عساسي عبدالحميد- المغرب
بالسعودية؛ هناك أمران أو مشروعان  حظيا بحصة الأسد من الطفرة النفطية، أولها؛ المشروع الدعوي الوهابي لتجهيل الشعوب وعجنها بطينة العنصرية والبغض تقربا لله؛ وكانت من إفرازات هذا المشروع  بروز تنظيم القاعدة ومشتقاته  من داعش... ونصرة ...وأنصار بيت المقدس.. وشباب الصومال.. وبوكو حرام ......وقوافل الانتحاريين الذين يحمل أغلبهم الجنسية السعودية ممن رضع من بزٌولة  الوهابية الحلوبة المطفاحة ؛ وثاني مشروع  نال حصته من تسعيرة برميل البترول هو الإجازات الصيفية لأمراء وأميرات وملوك أل سعود؛ وفي كلا المشروعين تم صرف تريليونات الدولارات  منذ خمسينيات القرن الفائت الى يومنا هذا (...).
===============

المشروع الأول أو مشروع الوهبنة اقتضى إحياء  أحجار ومراجم مكة  بعد موتها؛ وتأهيلها بريع البترول بعد أن كانت أطلالا خربة  آيلة للسقوط تنعق فوقها بوم الربوع الخالية وغربان الوادي المتصدع وتعلوها الرتيلاء و تتخذ الأفاعي والعقارب من شقوقها وكرا لبيضها...أما الثاني  الذي نال هو الآخر استحقاقه الكامل من تسعيرة البرميل فهي  الاجازات الصيفية أو ما نسميها مجازا برحلات الاستنكاح لأمراء وملوك آل سعود؛ والتي ترصد لها هي الأخرى ميزانية في إطار مخصصات العائلة الحاكمة ..(...).
===============

برميل البترول بالسعودية ترك التنمية والنهضة العلمية جانبا وأهمل  الاستثمار في الإنسان كرأسمال حقيقي وكمحرك للأوراش  التنموية ولم يوليها أي اهتمام غير الفتات من اكراميات وتبرعات طويل العمر  وكبير الخصية؛ و سال ريع هذا البرميل  لفائدة التجهيل ونشر سموم الوهابية  وتبذير المال العام على طاولات القمار والتلوط و فض البكارات وممارسة كل أنواع الشذوذ الذي بات يعرفه كل العالم  عن آل سعود بما فيه السحاق والذي تمارسه  العديد من حفيدات الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود باحترافية فائقة .(...).
=============== 

لولا هذا النفط لما تمكن أل سعود من إحياء أحجارالرقيم  والتي كانت حتى الى عهد الملك عبدالعزيز مهترئة مترهلة بفعل تبول وتغوط الحجيج  الأتي من كل ردم سحيق لتكتسي اليوم  بالديباج؛ وتتزين بالسجاد الأفغاني النفيس والمرمر الصيني العالي الجودة؛  ويتحلق الناس حولها كالحمقى في منظر يبعث على التقيؤ؛  يتدافعون ...يتزاحمون ..يقتتلون  في يوم التشاريق لرجم عمود الشيطان  كقطيع الماساي مارا وهو يعبر النهر القاتل المليء بالتماسيح الجائعة ...
النظام السعودي  و بعد لقاء روزفلت والملك عبدالعزيز آل سعود  بالبحيرات المرة  في قناة السويس على المدمرة الأمريكية الشهيرة  ( كوينسي ) سنة 1945  كتبت له حياة جديدة بسبب النفط الذي أحيا أحجار مكة  من غيبوبتها  في صحراء شحفاء حارقة غير ذي زرع؛ أحجار مكة ما هي في الحقيقة سوى أوثان قريش في نسختها وحلتها الجديدة . (...)
===============

القاعدة تقول أن كل نظام فاشل مصيره مزبلة التاريخ؛ وهذا ما سيحدث قريبا  للنظام السعودي الذي أنفق ثروة البترول لوهبنة الشعوب و رحلات الاستنكاح عوض اشراك الانسان في صلب التنمية وعصب الاقتصاد و تدبير الشأن العام بدل من حرفة عبد مكفول ترفع في وجهه سياط ومقاصل آل سعود حماة الشريعة ؛ ومزبلة التاريخ هذه ستخصص ركنا هاما لعائلة أل سعود ولأحجارها التي لم تنتج سوى الجهل والارهاب الذي صدرته لكل بقاع الأرض . (...).
===============

ما يغيض حكام  السعودية اليوم؛ ومعهم مدعشات نفطستان هو أنهم كلما أداروا وجوههم شطر الجانب الشرقي من بحر الفرس؛ رأوا شعبا أصيلا يخطوا خطوات عملاقة في التحصيل والعلوم؛ شعب امتلك التكنولوجيا النووية التي لا يستحيل تدميرها كما صرح وزير الخارجية جون كيري؛  رغم حصار وعقوبات اقتصادية كانت السعودية تحرض العالم لتشديدها بغية قتل شعب عن بكرة أبيه....

 ليس من الغرابة أن يقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمناسبة عيد النيروز الايراني  ليصف شعب ايران في خطاب موزون ومدروس بالشعب العظيم وريث  حضارة عريقة ؛ بل أكثر من هذا دعا أوباما المعاهد والجامعات الايرانية للتعاون مع نظيراتها الأمريكية؛ ورأى خبراء في الاقتصاد والسياسة بأن ايران تمتلك مقومات حليف استراتيجي مستقبلي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ...نعم هذا ما أغاظ حكام السعودية الذين يفضلون فناء وحرق المنطقة برمتها على أن تتسيد إيران ويدخل أبو لؤلؤة المجوسي  نادي الامبراطوريات الحاكمة بعد أو ولج النادي النووي من أوسع بواباته.(...). 
===============

لكن  وقبل أن تتشتت عصابة آل سعود بين هارب و قتيل وسجين ومريض بالمستشفيات  العقلية ونكاية في ايران وكل العالم  سيعمل النظام السعودي على استفزاز الايرانيين  لجرهم  في حرب طاحنة  ثم  سيشرع  من بعد هذا النظام  على جعل المنطقة بما فيها السعودية مرتعا  لكل ألوان الطيف من التنظيمات الجهادية و سيضع رهن اشاراتها المال والسلاح و النفط  ونكاح الجهاد حتى يكتمل المشهد بأم الحرائق كما جاء النبوءة... 
===============

شالوم
Assassi_64@hotmail.com