انواع عبدة الشياطين ،ليسوا كلهم مؤمنين بوجود إله
شباب وسط البلد يغنون الميتال أم يعبدون الشيطان
أشهر قضايا القبض على متهمين بعبادة الشيطان
ما العلاقة بين الميتال والشيطان؟

كتب : كارلوس أنيس

عندما نتحدث عن "عبدة الشيطان" فنحن بالطبع نتحدث عن واحدة من أكثر التيارات والكيانات التى قابلت رفضاً جماعياُ على مر التاريخ ، ليس لكون الشيطان فقط هو رمزاً للشر والنفور ، ولكن ايضاً لتلك الطقوس المريبة من ذبح للأطفال وتقديمهم كقربين ، وتعذيب الطفل والمرأة للتقرب من إبليس التى اتبعتها تلك الجماعة ، فهم يرون أن الله قد ظلم الشيطان بطرده من الجنة ، ولهذا قد نصبوا إبليس رمزاً للصمود وجعلوه كائن يستحق التقدير.

هناك نوعان من هذه العبادة أولها الشيطانية الإيمانية وثانيها الشيطانية الإلحادية ، والأولى التى تؤمن بوجود الشيطان كقوة معادلة لله تحاربه وتظن أن الغلبة فى النهاية لإبليس ، وأما الشيطانية الإلحادية هى التى تعبد الفكرة الشيطانية كالفجور وإشباع الغرائز الجسدية والسكر والإدمان ..الخ ، دون أن تعتقد بوجود إله أو شيطان.

وقد تم تداول أخبار فى الفترة الأخيرة تفيد بأن الأجهزة الأمنية قد تحركت باتجاه وسط البلد ، على اثر بلاغ قامت به نقابة الموسيقيين تفيد فيه ، أن مجموعة من الشباب تجمعوا لإقامة حفلة لعبادة الشياطين ، مما دفعها للتحرك والإبلاغ عن الأمر حرصاً منها على شباب مصر الطاهر.
كما ظهرت أنباء حديثاً تفيد بأن هذا كان مجرد تجمع لشباب يعزفون فيه موسيقى الميتال التى تتميز بشكلها وطقسها الغريب ، والذى يدفع البعض الى الظن بأنها جزء من عبادة الشيطان ، والغريب أن نقابة الموسيقيين هى التى تبلغ عن حفلة للميتال وليس لعبادة الشيطان وخاصة أنها ليست المرة الأولى التى يتم إلقاء القبض فيها على شباب يستمعون الى الميتال بتهمة عبادة الشيطان.

وعند حديثنا عن تاريخ القضايا فى مصر التى كان الاتهام فيها بعبادة الشيطان ننظر إلى عدد من القضايا الشهيرة والتى أحدثت رد فعل قوية فى المجتمع المصرى :

ففى عام 1996 شك ضابط شرطة مصري في سلوك ابنه، وتتبعه فوجده منضم لمجموعة من الشباب يمارسون طقوساً اعتبرها غريبة، وشك أنهم من "عبدة الشيطان"، فألقى القبض على المجموعة التي ينتمي إليها ابنه، والتي كانت تضم شبابا وشابات يطلون أجسادهم بالسواد، ويمارسون الجنس المثلي- بحسب التحقيقات التي أجريت فيما بعد- وقتل أحد أفراد المجموعة.

والحادثة الشهيرة في منتصف 1997، حين ألقت الأجهزة الأمنية المصرية، القبض على مجموعة من الشباب بقصر ''البارون'' في حي مصر الجديدة بالقاهرة، أبلغ عنهم الجيران بعد إقامتهم حفلات صاخبة راقصين على أنغام موسيقى ''الميتال''، وشغلت القضية الرأي حينها، ووجهت لهم اتهامات بعبادة الشيطان وممارسة الجنس الجماعي، لكن القضية حفظت، بعدما تبين أنهم مجرد مجموعة شباب محبون لموسيقى الميتال، وأخلي سبيلهم.

اما في يونيو 2011 تقدمت سيدة مسيحية مصرية ببلاغ إلى  الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق في وزارة الداخلية،يفيد بتضررها من انتحال شخص لاسمها وصورتها الموجودين بصفحتها الشخصية على "فيس بوك"، ووضعها على صفحة مسماة "ريم محمد النجار" والتي يعتبرها البعض مسيئة للنبي محمد ، وبعد إجرائات النيابة ألقت الشرطة القبض عليه وبتفتيش جهازه تم العثور على صور وموضوعات مسيئة للنبى وبعض التحقيقات اعترف الفتى أنه من عبدة الشيطان.

وأحدث تلك القضايا المتعلقة بهذا الشأن كانت فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، خلال أغسطس 2012، أثيرت قضية أخرى خاصة بعبدة الشيطان في ساقية الصاوي بالقاهرة، عندما تقدم محامي تابع لحزب الحرية والعدالة ببلاغ إلى النيابة ، ضد مجموعة من الشباب يقيمون حفل "ميتال" وادعى أنهم يمارسون طقوس عبادة الشيطان، ولكن تحقيقات النيابة لم تثبت ذلك، ونفت "ساقية الصاوي" حينها ممارسة أي طقوس غريبة داخلها.

لماذا يختلط على الناس موسيقى الميتال و عبادة الشيطان ؟!

ليس كل مشاعر غاضبة أو حزينة في بعض أنواع الميتال له علاقة بالشر والشيطان ؛ فالإنسان يملك هذا المشاعر فمنهم من يرسم مشاعره ومنهم يسطرها شعرا ومنهم من يحولها قصة ومنهم من يكبتها ومنهم من يغني هذي المشاعر وهذا هو الميتال كسائر أنواع الموسيقى .
 اما سبب ظن الناس بأنها موسيقى لعبدة الشياطين إن هنالك بعض الفرق التي روجت لهذا الشيء وأخذت الفكرة السيئة عن الميتال بسبب هذه الفرق وأيضا يعود السبب الأساسي لتشويه سمعة الميتال بسبب عدم إعجاب وخوف الناس منه ، حيث أن الميتال - أحيانا - يتكلم بمواضيع حساسة جدا لا يستطيع الناس الخوض فيها.