الأقباط متحدون | صليبك يا سيدي أكثر وطنية من هلال المتزلفين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣٦ | الأحد ٣١ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢١بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

صليبك يا سيدي أكثر وطنية من هلال المتزلفين

الأحد ٣١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر
طوباك يا سيدي، فإن التلميذ ليس أفضل من معلِّمه.. لكن ماذا قالوا العقلاء عن وطنيتكم الصادقة، وحكمتكم الرشيدة؟
"مصر"‏ ‏وطن‏ ‏يعيش‏ ‏فينا، ‏تحدَّث‏ ‏فضيلة‏ ‏الإمام‏ ‏الأكبر‏ الراحل ‏الدكتور‏ ‏"محمد‏ ‏سيد‏ ‏طنطاوي"‏ ‏شيخ‏ ‏الأزهر،‏ ‏وقال‏: ‏إن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ "‏شنودة‏" ‏ليس‏ ‏مجرد‏ ‏شخصية‏ ‏دينية‏ ‏فحسب‏, ‏ولكنه‏ ‏شخصية‏ ‏مصرية‏ ‏عامة‏ ‏بالدرجة‏ ‏الأولي،‏ ‏وهو‏ ‏مواطن‏ ‏مصري‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏رجل‏ ‏دين‏, ‏ويخدم‏ ‏بلده‏ ‏قبل‏ ‏دينه‏، ‏وعبارته‏ ‏الخالدة‏ ‏"إن‏ ‏مصر‏ ‏ليست‏ ‏وطن‏ ‏نعيش‏ ‏فيه‏,‏ بل‏ ‏وطن ‏يعيش‏ ‏فينا‏" ‏خير‏ ‏شاهد‏ ‏علي‏ ‏ذلك". وأضاف‏: "‏إن‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏يُعد‏ ‏صمام‏ ‏الأمان‏ ‏الأول‏ ‏في‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأزمات‏، ‏ولمسنا‏ ‏هذا‏ ‏بوضوح‏ ‏في‏ ‏أزمة‏ ‏الرسوم‏ ‏الدانمركية‏ ‏المسيئة‏ ‏للإسلام‏، ‏حينما‏ ‏شدَّد‏ ‏علي‏ ‏ضرورة‏ ‏منع‏ ‏الإساءة‏ ‏للأديان‏, ‏كذلك‏ ‏موقفه‏ ‏من‏ ‏تصريحات‏ ‏البابا‏ ‏بنديكت‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏بابا‏ ‏الفاتيكان‏, ‏والكثير‏ ‏من‏ ‏المواقف‏ ‏الأخري‏ ‏التي‏ ‏تعبر‏ ‏عن‏ ‏حكمة‏ ‏ونبل‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ شنودة‏, ‏وترسيخه‏ ‏لمفهوم‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏, ‏وتأثيره‏ ‏الكبير‏ ‏علي‏ ‏المصريين‏، ‏سواء‏ ‏كانوا‏ ‏مسلمين‏ ‏أو‏ ‏أقباطًا‏, ‏مشيرًا‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الصحف‏ ‏المعتدلة‏ ‏تنقل‏ ‏صورًا‏ ‏مشرِّفة‏ ‏عن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏, ‏في‏ ‏حين‏ ‏تعتمد‏ ‏الصحف‏ ‏الصفراء‏ ‏علي‏ ‏الإشاعات‏ ‏ورسم‏ ‏صورة‏ ‏غير‏ ‏حقيقية‏ ‏عن‏ ‏قداسته‏.‏

وأكَّد الدكتور "حمدي زقزوق" وزير الأوقاف: البابا رمز ديني ووطني وعربي كبير، لما يملكه من مقومات يصعب علي أي إنسان امتلاكها. و‏‏أكَّد‏ ‏الدكتور‏ ‏"مصطفي‏ ‏الفقي‏"- ‏رئيس‏ ‏لجنة‏ ‏العلاقات‏ ‏الخارجية‏ ‏بمجلس‏ ‏الشعب‏- ‏أن‏ ‏البابا‏ ‏"شنودة"‏ ‏يحتل‏ ‏مكانة‏ ‏خاصة‏ ‏لا‏ ‏تتعلق‏ ‏بالحياة‏ ‏الدينية‏ ‏فقط‏,‏ وإنما‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏السياسية‏.‏ وتمكَّن‏ ‏من‏ ‏وضع‏ ‏الأقباط‏ ‏في‏ ‏مكانة‏ ‏عالية‏ ‏علي‏ ‏خريطة‏ ‏الحياة‏ ‏السياسية‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏العربي‏, ‏بفضل‏ ‏حكمته‏ ‏ووطنيته‏ ‏التي‏ ‏تجلَّت‏ ‏في‏ ‏مواقف‏ ‏مشرِّفة‏ ‏ترتبط‏ ‏بصلب‏ ‏القضايا‏ ‏العربية‏ ‏والقومية‏,‏ ويتذكر‏ ‏العرب‏ ‏بالفخر‏ ‏والاعتزاز‏ ‏هذه‏ ‏المواقف‏,‏ وأطلق‏ ‏عليه‏ ‏بابا‏ ‏العرب‏ ‏نتيجة‏ ‏لهذه‏ ‏المواقف‏ ‏المشرِّفة‏.

وأضاف سيادته: كما‏ ‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏لعب‏ ‏دورًا‏ ‏كبيرًا‏ ‏في‏ ‏معالجة‏ ‏الشأن‏ ‏القبطي‏ ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏الوطني‏ ‏في‏ ‏"مصر"‏، ‏وخرج‏ ‏من‏ ‏أزمات‏ ‏طائفية‏ ‏كادت‏ ‏تعصف‏ ‏باستقرار‏ ‏المجتمع‏ ‏المصري‏، ‏وتمكن‏ ‏من‏ ‏الإلمام‏ ‏بكافة‏ ‏خيوط‏ ‏الأزمة‏ ‏والعمل‏ ‏علي‏ ‏حلها‏، ‏واستحق‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏نموذجًا‏ ‏معاشًا‏ ‏للوحدة‏ ‏الوطنية،‏ ‏ووضع‏ ‏تقليدًا‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏متبعًا‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏إقامة‏ ‏موائد‏ ‏إفطار‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏ ‏خلال‏ ‏شهر‏ ‏رمضان‏ ‏المبارك‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏،  ‏وبغض‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏الجدل‏ ‏المُثار‏ ‏حول‏ ‏هذه‏ ‏الموائد‏، ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏ترسِّخ‏ ‏مفهوم‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية،‏ ‏وتعمل‏ ‏علي‏ ‏وضع‏ ‏حلول‏ ‏للكثير‏ ‏من‏ ‏المشكلات‏. ‏ويكفي‏ ‏تقديم‏ ‏مشاعر‏ ‏الكرم‏ ‏والمحبة‏ ‏والاحترام‏ ‏والتي‏ ‏لا تُقدَّر‏ ‏بثمن‏ ‏بين‏ ‏أبناء‏ ‏الشعب‏ ‏المصري‏ ‏الواحد‏.‏

وتخليدًا‏ ‏لمعاني‏ ‏الوطنية، أعلن الأستاذ‏ "‏منير‏ ‏فخري‏ ‏عبد‏ ‏النور"-‏ ‏سكرتير‏ ‏عام‏ ‏حزب‏ ‏الوفد‏- ‏الذي‏ ‏اعتبر‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏باباوات‏ ‏القرن‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏قيادته‏ ‏الحكيمة‏ ‏للكنيسة‏ ‏المصرية‏، ‏متمنيًا‏ ‏له‏ ‏دوام‏ ‏الصحة‏ ‏والعافية‏ من‏ ‏أجل‏ ‏استقرار‏ ‏الكنيسة‏ القبطية‏ ‏والشعب‏ ‏المصري‏ والوطن.‏

وتحدَّث‏ "‏حسين‏ ‏عبد‏ ‏الرازق"-‏ ‏أمين‏ ‏عام‏ ‏حزب‏ ‏التجمع-‏ ‏عن‏ ‏العلاقة‏ ‏التي‏ ‏تجمع‏ ‏بين‏ ‏مواطني‏ ‏"مصر", ‏سواء‏ ‏كانوا‏ ‏مسلمين‏ ‏أو‏ ‏أقباطًا‏. ‏فهي‏ ‏في‏ ‏الأساس‏ ‏تقوم‏ ‏علي‏ ‏أرضية‏ ‏المواطنة‏. ‏وتلعب‏ ‏الشخصيات‏ ‏الدينية‏ ‏دورًا‏ ‏مهمًا‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏المجتمع‏ ‏المصري‏, ‏خاصةً‏ ‏وأن‏ ‏الشعب‏ ‏المصري‏ ‏متدين‏ ‏بطبعه‏,‏ ويكن‏ ‏للمؤسسات‏ ‏والشخصيات‏ ‏الدينية‏ ‏كل‏ ‏الاحترام‏، ‏والكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏لها‏ ‏دور‏ ‏وطني‏ ‏معروف‏.

وقداسة‏ ‏البابا‏ "‏شنودة‏"- ‏باعتباره‏ ‏رأس‏ ‏الكنيسة-‏ ‏يلعب‏ ‏دورًا‏ ‏مميزًا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏التعاملات‏ ‏الحياتية‏ ‏للشعب‏ ‏القبطي‏, ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏دور‏ ‏مؤثر‏ ‏للبابا‏ ‏في‏ ‏الجانب‏ ‏الديني‏ ‏والعقائدي‏، ‏فهو‏ ‏كذلك‏ ‏له‏ ‏مواقف‏ ‏وطنية‏ ‏متعددة‏.‏

من‏ ‏جانبه،‏ ‏قال‏ ‏الدكتور‏ "‏وحيد‏ ‏عبد‏ ‏المجيد"-‏ ‏نائب‏ ‏رئيس‏ ‏الهيئة‏ ‏العامة‏ ‏للكتاب:‏ ونحن‏ ‏نعتبره‏ ‏أبًا‏ ‏لكل‏ ‏المصريين‏.‏ كما‏ ‏أن‏ ‏البابا‏ ‏يتمتع‏ ‏بموهبة‏ ‏الكتابة‏, ‏ولا‏ ‏يغفل‏ أحد‏ ‏أنه‏ ‏صحفي‏ ‏وعضو‏ ‏في‏‏ نقابة‏ ‏الصحفيين‏,‏ وكثيرًا‏ ‏ما‏ ‏يتم‏ ‏نشر‏ ‏مقالات‏ ‏كتبها‏ ‏في‏ ‏الصحف‏ ‏القومية‏ ‏والحزبية‏ ‏والخاصة‏، ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏المقالات‏ ‏يغلب‏ ‏عليها‏ ‏التعليم‏ ‏الديني‏ ‏والنصح‏ ‏والإرشاد‏,‏ إلا‏ ‏إنها‏ ‏تجذب‏ عددًا‏ ‏كبيرًا‏ ‏من‏ ‏القراء‏، ‏ويفضلون‏ ‏هذه‏ ‏المقالات‏.‏

وأكَّد‏ ‏أنه‏ ‏كثيرًا‏ ‏ما قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ "‏شنودة"‏ ‏ببعض‏ ‏الخطوات‏ ‏الإيجابية‏ ‏التي‏ ‏ساعدت‏ ‏علي‏ ‏نزع‏ ‏فتيل‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأزمات‏, ‏وغالبًا‏ ‏ما‏ ‏تظهر‏ ‏حكمته‏ ‏وقدرته‏ ‏علي‏ ‏إدارة‏ ‏هذه‏ ‏الأزمات‏ للحفاظ‏ ‏علي‏ ‏وحدة‏ ‏المجتمع‏, ‏ويغلب‏ ‏علي‏ قراراته‏ ‏ترجيح‏ ‏كفة‏ ‏العقل‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏العاطفة‏، وصبغ‏ ‏معظم‏ ‏القرارات‏ ‏بالحكمة‏ ‏والمحبة‏, ‏واستغلال‏ ‏منصبه‏ ‏الديني‏ ‏في‏ ‏جمع‏ ‏الأقباط‏ ‏حوله‏، ‏وعدم‏ ‏التفرقة‏ ‏أو‏ ‏العزلة‏. ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يساهم‏ ‏في‏ ‏تنمية‏ ‏مشاعر‏ ‏الاحترام‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الأقباط‏، وأنه‏ ‏استطاع‏ ‏توحيد‏ ‏الصفوف‏, ‏ويذكر‏ ‏الكثيرون‏ ‏مواقفه‏ ‏الوطنية‏ ‏لخدمة‏ ‏وطنه‏ ‏وعالمه‏ ‏العربي‏, ‏وهو‏ ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏يزيد‏ ‏من‏ ‏أواصر‏ ‏الوئام‏ ‏والثقة‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏القيادة‏ ‏السياسية‏ ‏في‏ "‏مصر"‏.‏

وقال الدكتور "عماد جاد  ‏الخير"-‏ ‏الاستراتيجي‏ ‏بمركز‏ ‏الدراسات‏ ‏السياسية‏ ‏والإستراتيجية‏ ‏بالأهرام-‏ ‏عن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ "‏شنودة":‏ ‏إنه‏ شخصية‏ ‏كاريزمية. وقال:‏ ‏مما‏ ‏لا شك‏ ‏فيه‏ ‏أن‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏يُعد‏ ‏من‏ ‏الرموز‏ ‏الوطنية،‏ ‏وعلامة‏ ‏من‏ ‏علامات‏ ‏الكنيسة‏ ‏المصرية‏. ‏ومن‏ ‏الباباوات‏ ‏الذين‏ ‏يفهمون‏، ويدركون‏ ‏معني‏ ‏السياسة‏ ‏ويجيدونها‏، ‏ويتمتع‏ ‏بحكمة‏ ‏عالية‏.‏  وليس‏ ‏بسهولة‏ ‏أن‏ ‏تتواجد‏ ‏شخصية‏ ‏كاريزمية‏ ‏تعيش‏ ‏بيننا‏ ‏وتؤثر‏ ‏علي‏ ‏الآخرين‏. ‏وبإسلوبه‏ ‏الهادئ‏ ‏والحكيم‏ ‏يبهر‏ ‏المسلمين‏ ‏قبل‏ ‏المسيحيين‏. ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏يتعامل‏ ‏بشدة‏ ‏حينما‏ ‏يتطلب‏ ‏الأمر‏ ‏ذلك‏، ويتعامل‏ ‏باللين‏ ‏في‏ ‏المواقف‏ ‏التي‏ ‏تتطلب‏ ‏ذلك‏. ‏ولن‏ ‏ينسي‏ ‏أحد‏ ‏موقفه‏ ‏الوطني‏ ‏من‏ ‏زيارة‏ ‏"القدس"‏ ‏والتعقيب‏ ‏علي‏ ‏تصريحات‏ ‏بابا‏ ‏الفاتيكان‏, ‏وأزمة‏ "‏كوسوفو"‏, ‏والعديد‏ ‏من‏ ‏المواقف‏ ‏الأخري‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏ردود‏ ‏فعله‏ ‏فيها‏ ‏تتفق‏ ‏ونظرته‏ ‏البعيدة‏ ‏للمستقبل‏.‏ المواطنة‏..

وركز‏ ‏"جلال‏ ‏عارف‏"- ‏نقيب‏ ‏الصحفيين السابق- ‏في‏ ‏حديثه‏ ‏عن‏ ‏البابا‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏يمثل‏ ‏مفهوم‏ ‏المواطنة‏ ‏بمعني‏ ‏الكلمة‏, ‏ويتمتع‏ ‏بالبساطة‏ ‏والبشاشة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏تعاملاته‏ ‏مع‏ ‏الآخرين‏, ‏ويدرك‏ ‏تاريخ‏ ‏بلده‏ ‏جيدًا‏, ‏ويسعي‏ ‏لتحقيق‏ ‏خير‏ ‏البلد‏ ‏والمجتمع‏. ‏كما‏ ‏إنه‏ ‏يُعد‏ ‏رئيسًا‏ ‏دينيًا‏ ‏محنكًا‏ ‏ويسيطر‏ ‏علي‏ ‏أي‏ ‏خلاف‏ ‏يظهر‏ ‏داخل‏ ‏الكنيسة‏,، خاصة‏ً ‏وأنه‏ ‏يؤمن‏ ‏بضرورة‏ ‏الحوار‏ ‏مع‏ ‏الأطراف‏ ‏الأخري‏.‏ تأسف‏ "‏جلال‏ ‏عارف‏" بسبب‏ ‏تشويه‏ ‏بعض‏ ‏الصحف‏ ‏غير‏ ‏المسئولة‏ ‏لصورة‏ ‏البابا‏ ‏"شنودة"‏، ‏واعتبر‏ ‏ذلك‏ ‏مصير‏ ‏معظم‏ ‏الشخصيات‏ ‏العامة‏. ‏ورغم‏ ‏ذلك‏ ‏سيحفظ‏ ‏التاريخ‏ ‏له‏ ‏بصماته‏ ‏الكبيرة‏ ‏في‏ ‏توحيد‏ ‏صفوف‏ ‏كل‏ ‏المصريين‏ ‏والعرب‏. ‏واستطاع‏ ‏إتخاذ‏ ‏قرارات‏ ‏عملت‏ ‏علي‏ ‏تهدئة‏ ‏الرأي‏ ‏العام‏ ‏وحل‏ ‏المشاكل‏ ‏بهدوء‏,‏ واستفاد‏ ‏كثيرًا‏ ‏من‏ ‏علاقاته‏ ‏الطيبة‏ ‏بالقادة‏ ‏والمسئولين‏, ‏وإصراره‏ ‏علي‏ ‏وضع‏ ‏قضايا‏ ‏المجتمع‏ ‏المصري‏ ‏والعالم‏ ‏العربي‏ ‏علي‏ ‏رأس‏ ‏اهتماماته‏.‏ الربان‏ ‏الماهر ببساطة‏ ‏وبمصداقية.

قال‏ ‏الكاتب‏ ‏والمؤلف‏ ‏"أسامة‏ ‏أنور‏ ‏عكاشة‏": ‏إنه‏ ‏منذ‏ ‏أول‏ ‏يوم‏ ‏تقلَّد‏ ‏فيه‏ ‏البابا‏ "‏شنودة‏" ‏مسئولياته،‏ ‏أثبت‏ ‏مصريته‏ ‏ووطنيته‏,‏ وظهرت‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏السمات‏ ‏التي‏ ‏تكشف‏ ‏شخصيته‏ ‏مثل‏ ‏السماحة‏ ‏والحكمة‏ ‏والمحبة‏ ‏والانتماء‏ ‏الوطني‏,. بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏ثقافته‏ ‏العميقة‏ ‏التي‏ ‏تبرز‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏كتاباته‏ ‏وأشعاره‏ ‏وأحاديثه‏.‏
ويستحق‏ ‏البابا‏ "‏شنودة"‏ ‏لقب‏ "‏الربان‏ ‏الماهر"‏ ‏بسبب‏ ‏قدرته‏ ‏علي‏ ‏مواجهة‏ ‏الأزمات‏ ‏وقيادته‏ ‏الحكيمة‏,. ومن‏ ‏المعروف‏ ‏عنه‏ ‏الصلابة‏ ‏في‏ ‏الرأي‏ ‏حينما‏ ‏يكون‏ ‏الحق‏ ‏معه‏, ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏يقف‏ ‏مع‏ ‏الضعفاء‏ ‏والمظلومين‏, ‏ولا‏ ‏يتكبر‏ ‏علي‏ ‏أحد‏, ‏وإنما‏ ‏يرحب‏ ‏بالحديث‏ ‏مع‏ ‏أ‏‏ي‏ ‏شخص‏ ‏صغيرًا‏ ‏كان‏ ‏أو‏ ‏كبيرًا. ومن‏ ‏إنجازات‏ ‏البابا‏ "‏شنودة‏" ‏نجاحه‏ ‏في‏ ‏دفع‏ ‏الأقباط‏ ‏إلي‏ ‏الخروج‏ ‏من‏ ‏عزلتهم‏ ‏للمشاركة‏ ‏في‏ ‏المجتمع‏ ‏بصورة‏ ‏إيجابية‏, ‏وتحفيزهم‏ ‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏لهم‏ ‏دور‏ ‏مميز‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏العامة‏,‏ وأن‏ ‏يشاركوا‏ ‏باعتبارهم‏ ‏مواطنين‏ ‏مصريين‏ ‏لهم‏ ‏حقوق‏ ‏تجاه‏ ‏مجتمعهم‏. ‏كما‏ ‏إنه‏ ‏عليهم‏ ‏واجبات‏ ‏تجاهه‏.

ووصفت‏ ‏المخرجة‏ ‏السينمائية‏ "‏إيناس‏ ‏الدغيدي‏" ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏بالشفافية‏ ‏العالية‏ ‏تجاه‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏القضايا‏ ‏والأزمات‏ ‏التي‏ ‏تعرَّض‏ ‏لها‏ ‏المجتمع‏ ‏والكنيسة‏, ‏ودائمًا‏ ‏يستحوذ‏ ‏علي‏ ‏ثقة وحب‏ ‏الآخرين‏ ‏في‏ ‏ظل‏ ‏حفاظه‏ ‏علي‏ ‏تواضعه‏ ‏ومحبته‏ ‏للآخرين‏. 
 من‏ ‏ناحية‏ ‏أخري، يقول المفكر الإسلامي الكبير "جمال البنا ": إن البابا شنودة يُعد نموذجًا للمواطن المصري الملتزم بقضايا وطنه، ويعكف على حل كل المشكلات والأزمات التى تؤرق المجتمع، ويدرك جيدًا ًدوره التاريخي فى الحياة العامة المصرية،  ويقود الكنيسة بحكمة وحسن تصرف. وإذا كان البعض يرى قراره بمنع زيارة القدس قرارًا سياسيًا، فإن نظرتهم آنيه ولا يدركون تبعات هذا القرار على المدى البعيد، خاصة وأن هذا القرار يخدم قضايا قومية عديدة، ويؤكد وحدة الموقف المصرى تجاه قضايا العالم العربي. ويعد البابا شنودة من الشخصيات الدينية القليلة التى أقامت علاقات مع كافة طبقات الشعب بحب وتواضع شديد. ودائمًا على إتصال بكل التطورات، ويتحلى بالشفافية فى كل القضايا، ويحرص على المشاركة فى كل المناسبات، وتبرز مواهبه من خلال هذه المناسبات، وتزداد أواصر الحب والإحترام بينه وبين الآخرين من خلال مشاركته فى المناسبات الوطنية. وأصبح الكل يدرك ثقافة هذا الرجل وإلمامه بالشعر والأدب والمعلومات التاريخية. ولديه القدرة على استخدام الأمثال البسيطة لشرح معاني قد يستعصي على البعض فهمها، ويستخدم تعبيرات تؤكد إتقانه الشديد  للّغة العربية، وقواعد النحو والصرف. وهذا يظهر بوضوح فى مخزون الكلمات التى يلقيها فى أيه مناسبة، أو الحكايات التاريخية التى يسردها لخدمة مواقف معينة.

أبرز المواقف الوطنية للكنيسة القبطية المصرية
وعن زيارة‏ ‏القدس، أشار الأستاذ "جمال‏ ‏الشاعر"-‏ ‏رئيس‏ ‏القناة‏ ‏الثقافية‏ ‏المصرية‏- ‏إلي‏ ‏حديث‏ "‏إلياس‏ ‏فريك‏"- ‏عمدة‏ ‏بيت‏ ‏لحم-‏ ‏معه‏ ‏منذ‏ ‏حوالي‏ ‏خمس‏ ‏سنوات،‏ ‏لتناول‏ ‏موقف‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏من‏ ‏زيارة‏ "‏القدس".‏ ‏وقال:‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏يتحدث‏ ‏باحترام‏ ‏شديد‏ ‏عن‏ ‏شخصية‏ ‏البابا،‏ ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏كان‏ ‏يعلِّق‏ ‏علي‏ ‏تأثير‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏علي‏ ‏المسيحيين‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏، ‏وعدم‏ ‏السماح‏ ‏لهم‏ ‏بزيارة‏ ‏القدس‏, ‏ورهن‏ ‏ذلك‏ ‏بحل‏ ‏القضية‏ ‏الفلسطينية‏. ‏ووصف‏ ‏هذا‏ ‏بأنه‏ ‏موقف‏ ‏وطني‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أحد‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يصفق‏ ‏له‏ ‏احترامًا‏ ‏وتقديرًا‏.‏

وقال‏ ‏الشيخ‏ ‏"أحمد‏ ‏عشيبة‏"- ‏مدير‏ ‏عام‏ ‏الدعوة‏ ‏الإسلامية‏ ‏بمديرية‏ ‏الأوقاف‏ ‏بـ"الإسكندرية":‏ ‏إن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ "‏شنودة"‏ ‏يمثِّل‏ ‏صمام‏ ‏أمن‏ ‏وأمان‏ ‏للمصريين‏ ‏جميعًا‏ ‏مسلمين‏ ‏ومسيحيين‏؛ ‏بسبب‏ ‏رشادته‏ ‏وحكمته‏ ‏في‏ ‏معالجة‏ ‏القضايا‏ ‏والأزمات‏.‏ كما‏ ‏إنه‏ ‏يُعد‏ ‏من‏ ‏الشخصيات‏ ‏المؤثِّرة‏ ‏القادرة‏ ‏علي‏ ‏تصحيح‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏المفاهيم‏ ‏المغلوطة،‏ ‏بما‏ ‏يدعم‏ ‏استقرار‏ ‏المجتمع‏.‏

وفي الأيام الأخيرة، قال "الوحش": "البابا شنودة" رمز وطني لا يُعوَّض وسأقبـِّل يديه وقدميه!!.." هو رمز وطني لا يُعوَّض، ولولا دوره في أحداث الفتنة الأخيرة التي شهدتها "مصر" لكانت البلد  (ولعت) -على حد قوله- لأنه يحافظ على الوحدة الوطنية وقت الفتنة."

ولا ننسي إدانة البابا "شنودة" بشدة لسلوك رجل الدين بـ"فلوريدا" عن عزمه إحراق القرآن في  ذكري هجمات 11 سبتمبر، مما دفع كل أقباط المهجر بالوقوف والتصدي لهذا الرجل  ومحاربة فكره، وإصدار لومًا جماعيًا ضد هذا السلوك.

هذا غيض من فيض, والقليل جدًا من الكثير الوفير الذي تفوَّه به عدد من كبارالقوم عن وطنية وشخصية البابا "شنودة الثالث", ومساحة المقال لا يسمح الآن أن نذكر كل ما شهدوا عن وطنيته وإخلاصه  لكثرة عددهم, وربما يكون لنا عودة معهم في مقالات قادمة. 

وسؤالي الآن: ماذا قالوا عن هؤلاء المتزلفين أمثال: "محمد عمارة"- الماركسي  سابقًا والوهابي حاليًا- "وطارق  البشري"- المستشار  سابقًا والمتأسلم حاليًا- وعن "سليم العوا"- القاضي سابقًا والسلفي حاليًا- وعن "زغلول النجار"- الجيولوجي سابقًا والمفسد حاليًا.. وكلهم تجَّار دين، ومقاولو الشريعة، وعرفوا من أين يؤكل الكتف؟ ومن أي بئر يشربون؟!!!!

يعوزني  الكثير من الوقت لكي أسطر ما كتبه الأعداد الهائلة من المسئولين والكتاب والأدباء والشيوخ والفنانين، عن شخصية أبي   الوقور  جزيل الاحترام  بكاريزمته المنفردة، واسهاماته الغنية،   ووطنيته  الغيورة لحفظ السلام في الوطن وتهدئة النيران الملتهبة به..

لكن سؤالي أطرحه علي هؤلاء الذين يدَّعون الوطنية وهم الكاذبون وأبعد الناس عنها, وراحوا يمتطون موجات السلفية والوهابية،  ويتمنطقون بالتعصب والكراهية، ويتشدقون بالإسلام السياسي  والعروبة، وسعوا لخراب  الوطن ودمار "مصر" من أجل حفنة دولارات، وتحت جنح ظلام التأسلم والتدين الكاذب، ولصالح المتآمر الوهابي (اعمل فيه وعجل اخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها) ابن الخطاب "رضي الله عنه" !!!!!!

وأقول لهم: لا خير فيكم ولا فرق بينكم وبين المتظاهرين الجهلاء السفهاء وشيوخ الفضائيات الأغبياء الذين يسبوننا بأفظع الشتائم  وأوقح الإهانات ليل ونهار. فكلٌ له طريقته في قبح اللسان وبذاءة الكلام "حنجرتهم قبر مفتوح بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاهم. وفمهم مملوء لعنة ومرارة. أرجلهم سريعة إلى سفك الدم. في طرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه." (رو 13:3-18).

أما هؤلاء المتظاهرون  الدغماء  الأدنياء،  وتصرفاتهم البذيئة،  وسلوكهم القذر، وهتافاتهم الوقحة، يتعذر فمي ويعجز لساني عن وصف قباحتهم، واجرامهم، وجنونهم. وأقول لهم: "لو طلع العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب".

واكتفي ما قاله لهم الراحل الفاضل شيخ الإسلام "سيد طنطاوي": إنكم أمة رعاع".. وكما قال العلامة د. "أحمد بغدادي": أمة غبية وأخيب أمة اُخرجت للناس.. جهلكم أعمي عيونكم. ورائحة فسادكم أزكمت النفوس.. ولا مكان لكم بين البشر العقلاء، أو العالم الحر  المستنير.. وعيشوا في جهلكم، وانعموا به لعلكم تفلحون..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :