الأقباط متحدون | شحتني شكرًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٧ | الخميس ٢٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٨بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شحتني شكرًا

الخميس ٢٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أماني موسى
زمان كنت أسمع إن كل شارع في الدنيا له معالم بتميزه زي إشارة مرور أو مكتبة مشهورة أو نمط مباني مختلف أو... أو، أما دلوقتي وبعد التطور المذهل اللي وصلت له مصر في كل مناحي الحياة، كان من الطبيعي جدًا إن تتغير المعالم الرئيسية للشوارع المصرية ليكونوا الشحاتين المنتشرين بأرجاء المحروسة هم المعلم الأساسي والرئيسي لها، واستحقوا أن يأخذوا المركز الأول عن جدارة نتيجة تعبهم وشقاهم ولفهم الليل قبل النهار كعب داير بحثًا عن لقمة العيش.
وكل شارع قائم ومستقل بذاته من جماعة الشحاتين الخاصة بيه، يعني هتلاقي كل شارع له أمين الصندوق ومجموعة الشحاتين الخاصة بيه ومحدش يقدر يتعدى منطقة التاني، احتمال يعملوا لهم نقابة قريب خاصة أنها مهنة مربحة ومريحة في نفس ذات الوقت

وبرضه تبعًا للتطور الطبيعي اللي عمالين نحكي فيه دة، كان لزامًا على الشحاتين تطوير مهنتهم ليصبحوا متنوعين ومختلفين.
فمثلاً في المترو ووسائل المواصلات العامة يطلعوا بعاهات تقشعر جسمك وتوجع قلبك أو حالات كدة وكدة عشان يسرقوا قلب الزبون ويعطف عليهم بأنه يطلع كل اللي معاه يا ولداه، وبعد ما بقت الطريقة دي قديمة ومبقتش تجيب عائد ربحي مضمون على الشحات، فكر وتعب وابتكر طريقة تانية وهي اللعب على وتر الدين وطبعًا دي طريقة تجيب أوي مع المصري وتخليه يتبرع ولو بجنيه، فتلاقي حد طالع لك في المترو عبارة عن أسود في أسود بيستحلفك بكل غالي لديك وبدينك وإيمانك أنك تعطف عليه على اعتبار أنكم إخوة في الدين مش في الإنسانية.

واحتمال بقى حظ يقع مع شحات شاطر ومتمرس في الشغلانة ويكون مشغل حنفية دموع وصوته مقطع ومشفش ميه أو أكل بقاله أسبوع، وبيلف بمناديل.... فأنت كمواطن مصري حونين ومرهف الحس تشتري منه باكو مناديل وتقعد تعيط جنبه وتمسحوا دموعكوا سوا وفي الأخر تطلع له كل اللي في جيبك وشرابك واحتمال تروح بيتك من غير هدوم تعاطفًا معاه.

لكن على الجانب الآخر هناك بالفعل شحاتين نتيجة لحركة التطور والازدهار الحاصلة، وهنا تكمن المشكلة، لأن الشحات المزيف أهو بيسترزق وزي ما بيقولوا (رزق الهبل على المجانين)... لكن لما ينتشر الشحاتين نتيجة الفقر المدقع والمرض اللي بينهش في جسدهم وارتفاع الأسعار بشكل سياحي لا يتناسب ودخل المواطن البسيط -من محدودي الدخل سابقًا ومعدومي الدخل حاليًا- يبقى هنا فيه خطورة ولازم نفوق.
لأن اللي بيستجدي عطفك انهاردة عشان يحصل على لقمة عيش، احتمال بكرة يسرقك أو يقتلك عشان يجد لنفسه فرصة في الحياة كإنسان.
انتشار الشحاتين في أرجاء المحروسة شيء يدعو للدهشة والسخرية لكن بالأكثر يدعو للتخوف والقلق فشحات اليوم هو قاتل الغد وشحات اليوم هو أيضًا سارق الغد.

عادي في بلادي: أصبحت الشحاتة وسيلة لسد احتياجات المعيشة للمواطن المصري، ولنرفع شعار (اشحت انهاردة تعمل مستقبل لبكرة) أو شعار (شحتني شكرًا).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :