بعد سقوط عضوية النائب توفيق عكاشة كان لا بد أن تسقط قناته أيضاً، فهى صوته وبصمته وأداته وعصاته وفزاعته، لكن لو سقطت «الفراعين» وولدت مكانها فرعونة مثلها تنتهج الأسلوب الفج نفسه فنحن ما زلنا لم نبرح أماكننا بعد وما زلنا نمارس تمرين الجرى فى المكان!
قناة الفراعين ومثلها قنوات أخرى معروفة بالاسم منها ما يملكه عشّاب يبيع أدوية مضروبة وعليه قضايا نصب ودجل وغش وتدليس بالعشرات ومنها ما يملكه تجار دين وسماسرة فتاوى، هذه القنوات هى منهج وأسلوب حياة وإن لم تسقط وتمحى وتشطب سيصبح ما فعله البرلمان فى «عكاشة» مجرد ترميم جبل منهار بلاصق صباع أمير!
مازلت أتذكر استضافة «عكاشة» فى برنامج «العاشرة مساء» الذى كنت أقدم فقرته الطبية، وكانت مناسبة استضافة الصديقة الإعلامية منى الشاذلى له غرابة الإعلان الذى كان قد كتبه فى الصحف طالباً فيه مذيعة ذات وزن معين! وكأنه يطلب شوال بطاطا من سوق العبور، وأنا أستمع إليه توقعت مصيره ونهايته المحتومة وشاركنى هذا التوقع الإعلامى يسرى فودة الذى كان ضيفاً مشاركاً له فى الفقرة، القناة العزبة هو شعار فضائيات كثيرة تدار بمنطق الأبعادية الموروثة، ولن نشعر أن هناك ثورة إعلامية فعلاً إلا بسقوط أشباه «الفراعين»، عندما يتقدم رجل أعمال لشراء تلك القناة وتغيير منهجها من منهج غوغائى رداح إلى منهج تنويرى علمى حضارى، تتغير المصطبة وتتحول إلى معمل، نشاهد حياة العلماء لا حياة الدرديرى، نعرف ماذا أضاف إلى حياتنا باستير وأينشتين ومارى كورى، نشاهد أفلاماً وثائقية عن الكون والفلك والكيمياء والفيزياء، نتابع أحدث أخبار التقدم فى جميع المجالات، نستمع إلى الموسيقى ونشاهد مسرحاً راقياً وعروض باليه ممتعة محلقة وسينما مختلفة، نكشف المسكوت عنه فى تاريخنا وتراثنا، عندما يحدث كل هذا سنشعر ونحس أننا أنجزنا فعلاً «30 يونيو» وليس «30 فبراير»!!
نقلا عن الوطن