الأقباط متحدون - بمناسبة صوم يونان .. البابا ابن زرعة أقره وحاول غبريال إلغاؤه
أخر تحديث ٠٩:٠٦ | الثلاثاء ٢٣ فبراير ٢٠١٦ | ١٥أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بمناسبة صوم يونان .. البابا ابن زرعة أقره وحاول غبريال إلغاؤه


قصة يونان النبى فى جوف الحوت

البابا ابرام ابن زرعة وصوم يونان

الصيام عند الأقباط 3 ايام والأرمن 5


كتب : كارلوس انيس

تحتفل الكنيسة بصوم يونان النبى والذى مدته ثلاثة ايام  بدء الاثنين وينتهى يوم الخميس ، حيث تحرص الكنيسة على تسميته بالفصح إشارة إلى قيامة السيد المسيح ، كما يسبق صوم يونان الصوم الكبير بأسبوعين.

اما عن صوم يونان ، فهناك أصلين : أصل دينى واصل تاريخى ، اما عن الدينى  فقصة يونان النبى كما جاءت فى الكتاب المقدس هى ان الله كلف يونان بالذهاب إلي نينوى, والمناداة بهلاكه ، وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120000 نسمة ، لكن يونان رفض أن يذهب ، وأخذ سفينة متجهة الى " ترشيش " ، ظناً منه أنه بهذا يهرب من وجه الله ، هرب يونان إلي ترشيش, ونسي أن الله موجود في كل مكان ، وركب السفينة ، لكن لم يشأ الله أن يصل يونان إلي ترشيش, وإنما أمسكه في البحر, وهيج الأمواج عليه وعلي السفينة كلها ، ويونان كان قد نام في جوف السفينة نوما عميقا.

لكن ايقظه رئيس السفينة يصيح فيه أن يصرخ إلى إلهه كما يفعلون فقد كان كلاً منهم يصلى لألهه ، اما يونان كان يعلم سر هذه النوة العظيمة ، فطلب من الملاحين أن يلقوه فى البحر رفضوا فى البداية حتى لا يتحملوا دمه ، لكنهم نفذوا ما طلبه طواعية ، وما أن ألقى يونان إلى البحر ثم هدئ البحر ، اما يونان فبتلعه حوت مكث فى جوفه 3 ايام صلى فيها لله ، حتى اخرجه الحوت فى اليوم الثالث على شط نينواى ،  فنزل وبشر الناس فيها أن هلاك الرب عليهم إن لم يتوبوا ، فسمع الشعب وندم وتاب ورجع عن شروره إلى الله.

ويرمز بقاء يونان فى جوف الحوت ثلاث أيام إلى وجود المسيح فى القبر لمدة ثلاث أيام، لهذا تحرص أن تسميه الكنيسة بإسم فصح يونان .

اما عن الأصل التاريخى لصوم يونان ، فإنه يعود إلى أيام البابا إبرام ابن زرعة البابا الـ 62 فى القرن العاشر الميلادى ، فلما كان البابا  إبرام إنطاكى الأصل وكان الأقباط لهم صوم تفردوا به دون عن غيرهم من مسيحيين العالم اسمه جمعة هرقل لم يشأ ألا يشارك أبنائه صيامهم وفى المقابل لما جاء صوم يونان اقتدى به أبنائه وصاموه معه.

ويذكر  الأنبا إيسوذورس في الخريدة النفسية نفس الكلام : " لما حل الصوم الكبير صام شعب الكنيسة القبطية جمعة  هرقل التى أنفرد بصومها الأقباط عن عموم المسيحيين فصامها البطرك الأنبا أبرآم الأنطاكى الأصل معهم إذ كان من غير الائق أن يفطر فى الوقت الذى فيه أولاده صائمين ولما حان صوم يونان صام البطرك فاقتدى به بنوه " ، ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العادة إلى يومنا هذا.

كما ورد في مقدمة قطمارس الصوم الكبير هكذا: "... ومن أمره - أي البابا ابرام- أنه لم يرغب فى البداية أن يصوم أسبوع هرقل الجاري ممارسته عند الأقباط. ولكنه صامه في مقابل كونه فرض عليهم أن يصوموا ثلاثة أيام على اسم يونان. فنظرًا لتقواه قبل الأقباط ممارسة هذا الصوم بغير تردد.
كان فرض هذا الصوم بسبب كون البابا ابرآم سرياني الأصل، وتشير المصادر السريانية ان هذا الصوم يرتقي إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي، ونستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السرياني وأناشيده. وكان عدد أيام هذا الصوم قديماً ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير.

ثم اهمل هذا الصوم  فترة كبيرة ، ولم يكن ثابتاً فى تقاليد الكنيسة فترة من الزمن حتى صار صومًا مستقرًا في الكنيسة في قوانين ابن العسال في القرن الثالث عشر، حيث يقول: "والأصوام الزائدة على ذلك المستقرة في البيعة القبطية. منها ما يجري مجرى الصوم الكبير في التأكيد وهي جمعة هرقل مقدمة الصوم الكبير وصوم "أهل نينوى ثلاثة أيام"، كما ذكره ابن كبر 1324م كصوم مستقر في الكنيسة.

لكنه لم يجد صدى لأمره.. وكانت هناك محاولة من البابا غبريال الثامن البابا الـ 97 ان يلغى صوم نيناوى لكنها لم تجد صدى عند الناس، والأن تختلف الكنائس فيما بينها حول مدة صوم يونان ؛ فمدته فى  الكنيسة القبطية والسريانية هو ثلاثة ايام ، وعند الأرمن الأرثوذكس خمسة ايام ، اما الكنيسة اليونانية فلا تصومه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter