خواطر العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
إستقبل المفكرون والمثقفون و ( النُكْبةّ ) النُخْبةّ المصرية ، ودكاكين حروق الإنسان المصري ، وأعضاء المجتمع المدني ، وكثير من الحقوقيين والقانونيين والمُسْتٓشارين ، والمسؤلين ، وكبار رجال الدين الإســـــــِلامي والمســـيحي ، حُكْـــمّ السيد المستشار تامــر كامل رئيس الدائـــــــرة الثالثة بمحكمة جنح بني سويف بالقضــاء علي مُسْتقبل أربعـــــــــة من زهور الأطفال المصريــــــيين مسيحيي الديانة إنجيلييّ الطائفة ، كانت. ستتفتح براعم مستقبلهم أمامهــــــم ليشاركوا في بناء مصرهم وطنهم
لكن أبي واستنكر عليهم الحُكم ذلك ، فقضت المحكمةً برئاسة السيد المِستشار بالحكم علي كل منهم بالسجن ٥ ( خمس ) سنــــوات بتهمة إزدراء الدين الإســــــلامي ،كما قٓضي نفس القاضي أو ( القاصي ) علي مستقبل مدرسهم خالد يوسف يونان ، بالسجن ٣ سنوات ... ماذا فعل هؤلاء القُصٓرّ ( أعمارهم من ١٥ الي ١٧ والرابع حٓدٓثّ ) ، هم ومدرسهم ؟
في أعقاب كارثة قيام تنظيم الدولة الإســلامية بالشام والعراق ( داعش ) بٍنٓــــحْرّ وذٓبْــــحّ ٢١ مصريـــــاً مسيحياً من العاملين في ليبيـا بعد التهليل والتكبير ، ونُشِـــــر وانتشـأر فيلم تصوير ذبحهم ونحرهم في كافة أرجاء المعموره ، ورد فعل الدولــــة المصرية بقيادة الزعيم السيسي كان قويـــاً وحاسماً .. فقد قامت القوات الجوية بعد ساعات من هذه الكارثة بدك معقل ومعسكر هذا التنظيم الداعشي في ليبياوقامت قوات الصاعقة المصرية المحمولة جواً بقتل وأسر العديد من أفراده والعودة بهم الي مصر ، وبعد أن قامـــــــت مصــــر بثأرها ، قام رئيسها بالتعزية في الشهداء ... هذه الكارثة الإنسانية هزت قلوب ومشاعر مئات الملايين ، من البشر في كل مكان ، ومتأثرين كل التأثر بهذه الفاجعة الغير آدمية ، وأثناء قيامهم برحلة ، قام هؤلاء القُصٓرّ بتصوير مشاهد من كاميرا محمول مدرسهم مدتها ٢٠ ثانية لِفٓضْح الأهوال الإنسانية والفواجع البشرية التي يقوم بها رجال هذا التنظيم الإرهابي القاتل للبشرية بإدعاء أنهم يمثلون الإسلام ، ( فصوروا مشهد أن أفراد داعش يصلون حسبما كان في فيلم النحر والذبح ، ثم قام أحدهم بذبح الإمام ... تمثلاً ) كل هذا لِفضح أكاذيب هذا التنظيم من أنهم مسلمون يذبحون وينحرون رِقاب البشر باسم الإسلام ، وبدلاً من تقدير هؤلاء الصِبْية ( المكلومين والمصدومين من بشاعة الجُرمّ وآثاره ) والتعرف علي مشاعرهم الغضةّ إزاء ذلك ، ورافضاً أن يُشاهد ويُعاين الفيلم ( العِيالي ) قضي القاضي بالقضاء علي مستقبلهم وسجنهم ٥ سنوات بتهمة إزدراء الدين الإســـلامي - المتسامح ! - ، وطبق القاضي علي هؤلاء الأطفال أقصي العقوبة ، حيث أن العقوبة علي هذه التهمة ( إن كانت تهمه ) تتراوح من ٦ أشهر وبحد أقصي خمس سنوات ، وبهذا أثبت سيادة المستشار إنتماء تنظيم ( داعش ) للإسلام والذي حاول هؤلاء الصبية فضح هذا التنظيم بفيلمهم الصبياني هذا ، لكن إعتمد القاضي علي التقرير الفني عن الفيلم ! وتكييف تهمتهم علي أنها ( السخرية من صلاة المسلمين ، وتصوير مقطع فيديو بغرض الفتن وتكدير السلم العام )
سيادة المستشار تامر كامل وأعضاء النيابة الأجلاء
لا تعقيب علي أحكام القضاء !
لا وألف لا .. سأُعقب علي الحكم ولو عوقبت بالسجن
ألا ترون أن التهمة ضخمة واسعة وفضفاضة علي مثل هؤلاء الصبية ومدرسهم ، هل قاموا بتوزيع الفيلم هذا أمام المساجد والكنائس بغرض إحداث فتن ؟
وهل قامو بتوزيعه ونشره في كافة طبقات المجتمع ودور النشر والصحف والمجلات بغرض تكدير السلم العام ؟
ألا ترون رائحة الطائفية تفوح من كافة جٓنٓباتّ هذا الحكم الذي لا يتناسب مع الجُرْم المزعوم ؟
ألم تُقدٍروا صدمة صبية صغار يافعين متفتحين للمستقبل ، ومدي سوء نفسيتهم ، عندما يَرَوْن أهلهم وذويهم يُذْبحون وتُنحر رقابهم لأنهم مسيحيون ؟
ألم تأخذوا في الإعتبار حداثة سن من حكمتم عليهم ، ومراعاة مستقبلهم ؟
بحكم قانون إزدراء الأديان ، والذي هو في حد ذاته إزدراء للأديان ، يُمكن تأويل كل سٓكٓنةٌ وهمسةّ وفِكْره وخاطر علي إنها إزدراء لدين معين ، حسب ديانه من قام بذلك ! وحسب من أقام الدعوي بطريقة الحِسبة التي عادت للظهور بعد إنقضاء حكم الإخوان المسلمين
الخطأ الأكبر في مأساة هؤلاء الصبية المسيحيين هو خطأ مشترك بين النيابة العامة ( التي هي من المفترض أنها محامي الشعب ) ، وبين قاضٍ قرر الحكم في قرارة نفسه مُضخماً من فعل يصح تماماً أن نُطلِقّ عليه ( لعب عيال) الي جريمة إهانة الدين الأسلامي وخلق فتنه وتكدير السلم العام ، وهي في حقيقتها فضحاً لداعش والذي رفض عدالته أن يُشاهد جسم الجريمة !!! لماذا ؟
وبهذا الحُكم ثٓبتًت تبعية داعش للدين الإسلامي
وهنــــا
علي المجتمع المدني جمع توقيعات لوقف هذه المهزلة بأي طريقة لأنهـــا شٓوٓهتّ صورة قضاء مصر الشامخ في الخارج ، لتناول بعض وسائل الإعلام العالمية لها ، كما أنها تسئ لسماحة الإسلام الحقيقي وجوهره البعيد عن التشدد والتعصب .
بالإضافة الي عدم دستورية هذا القانون ، وأنه سيف مُسلط علي رقاب مسيحيين مصر لِشُبْهة تطبيقه عليهم فقط ، وإلا أين إهانات وازدراءات شيوخ الإسلام الأفاضل ( وليس أطفاله ) من الدين المسيحي ؟
أبو إسلام - الشيخ الجليل عبد الجليل سالم الذي يكرر ليل نهار وعلي الفضائيات أن الإنجيل مُحرفٌ - دون أن يكون معه الإنجيل الغير مُحرفّ من وجهة نظرهُ - وماذا عن ياسر برهامي ...الخ
بينما نجد أنه علي مر السنوات عوقب بالسجن والغرامة بتهمة إزدراء الدين الإسلامي عشرات المئات من المسيحيين بتهمة إزدراء الدين الإسلامي : جمال عبده مسعود ١٧ سنة بتهمة إعادة نشر رسوم مسيئة للرسول
مايكل منير بشاي ٢٦ سنة من بلقاس لأنه وضع علي صفحته الخاصة أحد أجزاء حلقة طوني خليفة
ماهر فايز ١٨ سنة بقرية إهناسيا ببني سويف
دميانة عبيد عبد النور المدرسة بمدرسة الشيخ سلطان الإبتدائية بحاجر العديسات بمحافظة الأقصر ، حكم عليها بــ ١٠٠٠٠٠ ج غرامة ثم السجن ٣ أشهر ....الخ لضيق المجال
هذا القانون في حد ذاته هو إزدراء للأديـْــــان ! لأن الأديان السماوية ليست في حاجة لحماية القانون فهي أســْـمي وأعــــليًًًّ وأ رفـــع من أن يحميها قانـون بشري وضْعي ، لأن من يحميها هو الإلـــه القــْـأدر مُنٓزِلْهــــًـا.
فحماية الدين ممن قد يزدريه هــي :
بِيد الخــــــالق وٓحْــــْدُه سُبْحانه وتعالي ، فلماذا يُحْبس ويُسجن المواطنون بهذه الحٍجة المُبْتدعة والتي يجب إيقاف قضايا الحسبة فوراً وعدم قبولها بالمحاكم دٓرءً للفتن الطائفية ، ومنعاً لمُكايدة الناس بعضهم لبعض من طالبي الشهرة .
في قضيتنا هذه .، أين المحامين المسلمين قبل الأقباط لتكوين هيئة دفاع عن القضاء المصري ، وعن سُمْعة القضاء المصري في المحافل الدولية ، ثم وقف وضع أحداث مصريين مسيحيين في السجون ليخرجوا بعد ٥ سنين من عُتاه الإجرام والكره التام للوطن وللدين الإسلامي ؟
هل من مُجيب ؟ من الساده المحامين والحقوقيين ؟