الأقباط متحدون - عكاشة الهجاص..و جزمة كمال أحمد
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | الأحد ٢٨ فبراير ٢٠١٦ | ٢٠ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٥٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عكاشة "الهجاص"..و "جزمة " كمال أحمد

محمود بسيوني
لان مصر بلد العجائب ، فلا مانع ان يتصور إعلامي انه دكتور ، ثم ينجح في اقناع الناس بانتخابه لمجلس النواب ، ثم تحوله امراض الشهرة وجنونها الى زعيم سياسي ، توفيق عكاشة ظاهرة حقيقة تعبر عن خوائنا الفكري والسياسي ، تيبس الحياة السياسية والاعلامية قادتنا الى محطته ، وحينما تغيرنا وحاولنا التحرك بعيدا عنه ، قرر ان الخيار شمشون ، لنهدم المعبد على رؤوسنا جميعا فطالب بانتخابات رئاسية مبكرة ثم قابل السفير الإسرائيلي ليضع الدبلوماسية المصرية والبرلمان فى حرج شديد ، وزاد في هذيانه وحاول ان يبيع وهم جديد لمتابعيه بأنه "رافت الهجان " ويقدم خدمة للوطن من قلب اسرائيل !

خلال السنوات الخمس الاخيرة ، نجح عكاشة عبر اسلوبه المتبسط وحكاياته المسلية القادمة من طين ريفنا الاصيل في جذب الكثيرون الى الاستماع لما يقوله ، اتخذ موقفا مضادا لحكم الاخوان ، و شارك في الدعوة لثورة 30 يونيو ولم يكن الداعي الوحيد لها كما يروج لنفسه ، بل وضع نفسه في نفس المكان مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي وقتها ، وقال انه مفجرها وصانعها ، جنون العظمة قاده الى ان يتصور نفسه زعيم الملايين .

 في اعتقادي لم يكن امام الدولة طريق واضح للتعامل مع هذه الظاهرة ، فلت الامر و تضخم الملف حتى تحول الى ازمة تضاف لمئات الازمات التي تعيشها الدولة وتحتاج الى تحرك عاجل وسريع ، لم يكن هناك وزيرا يدير شئون الاعلام و يخطط له ، كما كان يحدث في السابق ، فترك الامر للاجتهاد و لأهل المهنة فزاد الامر تعقيدا ، لقد كان لديهم تصور عام عن انها لحظة تاريخية لهم فهناك تورته وغنائم حرب ، او على اقل تقدير لعب لدور عقل الرئيس الإعلامي ، تكرار لظاهرة "هيكل " وناصر او موسى صبري والسادات او مبارك وسمير رجب ، فتبارى الجميع للحصول على شيئا ما ، وحينما لم يجدوا شيئا ، بل وجدوا حصارا او مخاوف لدى اصحاب قنواتهم من رجال اعمال ، انقلبت الآية وشعروا بالبطولة الزائفة ، كما في حاله توفيق عكاشة ..فهو ليس الاول وبالتأكيد لن يكون الاخير .

المؤكد ان عكاشة ظهرت عليه اعراض جنون العظمة عقب فوزه بأعلى الاصوات في دائرته نبروه ، فقرر ان يصبح رئيسا للمجلس ، وحينما فشل بدأ في "التلويش " فبدا في افتعال الازمات داخل المجلس ، بل والهجوم على اجهزة الدولة التي تشدق بالقرب منها ، وهو الامر الذى ساهم في مضاعفه شعبيته لتوهم عند الناس بقربه او الرضى عن ما يفعله ، بل وكان يسرد معلومات تتحقق بعد ايام او شهور وهو ما عزز تصور استخدامه من قبل اجهزة امنية الى ان ظهر بجوار السفير الإسرائيلي  داخل منزله ، فأصيب من اصيب بالحيرة ، بل ذهب البعض الى انه يتم استخدامه مرة اخرى ، وكانت الحقيقة ان غبائه حفر له نهاية تليق به .

لم تكن مصر في أي لحظة دوله مطبعه مع اسرائيل ، صحيح مصر وقعت معها اتفاقية سلام ، مجرد ورقة استعادت بها كامل اراضيها وضمنت بها كامل حقوقها فى سيناء ، لم توافق في أي لحظة على التطبيع ، قبل تحقيق السلام الكامل وضمان حقوق الفلسطيني نفى اراضيهم ، وكان رئيس الدولة احد رعاه السلام ، وهو فقط من يمثلنا في العلاقة مع الجانب الاسرائيلي ومعه الاجهزة الامنية ووزارة الخارجية ، لكن لم يحدث في تاريخ الحياة البرلمانية او السياسية ان ذهب نائب برلماني لإسرائيل او استقبل السفير الإسرائيلي في منزله او ناقش معه العلاقات بين الدولتين .

الاسرائيليون يدركون ذلك جيدا ، ويعلمون ان ما فعله عكاشة لا يمثل الدولة المصرية او الشعب المصري ، لكن لا مانع من اللعب بها لترسيخ معلومات تتحدث عن سيطرة اسرائيل على سد النهضة وذلك غير صحيح على اطلاقة ، لأنك بذلك تفترض ان الادارة الاثيوبية تعمل لدى الادارة الاسرائيلية ، قد يكون لإسرائيل نفوذ واستثمارات لكنها لن تصل الى التحكم المباشر في اثيوبيا كما يصور لنا إعلامي ونائب في البرلمان لا يملك معلومة حقيقه عن الوضع فى اثيوبيا ، او عن حجم الاستثمارات الاجنبية فى المشروع ، وان القرار المصري فى مسألة سد النهضة خضع لحسابات دقيقة لمخاوف مصر من الفقر المائي على اثر عمليات بناء السد .

اعتقد عكاشة ان جهلة بحقيقه سد النهضة وبالخطوط الحمراء العلاقات المصرية الاسرائيلية يمكن ان يدعماه في لعبته الصفرية مع الدولة ، او يمكن ان يصنعا منه بطلا لحله ازمة سد النهضة مقابل نقل مياه النيل لإسرائيل ، اراد ان يفرض رؤيته على الدولة ثم استفاق فجأة على جزمة النائب المخضرم كمال أحمد جزاء له على جريمته فى حق مصر والمصريين .

عكاشة ظن انه هاجميه او مؤيديه سيحمونه ، حاول التهجم على استديو صدى البلد وعلى الزميل مصطفى بكرى النائب ايضا فى البرلمان عقب هجومه عليه فى برنامجه الى ان ظهر افراد الامن ، ثم حاول ان يهاجم البرلمان بنفس الهجامين فكان الرد عفويا وطبيعيا من حذاء نائب عبر به عن شعور امه "قرفت"  من التمثيل والتصنع والادوار الهابطة لعكاشة وغيره من "العكاكيش " و"الهجاصين" التي امتلأت بهم ساحتنا الاعلامية في الخمس سنوات الاخيرة .

الناس فى مصر تأن من العاب الصغار والاعلام الوطني يشعر يوميا بطعنه فى الظهر من اناس انتسبوا له زورا فى لحظة بناء وطن يتعرض للخطر  ولا يحتمل مثل هذه المهاترات .            


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter