كتب : هانى رمسيس – كليفلاند – أوهايو
غادر قداسة البابا شنودة الثالث الأراضى الأمريكية يوم الأحد 31 أكتوبر فى السادسة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية ، من مدينة كليفلاند بولاية أوهايو ، متوجهاً مباشرة إلى مصر ، ليصل مطار القاهرة فى العاشرة مساءاً بتوقيت القاهرة ، على متن طائرة رجل الأعمال المصرى المهندس نجيب ساويرس والتى قدمت خصيصاً من سويسرا بعد أعمال الصيانة الدورية .
كان قداسة البابا قد وصل الأراضى الأمريكية يوم الأحد الماضى 23 أكتوبر فى رحلة علاجية روتينية لمتابعة حالته الصحية ، بمستشفى كليفلاند كلينك ، والتى أكدت الفحوص استقرار و تحسن حالة قداسته .
حفلت الزيارة بكثير من اللقاءات ، فبجانب لقائه ببعض اكليروس الكنيسة القبطية ، التقى قداسته يوم وصوله بالسيد نبيل عبد الفتاح سفير مصر بالأمم المتحدة والسيد قنصل مصر بنيويورك ، كما حرص السيد سامح شاكر سفير مصر بواشنطن على زيارة قداسة البابا بمقر إقامته بكليفلاند يوم الخميس 28 أكتوبر ، للإطمئنان على صحة قداسته .
يجئ اهتمام الدبلوماسية المصرية بالولايات المتحدة بلقاء قداسة البابا ، بعد التوترات الأخيرة على خلفية تصريحات نُسبت إلى الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس ، وأكاذيب رددها الدكتور سليم العوا الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن الكنائس و الأديرة .
والتى على أثرها روج البعض –على غير الحقيقة - أن عدم حضور قداسة البابا احتفالات أكتوبر يرجع لتوتر العلاقة بين الكنيسة والدولة .
فقد تمت دعوة قداسة البابا وقد اعتذر قداسته عن تلبية الدعوة بسبب مشقة السفر إلى الإسماعيلية حيث أقيم الحفل ، وقد تفهمت مؤسسة الرئاسة ذلك الأمر .
الجدير بالذكر أيضاً أن البيان المشترك بين شيخ الجامع الأزهر وقداسة البابا قد لاقى محاولات عديدة لإفشاله لصالح جهة معينة و أشخاص بعينهم .
إلا أن الأمر الذى يضع علامات تعجب واستفهام كثيرة ، هو غض النظر – على أقل تقدير – عن مظاهرات الشتائم و السباب فى حق قداسة البابا للأسبوع الثالث عشر على التوالى .
فهل النظام يتعامل مع الأقباط بسياسة العصا والجزرة ، أم أن على الأقباط دفع الثمن الأكبر دائماً فى امتصاص غضب المصريين على النظام ، وهل يظن الأمن أنه يمسك بمفاتيح اللعبة كاملة ليتحكم حتى فى قدر العنف الموجه ضد الأقباط ورموزهم .
كل هذه الأسئلة قد نجد لبعضها إجابات بعد إنتهاء الإنتخابات البرلمانية ، وقد تظل أسئلة حائرة بدون إجابات .
لكن التاريخ يقول إن من ابتدأ بالأقباط لم يكتف بهم ... فهل يعقلون ؟