بقلم – الشاعر صفوت فريز
يخشى الكثيرين من الأقباط وانا منهم عليكم يا أطفال الأقباط ونضع يدينا على قلوبنا بعد الحكم الذى صدر ضد الأربعة أطفال الأقباط فى بنى مزار بالسجن 5 سنوات بتهمة إزدراء الدين الإسلامى، لمجرد أن الطلاب كانوا قد قاموا بتصوير مقطع فيديو يجسد ما فعلته داعش فى الاقباط المصريين بليبيا منذ عام تقريبًا، أن يكون هذا الحكم هو ذريعة وقاعدة أو بداية لسلسة قضايا من هذا النوع لكسر أعناقكم والتنكيل بكم فى السجون مستقبلاً.
لأن هذا الحكم فتح الباب على مصراعية ليكال لكم إتهامات مشابهة فىالنوادى و المدارس فبرغم وجود معتدلين كثيرين هناك أيضا ً متشددين ومتطرفين كثيرين وهناك أيضا ُ من يصدقهم ويساندهم من محقق ظالم إلى قاضى الجلاد .
والشئ الذى يدهشنا مع كامل إحترامنا لقضاءنا المصرى الشامخ هو سرعة البت فى قضايا إزدراء الأديان ففى عام واحد تم الحكم على اطفال بنى مزار فى نفس الوقت الذى تطول فية القضايا التى تخص الأمن القومى والحوادث الإرهابية . فهناك مئات القضايا فى أرشيف المحاكم قد طال النظر فيها سنوات وسنوات منها على سبيل المثال لا الحصر:
القضية التى تخص مذبحة جنود مصر الأبرار المُعترف بها عادل حبارة وبرغم إعترافة وثباتها علية إلا إنها مازالت محلك سر, والشئ الأغرب هو فى 31 ديسمبر عام 1999 وقعت مجزرة الكشح الذى راح ضحيتها 21 فردا ً من الأقباط دون ان يُعاقب شخصًا واحدًا من الجناة بل جميع الجناة حصلوا على البراءة.
وكثير جدًا من القضايا المشابهه التى لا أود الخوض فيها .
ياسادة لقد تألم الأقباط كثيرًاً فى الأربعون عامًا الأخيرة منذ مبادرة الرئيس السادات الذى قام بتحقير الأقباط فى خطاباته وتصرفاته بل وأعطى الجماعات الإرهابية الضوء الأخضر لإرهابهم وذلك بسبب خلافة مع المتنيح البابا شنودة، وساهم الإعلام الموجة فى تعتيم الحقائق وساعد فى ذلك القانون ذو الذراع الواحدة قانون إزدراء الأديان الذى هو سيف مسلط على رقبة الأقباط فقط .
أين هى المواطنة وأين هى اسس الدولة المدنية ؟ للأسف لقد أضاعوا بتهورهم وتعصبهم مستقبل شباب فى عمر الزهور ولاتوجد دولة متحضرة فى العالم تفعل ذلك بأبناءها وتقضى على مستقبلهم غير دولتنا للأسف.
نناشد كل معتدل فى هذا الوطن من إخوتنا المسلمين الأعزاء وهم كثيرين جدًا، الخروج عن صمتهم والتحدث بما فيه العدل والصالح لأبناء هذا البلد لتوصيل الحقائق لكل من له سلطان.
ونناشد أعضاء البرلمان أن يتركوا خلافاتهم الشخصية وينظروا لتلك القضايا الجوهرية التى قد تعيق الدولة من التحرك خطوة للأمام وذلك بإيجاد حلول جزرية والنظر فى القوانين التى سبق وتم وضعها بفكر متطرف لتغييرها لتناسب كل المصريين .
أرجوكم ضعوا مصر أمام عيونكم وأنظروا لتداعياتها وحكموا ضمائركم . إن رأيت ظُلم الفقير ونزع الحق والعدل فلاترتع من الأمر لأن فوق العالى عاليًا يُلاخظ والأعلى فوقهما.