الإعلام يبيع الوهم والمواطن يشترى.
ثلاث أشخاص نصبوا على المصريين .. واختراعين فاشلين اثاروا السخرية
كتب : كارلوس أنيس
اشتهر على الساحة الإعلامية الفترة الأخيرة حالات النصب و الأكاديمية بشكل خاص التى تعتمد على الشهادات العلمية والاختراعات، التى واصلت نجاحها حتى الأيدي الرئاسية ، مما جعل المجتمع أسئلة كثيرة حول الدور التى تقوم به هذه الأجهزة الرقابية للتصدي لهذا النوع من النصب الذى أنطلى حتى على مؤسسة الرئاسة ، حيث أنه فى الوقت الذى نتحدث فيه عن وصل الغرب لاكتشاف كوكب جديد مشابه لكوكب الأرض نتحدث عن مشروعات وهمية كالكفتة والوحش المصري.
سنعرض 5 من الاختراعات والانجازات الوهمية التى اشتهرت على الساحة فى الفترة الأخيرة :
1- تم الإعلان فى الفترة الأخيرة عن فوز الطالب "عبد الرحيم راضى" طالب بكلية الصيدلة ، بالجائزة العالمية لتلاوة القرآن بماليزيا ، ثم ما كاد أن يفرح أهل قريته ومصر بهذا الخبر الذى يخفف عنها نير الحزن ، وتلك التجارب الفاشلة المتعاقبة والأخبار اللى متسرش حتى نتفاجئ بالصدمة .. يعلن مصدر مسؤل فى السفارة الماليزيا أن الطالب لم يحصل من الأساس على تأشيرة للسفر، وبناءً عليه لم يشترك فى المسابقة من الأساس، كما أشار المصدر فى تصريحات صحفية له أن هذه المسابقة تعقد مرة واحدة فى العام وتكون فى شهر شعبان وليس الآن، لتتفاجأ مصر بأن هذا الطالب خدعها ووضع الدولة فى موقف لا تحسد عليه.
2- " إسلام صلاح بشارة " لقى هذا الاسم حفاوة كبيرة يونيو الماضى فى أروقة الأعلام المصرى وعلى رأسهم التلفزيون الرسمى ، باعتباره أصغر شاب مصرى حاصل على الدكتوراه من جامعة مونتريال بكندة ، وعلا نجم إسلام حتى بلغ بين يدين رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى ليكرمه فى عيد العلم على هذا الانجاز .
ثم تتفا جئ وزارة الداخلية ببلاغات من مجموعة من الشباب يقولون أنهم تعرضوا لعملية نصب عن طريق صفحة على الفيس بوك لشخص يدعى الدكتور إسلام بشارة ، أخبرهم أنه مفوض من الجامعة في إدارة مشروعات وتطوير المهارات في إدارة الأعمال في مصر، وبالتواصل معه أخبرهم بإمكانية منحهم شهادة معتمدة من الجامعة ومختومة بختم سفارة كندا في القاهرة، وحصل من كل شاب منهم على آلاف الجنيهات نظير كل متقدم ، لكنه ماطل فى إعطائهم الشهادات وعند ذهابهم للسفارة الكندية اخبروهم انهم لا يعلموا شيئاً عن هذا الأمر.
وكانت الصدمة ، وصل إلى أجهزة الأمن خطاب معتمد من السفارة الكندية وجامعة مونتريال أكدوا فيه أن جامعة مونتريال لا يوجد لديها برامج إدارة أعمال، وأن المتهم إسلام صلاح بشارة لم يحصل على أي دكتوراه من الجامعة ، وبالعرض على النيابة قررت حبس المتهم 4 أيام وإحالته إلى محكمة الجنح التي قضت بحبسه لمدة عام.
3- " يوسف السيد راضى " والمعروف إعلامياً " ببائع الفريسكا " ، حاز هذا الشاب فى الفترة الأخيرة الماضية على اهتمام وسائل التواصل الأجتماعى و الإعلام ، وذلك بعد ظهوره فى برنامج إسعاد يونس " صاحبة السعادة " على انه بائع فريسكا ، ثم ظهر مرة أخرى كبائع جندوفلى وهو الذى منحه هذه الشهرة على مواقع التواصل الأجتماعى ، وكانت رسالته للشباب ، ان الشباب لا يجب عليهم انتظار الوظائف الحكومية ، فعليهم ان يجروا وراء رزقهم كأن يبيعوا فريسكا مثلا ، وكالعادة انقسم المجتمع بين مؤيد يراى فى الشاب صورة المكافح ، وراه المعارض فى صورة أداة إلاعلامية فى يد النظام ، تقول للشباب لا تنتظروا ان تشتغلوا بشهادتكم .
وفى يوم رأس سنة انقلبت الموازين فوق رأس بائع الفريسكا ، تم تداول صورة له برفقة إحدى الفتيات على مركب نيلية ، لكنه أنكر معللاً إنها صورة مفبركة ، ولكن تواصل بعض النشطاء مع الشركة الراعية وأقرت الشركة أنها صورة حقيقة ، وذهب التعاطف ليحل محله إحساس الخداع ، وانه كانت مجرد مسلسل من الأجهزة الإعلامية للعب فى عقول الشباب ، واختفى بائع الفريسكا ، مع اللعانات منه على الشهرة التى دفعته للكذب ، ولعانات عليه ذهب معها التعاطف.
4- الوحش المصرى ، تردد هذا الاسم مؤخراً فى الأوساط الإعلامية خاصة بعد التجربة التى أجراها صاحب الفكرة " اشرف البندارى " بميدان التحرير ، والتى انتهت بالفشل ، فقد عمل المواطنين على زق السيارة بعد توقفها بمنتصف الميدان وعلق المواطنين " ادى زوبة زقة " ، ثم بعدها بفترة فجأنا صاحب الاختراع بأنه قام بحرقه ، الذى كان سيغير مستقبل مصر والعالم على حد قوله حيث قام بإشعال النار قائلاً المحاولة اشرف من النجاح ، حتى تفاجئنا أمس باختراعه الجديد السد العالى ، لتوليد الطاقة الكهربية بالمياه ، والذى سيوفر على الدولة 72 مليار جنيه على حد قوله مناشداً الرئيس بتبنيه حتى لا يحرقه كسابقه.
5- " السى سى دى " او المعروف إعلامياً بـ"جهاز الكفتة" ، أعلنت الهئية الهندسية التابعة للقوات المسلحة منذ عامين عن اختراع جهاز لتشخيص وعلاج فيروس سى الكبدى الوبائى والإيدز ، وذلك الرئيس عدلى منصور والمشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها، أثارت تصريحات اللواء عبد العاطى صاحب فكرة الاختراع والقائم على فريق العمل بإن الجهاز يعمل على تفتيت الفيروس وتحويله الى بروتين على هيئة كفتة تعطى للمريض ، موجة من السخرية قادها الأعلامى باسم يوسف ، وهو ما دفع الناس إلى الاعتقاد بهزلية المشروع وعدم جديته.
ثارت موجة من الضيق عقب الإعلان عن الاختراع حيث رفض العالم المصرى " عصام حجى " هذا الاختراع واصفاً إيها بالفضيحة العلمية لمصر ، كما أحالت نقابة الأطباء 8 من فريق عمل الجهاز الى التحقيق على رأسهم اللواء عبد العاطى بتهمة انتحال صفة طبيب ، تم تأجيل العمل بالمشروع أكثر من مرة ، حتى توقفت الحكومة فى الحديث عنه والأعلام أيضاً ، ولم يبقى فى ذاكرة الجماهير سوى جهاز الكفتة المزيف.