كتب : كارلوس أنيس  

"ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك" .

هذه جزء من الرسالة التى انتشرت فى صيف 1999م كرسالة وداع كتبها الماركيز على إثر اصابته بسرطان الغدة الليمفاوية ، حيث تداولتها وسائل الإعلام على انها رسالة وداع "الغابيتو" - كما يلقبه اصدقائه - لكنها فى الواقع كانت ابيات شعرية للكاتب  مكسيكي يدعى "جوني ولش".

فى ذكرى رحيل صاحب الـ" 100 عام من العزلة " ، اهم محطات الكاتب "غبريال غرسيا ماركيز" .
1- "غابرييل خوسيه دي لا كونكورديا غارثيا ماركيث" ويعرف إختصاراً " بغبريال غرسيا ماركيز" ولد فى 6 مارس 1927م بكولومبيا.

2- اجتاز ماركيز مراحل تعليمه الأساسية حتى الألتحاق بالثانوية في المدرسة اليسوعية "سان خوسيه"، منذ عام 1940، حيث نشر قصائده الأولى في المجلة المدرسية الشباب ، وأكمل غارثيا دراسته في بوغاتا بفضل المنحة التي حصل عليها من الحكومة  ، بعد تخرجه عام 1947، انتقل غارثيا ماركيث إلى بوغاتا لدراسة القانون بجامعة كولومبيا الوطنية.

3- قرء رواية المسخ " لفرانز كافكا" ، والتى أثرت عليه وبدء حلم الكتابة عنده يكبر حتى أصدر قصته الأولى فى الإذعان الثالث أول قصة، والتى نشرت في صحيفة الإسبكتادور في 13 سبتمبر عام 1947 .

4- لم يكمل دراسته القانونية ولا حتى العليا حيث تحول لمجال الصحافة فعمل صحفيا منذ 1948م فى العديد من الصحف مثل " اليونيفرسال" و "هيرالدو" ، وعلى الرغم من عدم إكمال دراسته العليا فقد منحته الجامعة الكولومبيا الدكتوراة الفخرية فى الأدب.

5-" 100 عام من العزلة" انطالقة "الغابيتو"  من العالم الثالث نحو العالمية فى صيف 1967م عندما نشرت تلك الرواية بيعت منها 8000 نسخة خلال اسبوع ، ونصف مليون نسخة خلال ثلاث سنوات ، وتم ترجمتها الى اكثر من عشرين لغة ، حصلت الرواية على اربعة جوائز دولية ، وكانت السبب فى الحصول على نوبل فى 1982م.

6- كانت لكتاباته مردودها الواسع على الواقع السياسى وخاصة المجتمعات المقاومة والثورية ، فقد جمعته صداقة قوية مع الزعيم الكوبى السابق "فيدال كاستروا" ، كما جمعته علاقة صداقة أيضا مع الزعيم الراحل ياسر عرفات.

7- اعترض على منح "منحم بيغن"  الرئيس الاسرائيلى الأسبق جازة نوبل للسلام عقب اتفاقية كامب ديفيد ، فقد عبر وقتها انه يستحق جائزة نوبل ولكن للموت.

8- "الأوراق الذابلة" أول رواية لمركيز ، لم تقبل دور النشر أن تنشرها له ، ولكنه استطاع نشرها فى 1955م ، وعلى الرغم من النقد الواسع الذى قابلته ، يقول مركيز عنها "أحب ما كتبت " من بين كل ما كتبه، تظل الأوراق الذابلة هي المفضلة لأنها تعتبر من أكثر الأعمال صدقًا وتلقائية ".

9- نال غابرييل غارثيا ماركيث جائزة نوبل في الآداب عام 1982 م ،من الأكاديمية السويدية عن روايته 100 عام من العزلة وباقية تراثه الأدبى ، كما حائز على العديد من الجوائز منها جائزة الرواية عن عمله في ساعة نحس عام 1961 ، جائزة رومولو جايجوس عن روايته مئة عام من العزلة عام 1972م ، وسام جوقة الشرف الفرنسية عام 1985م ، وسام النسر الأزتيك في المكسيك عام 1982.

10- 17 من ابريل 2014 طويت اخر صفحة من رواية اسمها " غبريال غرسيا ماركيز" ، رحل "الغابيتو" عن عالمنا مخلفاً ورائه الكثير من التراث الأدبى و الكثير من الأسى لملايين من محبيه حول العالم ، وانتهى صاحب المائة عام من العزلة بسرطان الرئة فى المستشفى المعهد الوطني للعلوم الطبية والتغذية في ميكسيكو سيتي ، وأعلنت كولومبيا الحداد على صاحب "النوبل" .