أثارت دعوة الإعلامي توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي لدى القاهرة، إلى العشاء في منزله، عاصفة من الجدل بشأن التطبيع مع إسرائيل، وهي العاصفة التي تثور كل حين وأخر في المجتمع المصري، بعد أي زيارة أو تصريح من مسؤول يُشتم فيه رائحة الموافقة على تطبيع العلاقات مع تل أبيب، ونعرض في التقرير التالي أهم الشخصيات التي أثارت الجدل في هذا الشأن. 

يُعتبر الكاتب الراحل علي سالم، من أبرز الشخصيات التي دعت إلى التطبيع مع إسرائيل، ليس هذا فحسب بل ذهب إلى إسرائيل عام 1994، وبعدها ألف كتابا يحمل عنوان "رحلة إلى إسرائيل". 

فيما بعد دافع "سالم" عن زيارته قائلا، إن تل أبيب لا تمثل أي تهديد على الأمن القومي المصري، معربا عن أمنيته في لا تخجل القيادة السياسية من السلام الذي أقامه الرئيس أنور السادات، مع إسرائيل متمثلا في معاهدة كامب ديفيد. 

وقال في تصريحات أخرى قبيل وفاته بقليل: "لم يحدث أي تغيير يجعلني أغير رأيي، لو كان هناك سلام بالمعني الحقيقي لم يكن سيحدث أي عدوان على الفلسطينيين، أنا أتحدث سياسيا، ذلك "لمصلحة مصر وللمصريين والعرب بشكل عام". 

يرى الكاتب والروائي، يوسف زيدان، أنه يجب علينا "إعادة النظر في علاقتنا باليهود وإسرائيل"، لافتا إلى أن إسرائيل دولة قامت على أساس ديني، ولكن المثقفين المصريين يتجاهلون الكثير من الحقائق ويكتفون فقط بكلمة "لا للتطبيع"، مشيرا إلى أن من ينتقدونه يتجاهلون ما يوجهه من نقد للكيان اليهودي والإسرائيلي. 

وتابع "زيدان": لما هما وحشين أوي عاملين لنا مشاكل بقالهم 70 سنة لية؟"

ردا على مطالبة أحد النقاد الإسرائيليين، بإقامة مباريات رياضية مشتركة بين البلدين، قال عزمي مجاهد مدير الإعلام باتحاد الكرة، إن المنتخب الوطني الأول على مستعد لخوض مباريات معهم في ظل التطبيع الدبلوماسي بين البلدين، مشيرا إلى أن "النني" و"محمد صلاح" ذهبوا للعب في تل أبيب. 

وشدد "مجاهد" على ضرورة إبعاد الرياضة عن السياسة، مؤكدا أنه "مفيش مشكلة خالص من إقامة المباريات المشتركة"، لافتا إلى أنه يرى "أن قطر تعتبر هي العدو الأول بالنسبة لمصر لأن ما تقوم به أخطر مما تقوم به الدولة العبرية".

 

يؤكد الدكتور أسامة الغزالي حرب، الباحث السياسي، أن اليهود موجودين في القدس منذ آلاف السنين، ولكن يستخدموا هذا الوجود لاستجلاب عناصر أجنبية لإيذاء الفلسطينيين هذه هي المشكلة، ومن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها العرب هو رفض قرار التقسيم عام 1947، وكان هذا هو القرار الأمثل لحل المشكلة ولكن للأسف مصر اتخذت القرار الخاطئ ورفضته.

وأضاف في حوار له مع برنامج "لسعات" المذاع على شاشة "الأقباط متحدون"، ويقدمه الإعلامي مينا ملاك عازر، أن ما يقال عن أن إسرائيل سوف تنتهي "كلام غير علمي فهي دولة موجودة وقوية ومسلحة وذرية"، وأنا من أنصار إقامة علاقات طبيعية معها، وأخذ حق الفلسطيني بمحادثات السلام". 

بعد مبادرته بلقاء السفير الإسرائيلي على العشاء، ألتقى الإعلامي توفيق عكاشة مع السفير حاييم كورين واستمر اللقاء أكثر من ثلاث ساعات تخللها العشاء. 

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "عكاشة" مواقفه من إسرائيل، فقد أيد في وقت سابق التعاون العسكري بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، كما هاجم حركة حماس خلال الحرب مع إسرائيل، ووجه تحياته إلى إسرائيل جيشا وقيادة وشعبا، قائلا: "حماس هي من بدأت بالهجوم".

 

ليس هذا فحسب، بل هناك زيارات أثارت الجدل، من رجال دين، أبرزها زيارة الدكتور علي جمعة إلى القدس، إلا أنه بررها في وقت سابق بأنه لم يأخذ تأشيره من إسرائيل، مشددا على ضرورة زيارة الأماكن المقدسة، وهي تحت الاحتلال، مؤكدا أن ذلك يخدم القضية الفلسطينية. 




زيارة البابا

نفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الشهور الماضية أن ذهاب البابا تواضروس إلى القدس يعتبر "زيارة"، وشددت على أنها مجرد "واجب عزاء"، مؤكدة على موقفها الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال والتطبيع مع الدولة الإسرائيلية.