استثناء المرضى والمسافرين.. والأسقف مُجبر على الصوم لمدة عام.. ولـ"النساك" قانون خاص
الأصوام لـ قمع الشهوات.. وأقدمها "الرسل".. صامه الرسل بأنفسهم
كتب - نعيم يوسف
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الاثنين المقبل في صوم الأربعين المقدسة، أو "صوم العيد الكبير" كما يُطلق عليه المصريون، حيث ينتهي بصوم أسبوع الآلام الذي ينتهي بـ"عيد القيامة"، أو "العيد الكبير" كما يُسمى.. ونعرض في التقرير التالي أصوم الكنيسة القبطية.
يعني "الصوم" في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الامتناع لفترة معينة عن الطعام، بعدها يتناول الصائم أطعمة خالية من الدسم الحيواني، ويهدف في الأساس -مع اختلاف أنواعه- إلى الزهد والتقشف والقمع الشهوات والأهواء الجسدية.
الأصوام.. درجات!
تنقسم الأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى نوعين، هما: أصوام الدرجة الأولى، والتي يتم الانقطاع فيها عن الأكل حتى انتهاء صلاة القداس الإلهي، أو حتى الساعة الثالثة عصرًا، كما هو شائع بين المصريين، وهي أصوام (صوم الأربعين، وصوم الأربعاء والجمعة -من كل أسبوع-، وصوم يونان، وبرمون عيدي الميلاد والغطاس) ولا يؤكل فيها الأسماك بأنواعها، أما أصوام الدرجة الثانية -من الناحية النسكية- فهي أصوام (عيد الميلاد، والرسل، والسيدة العذراء)، ويجوز فيها تناول الأسماك بأنواعها.
صوم العيد الكبير (3×1)
تبدأ الكنيسة منتصف الأسبوع المقبل صوم الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام، وهي الأربعين يوما التي صامها المسيح، يضاف إليها أسبوعًا في مقدمتها يُسمى "الاستعداد"، ويُقال أنه بدلا من أيام السبوت التي لا تُصام، وفي نهايته يصوم الأقباط أسبوع الآلام، الذي يليه عيد القيامة.
ما قبل العيد وبعده
يسبق الصوم الكبير، بأسبوعين، صومًا أخر لمدة ثلاثة هو "صوم يونان أو نينوى"، وهو تذكارًا لتوبة أهل نينوى، وبعد عيد القيامة بـ50 يوما، يصوم الأقباط صوم الرسل، وهو أقدم الأصوام كلها، حيث أنه أول صوم يصومه رسل المسيح أنفسهم، وينتهي بعيد استشهاد القديسين بطرس وبولس، وهو غير محدد المدة، يتراوح ما بين 15 يوما وما يزيد عن 40 يوما.
صوم عيد الميلاد
تصوم الكنيسة أيضاً صوم الميلاد، والذي يسبق عيد الميلاد، ومدته 40 يومًا يضاف إليها ثلاثة أيام أخرى -ليكون 43 يوما- أضافتهم الكنيسة خلال أزمة نقل جبل المقطم، ويبدأ من 16 هاتور (25 نوفمبر)، وينتهي بعيد الميلاد في 29 كيهك (7 يناير).
أصوام أخرى
هناك أصوام أخرى في الكنيسة وهي صوم السيدة العذراء ومدته 15 يومًا، وينتهي بعيد صعود جسد السيدة العذراء، وصوم برمون عيدي الميلاد والغطاس، ووالبرمون هو اليوم السابق للعيد، وكان يُصام في الماضي بشكل انقطاعي طوال اليوم، بالإضافة إلى صوم يومي (الأربعاء والجمعة) من كل أسبوع، وترجع جذوره إلى الكنيسة اليهودية حيث اعتاد اليهود أن يصوموا يومي الاثنين والخميس، لأن فيهما صعد موسي علي الجبل ليتسلم الشريعة ونزل حاملًا اللوحين. لهذا عندما تحدث السيد المسيح عن الفريسي المتكبر، ذكر أنه كان يفتخر بصومه يومين كل أسبوع (لو18: 12). والكنيسة منذ العصر الرسولي وهي تقدر أهمية الصوم وضعت أن تصوم يومي الأربعاء والجمعة، تذكارًا للتشاور ضد السيد ولصلبه، وذلك كما يذكر القمص تادرس يعقوب ملطي، في كتابه "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية".
استثناءات خاصة للمرضى والنساك والأساقفة
تستثني الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، المرضى والمسافرين من الالتزام بقوانينها، حيث يمكن أن يقللوا من الصوم بإرشاد أب الاعتراف، أما "النساك" فلهم قوانينهم الخاصة، حيث يمكنهم الصوم كل حياتهم، ويُجبر الأسقف بعد رسامته أن يصوم لمدة سنة كاملة.