هذا المأزق الذى لن ينجيها منه تفاهمات الرئيس التركى مع إسرائيل، فعليها أن تقدم الأشخاص الذين أتى ذكرهم طواعية لمصر ليحاكموا محاكمة عادلة أمام القضاء المصرى وتحت أبصار العالم.. فإن برئوا كانت حماس بريئة، وإن جرموا أعلنت حماس تبرؤها منهم.
ولكن نغمة «نحن لا نرضى لمصر بأى ضرر» لن تغير من الأمر شيئاً وستظل الحركة مدانة فى أعين المصريين، وستظل حماس فى عيوننا تابعاً للإخوان، وطالما هى تابع فلتتحمل التوابع.. توابع الزلزال.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع