الأقباط متحدون - ذكر محاسن الموتىً 1-2
أخر تحديث ٠٤:٥٦ | السبت ٢٠ فبراير ٢٠١٦ | ١٢أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ذكر محاسن الموتىً 1-2

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

د.مينا ملاك عازر
في بلادي عليك أن تذكر محاسن الموتى بل أن تبجلهم، وتعطيهم حق مش من حقهم لتكون بذلك كذاب، معتمد أنك لما تموت يوماً ما لن تجد من يقول عنك إنه كان كذاب اعتماداً على أنك ستكون من الموتى وترسيخاً لذكر محاسن الموتى لن يذكر أحد عيبك هذا.

ولأني لن أموت ولكني سأنتقل عن هذا العالم المجامل لعالم آخر ليس فيه موتانا الذين جاملناهم بعد مماتهم، ودارينا عيوبهم لأنهم لن يدخلوا من الباب الضيق لأن معهم كتب كثيرة مليئة أكاذيب يصعب دخولها من أي باب لذا لن أحكم عليهم أين يذهبون ولكن سأحكم على أين ستذهب كتبهم.

رحل الكاتب والمؤلف محمد حسنين هيكل الذي لم يكن ظلاً للسلطة ولكن مخطط لأحمالها، فأشهر ما كتب خطاب ادعاء التنحي وأشهر مصطلحاته النكسة التي لما استخدمتها في رسالة الدكتوراه بطريق الخطأ، قالت لي لجنة المناقشة أنت عارف انها لم تكن نكسة ولكنها كانت هزيمة، وهزيمة منكرة، وأنه استخدام إعلامي للضحك على الناس - وغيرتها في تعديلات ما بعد المناقشة-

والعجيب أنك لو سألت اللجنة اليوم سيقولون عن هيكل أنه الأستاذ من باب ذكر محاسن الموتى! أنا لا أتهم اللجنة بالمنافقة ولكنها مجاملة، فهي لا تكذب لكنها تتجمل كما جمل الأستاذ الكثير من جرائم الأنظمة.

وقل لي من نعاك، أقول لك من كنت، فحينما ينعيك نظام إيران القمعي وحزب الله الخارج عن الدولة اللبنانية، فأكيد أنت الآخر خارج عن النظم والأطر المراعاة في أي كتابة، وكم كنت أتمنى أن أجد من يسمح لي بدراسة كتب وكتابات الأستاذ إبان عبد الناصر وكتب وكتاباته فور مماته، وأقارن أيضاً بين كتب وكتابات الأستاذ في الفترة الأولى للسادات وكتبه وكتاباته في المرحلة الثانية حينما نُحِي بعيداً عن السلطة لأرصد لحضراتكم كيف أن ضرورة حرب التحريك باتت خيانة حين نفذت لأن الفرق الوحيد بينهما أن في وقت أن كانت ضرورة كان الأستاذ رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير أكبر جريدة في الوطن العربي ووزيراً بنظام السادات، ووقت أن أصبحت خيانة أصبح الأستاذ خارج السلطة ومغضوب عليه.

ولأن التضاد في المعنى يبرز المعنى ويوضحه، أراد الله سبحانه وتعالى أن يأخذ شخصيتين في يومين متتاليين إلى جواره ليبرز المعنى ويوضحه بين شخص متفق مع نفسه ومبادئه واحدة وعلى استعداد بالتضحية بالمناصب لأجل مواقفه وآخر يضحي بمبادئه من أجل كرسي، فيرفض الدكتور بطرس غالي التضحية بقضية فلسطين لأجل كرسي الأمين العام للأمم المتحدة، ويضحي الأستاذ بمبادئه بممالئته للسادات لأجل كرسي الأهرام!

صديقي القارئ، المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر سنذكر محاسن الحلو، ونحكي عن منهج الله يرحمه، وكيف رحم الله التاريخ.

المختصر المفيد الناس مبادئ فاذكروا مبادئ موتاكم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter