الأقباط متحدون - ورحل شرطي العالم 1-3
أخر تحديث ٠٤:٤٣ | السبت ٢٠ فبراير ٢٠١٦ | ١٢أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ورحل شرطي العالم 1-3

 بطرس غالي
بطرس غالي

د. مينا ملاك عازر
الكتابة عن العظماء بعد رحيلهم رغم متعتها في كونك تتحدث عن عظيم إلا أنها ذات عبئين، أولهما أنك حزين على رحيل قامة مثل الشخص الذي تكتب عنه خاصةً حينما تجد أن من يحلون محله أقل منه كثيراً في القامة فتقلق على مستقبل البلد، وأخيراً لأن قلبك يكون قد اعتلاه حزناً يعرقلك عن أن تستفيض ليستفيد الجميع من الكتابة عن هذا العظيم.

رحل الغالي بطرس غالي حفيد الشهيد بطرس غالي الجد الذي قتلته أول رصاصات الطائفية المقيتة، رحل حفيد رئيس وزراء مصر المسيحي الأشهر الذي يراه البعض وطنياً ويراه البعض متعاوناً مع الإنجليز لكنك لا تستطيع إلا أن تراه في كل الأحوال رجل استطاع أن يضع لبنة لعائلة تعشق وطنها، وتعمل بتفاني لأجله، تحترم السياسات والمسئولين وتوقر الجميع.

هكذا كان وزير الدولة للشئون الخارجية الأسبق بطرس غالي نبتاً من أصلاً، لم يحمل بين ثنايا صدره حنقاً على قتلة جده، لم تورثه عائلته رغبة الانتقام بل ورثوه الطموح ليكون وزيراً، وهكذا استمر حلم العائلة يتناقل من جيل لجيل من أبناء الشهيد لأحفاده حتى وصل لها الدكتور بطرس غالي ربيب السلك الجامعي ومؤسس مجلة السياسة الدولية ورئيس تحريرها والذي تتلمذ على يديه الكثيرين من المخلصين لهذا الوطن ولعل من بينهم الدكتور أُسامة الغزالي حرب.

الدكتور بطرس غالي الذي بدأ حياته المهنية في عالم السياسة كوزير للدولة بلا حقيبة وزارية محددة لولا تجليات موقف اتخذه وزير خارجية مصر آنذاك السيد إسماعيل فهمي باستقالته لرفضه السفر للقدس ما تبعه استقالة أخرى من وزير الدولة للشئون الخارجية السيد محمد رياض ما جعل السادات في مأزق لم يخرجه منه سوى قبول الدكتور بطرس غالي تولي مسئولية حقيبة وزارة الدولة للشئون الخارجية.

ويحكي الراحل، كيف أنه رفض الجلوس في مكتب وزير الخارجية رغم أنه الأرحب والأوسع والأكثر فخامة إدراكاً منه لقيمة هامة وأنه يفضل البقاء في مكتبه لعل يُعين الرئيس واحد آخر في منصب وزير الخارجية فلا ينتقل هو من ذلك المكتب مرغماً ليجلس في مكتب وزير الدولة للشئون الخارجية، وهو ما قد كان حين عين الرئيس السادات دون إعلامه ولا تنسيق معه السيد السفير محمد إبراهيم كامل الذي لم يكن يعلم هو الآخر بتعيينه وكاد يرفض لولا حرج الموقف، ويحكي الدكتور غالي كيف استطاع استيعاب الموقف وكيف تعاون مع السفير كامل في منصبه الجديد حتى استقال هو الآخر من منصبه بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ليبقى غالي وزير للدولة للشئون الخارجية ويكتب عليه أن يتعاون مع وزير خارجية من خلفية عسكرية وهو كمال حسن علي وينجحا معاً في الوصول لمعاهدة السلام.

عزيزي القارئ، انتظرني المقال القادم لأروي لك تفاصيل أخرى عن حياة شرطي العالم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter