كتب : كارلوس أنيس
ان نظرنا فى تاريخ دخول المرأة الى معترك الحياة النيابية فى الدول العربية سنجد أن مصر قد جائت متأخرة فى منح المرأة حق الترشح للأنتخابات ، فسوف نجد أن في لبنان حصلت المرأة على حق التصويت والترشيح عام 1952، لكنها لم تنجح في دخول البرلمان إلا عام 1991، في حين اعطت سورية حق التصويت للمرأة عام 1953 ودخلت البرلمان السوري بعد عشرين عاما من ذلك التاريخ.
اما مصر والتى اعطت ذلك الحق من خلال الدستور الصادر فى عهد جمال عبد الناصر وهو دستور 56 الذى اعطى للمرأة حق الترشح للأنتخابات ليأتى نجاحها فى الانتخابات بعد عام واحد ، ليعطى هذا دلالة قوية ومؤشراً صارخاً فى التاريخ ، أن مصر ونساء مصر ، لهم الريادة وكانوا دائماً مثالاً ونموذجاً للكفاح فى العالم العربى ، وفى تلك المناسبة الجملية ، سنتناول بشكل مختصر حياة 5 من النساء الذين اثروا فى البرلمان تاريخه وشكله.
1- رواية عطية
ولدت راوية عطية يوم 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة اما والدها فهو شمس الدين عطية، الذي عمل سكرتيرا عاما لمحافظة الغربية ؛ وكان صديقا حميما للنحاس باشا ، كما أن والدها قد اغتقل لأرائه السياسية ، وكان لهذا الجو تأثيره على مستقبل رواية.
اصدر جمال عبدالناصر دستور 1956م والذى تم الأعلان فيه عن حق المرأة فى الترشح لمجلس الشعب، رشحت رواية نفسها فى الإنتخابات البرلمانية ، حيث نجحت فى الأنتخابات واصبحت اول نائبة برلمانية فى مصر والعالم العربى فى 14 يوليو 1957م ، كان المجلس برئاسة عبداللطيف البغدادى عضو مجلس الثورة لكنه لم يستمر فترة طويلة.
رشحت نفسها في إنتخابات مجلس الأمة سنة 1959 لكنها فشلت فى تجديد عضويتها للبرلمان ، انضمت عطية ل الحزب الوطني - المنحل - ورشحت نفسها مرة آخرى لعضوية مجلس الشعب في انتخابات سنة 1984م حيث نجحت واصبحت عضو في البرلمان المصري للمرة التانية.
كان لها دور رائد فى علاجة مشكلات المرأة والأسرة من خلال مناقشتها ومطالبها المطروحة فى المجلس ، ولعل ابرز هذه الجهود انها طالبت بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسري والاستشارات الزوجية، وذلك لحل مشكلات الأسرة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية كما طالبت الوزير بأن تتعاون لجنة العادات والتقاليد بوزارة الشؤون الاجتماعية مع وزارة الإرشاد القومي ، للقضاء على العادات، والتقاليد، التي لا تتماشى مع ما يسيء، إلى سمعة مصر في الخارج ؛ وطالبت بتعديل مشروع لائحة الجامعات لتطويره.
2- فايدة كامل
نعم انها فايدة كامل الفنانة والمغنية صاحبة الصوت المصرى الأصيل والتى شاركت فى اوبيريت "الوطن الأكبر" لعبد الوهاب ، وزجة وزير الداخلية الأسبق النبوى اسماعيل ،اعتزلت الحياة الفنية و اشتغلت بالعمل السياسى حتى اصبحت نائبة بالبرلمان فى العام 1971 عن حى الخليفة بالقاهرة وكما تولت رئاسة لجنة الثقافة بمجلس الشعب ،وعملت على حل الكثير من المشاكل وطرح البعض الاخر للمناقشة فى المجلس ، وعملت على تحقيق امال الكثر من امال الشعب المصرى مثل ادخال مشروع الصرف الصحي ومياه الشرب ورصف الطرق وبناء 11 مدرسة وإنشاء خمس مراكز للشباب إلى جانب بناء المؤسسات الخيرية لرعاية الفقراء والأيتام وبناء المستشفيات
كنائبه في البرلمان استطاعت ان تمثل المرأة المصرية في كثير من المؤتمرات الدولية سواء الأوروبية منها أو العربية أو الأفريقية.
كما خاضت كثير من المعارك في البرلمان من اجل ان تأخذ المرأة المصرية حقها كما نص عليه في الدستور خاصة في قانون الاحوال الشخصية وقانون الخلع وقانون اعطاء الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من اجنبى وكانت آخر اعمالها في رئاستها للجنة الثقافة و الاعلام و السياحة هو إعدادها لمشروع قانون الحفاظ على التراث السينمائي المصري، وهو قانون من شأنه ان يحفظ لذاكرة الامة المصرية الافلام السينمائية التي تعتبر تدوينا وتسجيلا لثقافة الشعب المصري.
3- شاهندة مقلد
تعد شاهندة مقلد من اشهر النساء الذين جلسوا تحت القبة ، توحدت مصر وسوريا فى 1958م وجلست شاهندة ايضاً داخل البرلمان ، واحدة من اغنى الفلاحبن ، وعلى الرغم من هذا حاربت الإقطاع ، مقلد وعائلتها لها باع كبير فى محاربة الأقطاع ومناصرة الفلاحين، وتجلى هذا فى تحذريتها فى أروقة البرلمان أن الأقطاع لا زال قائماً ، كما أرسلت خطاباً لناصر قالت فيه " لا تشوهوا الثورة" ، وفى طريق كفاحها تعرضت مقلد للاعتقال ثلاث مرات في عهد "السادات"، كما أنها شغلت منصب أول أمينة لحزب التجمع بالمنوفية حيث كانت صوت الفلاحين الذي يدافع عن حقوقهم مواصلة كفاحها تحت راية حزب التجمع.
4- نوال عامر
ولدت فى 23 إبريل 1931،والدها هو المحامى أحمد أمين، سكرتير هيئة التحرير بالسيدة زينب ، مما يدل على النشأة السياسية التى حظيت بها ، بدأت عملها السياسى عام 1958 فى الاتحاد القومى ، شاركت في 6 دورات تشريعية بدءا من فبراير 1964 وحتى الفصل التشريعي الخامس من العام 1987 إلى 1990م
كان لنوال عامر آراء حرة ومواقف وطنية صادقة أهمها عرض قانون الأحوال الشخصية على المجلس، كما كشفت أسرار اختفاء الأقمشة الشعبية من الأسواق "الكستور" فقدمت الاستجوابات وطلبات الإحاطة التى تتناول أسباب رفع سعر القطن ونقص المواد التموينية
كما ناقشت العديد من القضايا حيث كان لها السبقفى المطالبة بالجمع بين المرتب ومعاش الزوج ، كما ناقشت قضية الانفجار السكانى، ورفع سن التجنيد لطلبة الأزهر، وقانون مساواة المرأة العاملة بالحكومة والقطاع العام فى إعانة الغلاء.
5- مارجريت عازر
ولدت فى 1963 حاصلة على بكالوريوس تجارة و أدارة أعمال جامعة عين شمس و ليسانس حقوق جامعة القاهرة ؛ هى أول سيدة مصرية أمين عام حزب سياسى على مستوى الاحزاب المصرية ، خاضت عدة معارك انتخابية على مدار عدة سنوات في مجلس الشعب والشورى والمجالس المحلية حتى اكتسبت خبرة كبيرة ، حيث كانت تدير انتخابات مجلس الشعب عن دائرة روض الفرج عام 2005م.
كمت كانت ضمن الفريق المصرى الذى قام بمراقبة الإنتخابات الأمريكية ؛ وقامت بعملية المعايشة الإنتخابية فى مراحل الأنتخابات الأمريكية وبلورة ما يفيد مصر ويتناسب مع ظروف الانتخابات فيها .