بقلم: عساسي عبدالحميد- المغرب
في العصر الذهبي لبترول أل سعود خاصة في سبعينيات القرن الفائت؛ وأمام تهافت وشراهة الماكينة الأمريكية على القطران الأسود الذي غير حكام السعودية من حياة الابل وقطع الطرق إلى حياة الليموزين والقصور ورحلات الاستنكاح...
في تلك الفترة اضطر الأمريكان وفي كثير من المناسبات على امتهان حرفة القوادة لصالح أمراء وحكام السعودية للظفر بعقود تجارية داخل المملكة في الكهرباء والبناء وصفقات السلاح والغذاء والدواء؛ هذا ليس من قريحة ونسج الخيال بل واقع كما يدل عليه هذا الفيديو الموثق..الذي يظهر فيه مندوب تجاري سابق وهو يفضح أميرا سعوديا شرط عليه من أجل الموافقة والتوقيع على الصفقة أن يجلب له امرأة أمريكية شقراء متزوجة جميلة ومن عائلة كريمة؛ فسقط السهم على زوجة طيار مدني من مدينة بوسطن ...(...)
==============
بعد أسبوعين سنقفل عاما كاملا على بدء العدوان السعودي على اليمن والذي لم يحقق ما كان يترجاه منه آل سعود ؛كان في اعتقادهم أن مسألة القضاء على الحوثيين لن تأخذ أكثر من شهر كأقصى تقدير؛ ها نحن اليوم سنقفل سنة كاملة على هذا العدوان الذي ابتدأ يوم 26 مارس 2015 واستهدف الأطفال والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية لليمن قبل أن يستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتجمعاتهم العسكرية ؛ واليوم؛ السعودية تغرق في مستنقع رهيب يصعب الخروج منه ...(...)
==============
تذكروا ....ما قاله الرئيس الأمريكي ''باراك أوباما" عند أول طلعة جوية سعودية لضرب اليمن في 26 مارس 2015 ؛ قال؛ أن من حق السعودية الدفاع عن أمنها و سلامة أراضيها من أي عدوان دخيل ((يعني ايران)) ؛وقبل تصريحه هذا بأسبوع وبمناسبة عيد النيروز الايراني أي في في 20 مارس 2015 ألقى أوباما خطبة بتراء خصصها لايران يهنأ فيها شعبها بمناسبة العيد و يصف الشعب الايراني بالعظيم وصاحب حضارة عريقة؛في نفس الخطاب دعا أوباما المعاهد والجامعات الايرانية للتعاون مع نظيراتها الأمريكية ....(...).
==============
كانت نبرة أوباما في خطبته العصماء وإيماءات وجهه ككركرة الجدول المنسل في رقتها؛ وكعزف النسيم في عذوبتها ؛وكأنه يغازل حسناء تتبختر في مشيتها وخلاخيلها ...؛ لم تمر أسابيع كثيرة حتى تم الاتفاق على المشروع النووي الايراني فيينا 5+1 ورفع الحظر الاقتصادي على ايران واستقبل الشارع الايراني وزير الخارجية جواد ظريف استقبال المنتصرين ؛ وبعدها بأيام تسابق ممثلو ومندوبو الشركات من كل أصقاع العالم نحو طهران للفوز بعقود الصفقات؛ وتم ارسال دعوات زيارات رسمية للمسؤولين الايرانيين لزيارة أوروبا والصين واستراليا وأمريكا ....(...).
==============
في يونيو 2015 و بينما كان ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز غارقا في اجازته الصيفية على شاطئ الريفيرا بضواحي مدينة "كــــان" الفرنسية ؛ تلك الزيارة التي لاقت احتجاجا واسعا من طرف نشطاء وجمعيات بعد اقدام السلطات الفرنسية على غلق مساحة من الشاطئ في وجه المصطافين لأسباب أمنية ؛ حينها بلغت الاحتجاجات الى درجة تعري خمسة شابات فرنسيات أمام قصر الملك سلمان ...
أثناء فترة اجازة الملك سلمان أل سعود بفرنسا وجه الرئيس "فرانسوا أولاند" دعوة خاصة لنظيره الايراني (( حسن روحاني)) يدعوه فيها لزيارة عمل بباريس ...وهي الدعوة التي أغضبت الملك سلمان وجعلته يأمر طائرته بالاقلاع فورا ومغادرة فرنسا والتوجه نحو المغرب لقضاء اجازته الصيفية هناك ..ولسان حاله يقول مخاطبا الرئيس الفرنسي ؛ (( سحقا لك من علج؛ تستدعي المجوس ياسليل العلوج في زيارة رسمية؛ وأنا هنا بفرنسا أضخ أموالي في مطاعمكم ومتاجركم ؟؟؟ ))
ايران اليوم وباجماع عقلاء أمريكا ساسة واقتصاديين يجمعون بأنها هي الحليف المستقبلي والاستراتيجي المربح لواشنطن ؛ أمريكا اليوم تريد التخلص من السعودية عبر توريطها في حروب ونزاعات اقليمية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا لاستنزاف مالية خزينتها؛ أمريكا اليوم تريد لأسعار النفط التدنى؛ وكان خطأ السعودية هي عندما رفضت تخفيض انتاجها بغية ضرب الاقتصاد الايراني والروسي معتقدة أنها هي من تتحكم في صنابير البترول؛ تقفلها و تفتحها وقت ما تشاء؛ هاهي السهام ترتد في وجهها؛ فإيران ستغرق السوق العالمية المتخمة أصلا بالمزيد من النفط وفعلا فقد قامت السفن التجارية منذ أيام بشحن 4 مليون برميل من الخام الإيراني الجيد نحو أوروبا؛ وقبلها قلب الصخر النفطي الأمريكي المعادلة بصورة رهيبة ....وجعل اقتصاد السعودية يتخبط ويفقد بواصل توازنه مثل ضبعة تلقت ضربة من جاموسأقرن ...(....)
==============
اليوم لسان حال العم سام يقول لا حاجة لنا للسعودية ولنفطها؛ كانت ماكينة مصانعنا في حاجة إليها فيما مضى ؛السعودية ليست سوى بؤرة ومصدر إرهاب يهدد العالم، لقد كانت مرحلة عصيبة قمنا بتدبيرها ...كنا مضطرين أمام هذا الواقع أن نتعامل مع أناس يحملون عقلية شيخ القبيلة وزعيم عصابة وليس مع رجال دولة مؤسسات وممثلين شعب يزداد تعداد سكانه ويصبح شبابه أكثر وعيا وتعلما وأصبح يطالب بحقوقه ومنها الحق في الثروة والحق في التدبير ...الوضع مختلف اليوم وغدا ستنتج مختبراتنا بدائل جديدة للطاقة....منذ اليوم لا حاجة لنا بنفطكم؛ فاشربوه ان كنتم فاعلين (....)
Assassi_64@hotmail.com