فى مثل هذا اليوم 17 فبراير 1946..
تشكيل اللجنة الوطنية للعمال والطلبة ..والمظاهرات تهتف ضد الاخوان "لافاشية بعد اليوم"..
عقدت اللجنة التنفيذية للطلاب اجتماعا فى ملعب كلية الطب لبحث قرار الملك فاروق تكليف اسماعيل باشا صدقى بتشكيل الحكومة يوم 15 فبراير 1946 ..رغم حيازته لقب "عدو الشعب"..وجاء قار التكليف بعد استقالة حكومة النقراشى باشا ..على اثر المظاهرات الطلابية الحاشدة التى اندلعت يوم 9 فبراير للمطالبة بالاستقلال التام ..ووقف المفاوضات مع الاحتلال الانجليزى ..وهى المظاهرات التى تم فيها فتح كوبرى عباس على الطلاب فاصيب فيها العشرات واستمرت فيها المظاهرات لليوم التاللى 10 فبراير واستشهد فيها الطالب السودانى محمد على محمد ..وفيما الطلاب يعقدون اجتماعهم ..كانت اللجنة التنفيذية امؤتمر نقابات عمال مصر تعقد اجتماعا هى الاخرى اجتماعها فى "دار نقابات عمال المحلات التجارية"..
تلقت لجنة العمال خبر اجتماع لجنة الطلاب فانتقلت اليها فى مثل هذا اليوم 17 فبراير 1946..وحسب فاروق القاضى فى كتابه "فرسان الامل-تاملات فى الحركة الطلابية المصرية"..مركز البحوث العربة القاهرة .."عند اجتماع الطلبة والعمال فى ملعب كلية الطب تلاقت الارادات على الاتحاد فى صورة "لجنة وطنية للطلبة والعمال"وكانت الاسماء الثابتة للطلبة فى هذه الللجنة فؤاد محى الدين رئيس مجلس الوزراء مطلع حكم مبارك ..عبد الرؤوف علم الدين..المدير الاقليمى فى منظمة العمل الدولى..عبد المحسن حمودة ..المهندس واحد رموز الطليعة الوفدية فيما بعد ..لطيفة الزيات الاديبة المعروفة ..والاستاذة الجامعية فما بعد..فاطمة ذكى..ومن العمال حسين كاظم ..محمد شطا..مراد القليوبى ..سيد خضر واخرون..واعطى وجود لطيفة الزيات وفاطمة ذكى دلالة قوية على اقتحام الفتاة المصرية مجال العمل الوطنى وقتئذ,,
كانت اللجنة وفقا لراى المستشار طارق البشرى فى كتابه المهم "تطور الحركة السياسية فى مصر 1945-1952"..دار الشروق القاهرة.."نتاج التيارات الجديدة سواء تمثلت فى عناصر جديدة تجمعت فى قواعد الاحزاب القائمة..وبخاصة الوفداوانفردت بتكوين تنظيماتها السياسية مثل التنظيمات الماركسية ..وكانت فيما تتبعه من فكر جديد..داخل الحياة السياسية المصرية تمثل حركة شباب الاربعينات والجيل السياسى الناشىء الذى بحكم حدته اكثر استجابة لاوضاع مابعد الحرب واسرع فى فهم الحركة الوطنية فى هذه المرحلة"..
اصدرت اللجنة بيانا فورتشكيلها قالت فيه:"ان الدم لم يرق لاقالة الحكومة بل من اجل الجلاء..ووحدة وادى النيل"..ووفقا لفاروق القاضى احد القيادات الطلابية لهذا الحدث العظيم فى تاريخ مصر "كان هذا اليوم هو يوم المواجهة مع صدقى تحرك فيه الطلاب الثانوى والمعاهد بكل ضراوة حتى اننى استطيع القول "ان يوم 17 فبراير كان يوم المدارس الثانوية ففى كل مدرسة اسمعنا صدقى صوتنا..واعلنا له موقفنا بالنسبة للجلاء ..وبالنسبة للعملاء وموقفنا من الاحلاف وموقفنا من الظلم الاجتماعى..
وخلال تلك المظاهرات طرح الاخوان شعار "لاحزبية بعد اليوم "..ولكن الطلاب ردوا عليهم بشعار مدوى هو "لافاشية بعد اليوم"..ويروى طارق البشرى ان اسماعيل صدقى بعد ان تولى فى 15 فبراير زار مركز الارشاد لجماعة الاخوان ورأى ان اعتماده عليها هو هو خير مايفتت الوحدة التى ظهرت بين الشباب هذه الفترة ..ورأى ان يستغل موقفها التقليدى المعادى للوفد وللتنظيمات الشيوعية وللشباب التقدمى..وبادر الاخوان بتاييد صدقى عند مجيئه للحكم وروجوا لما قاله فى البداية عن عزمه على خدمة بلاده ..وعدم استعماله العنف ..وعلق زعيم الاخوان فى الجامعة مصطفى مؤمن ..على وعود صدقى بآية من القرآن "واذكر فى الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكلن رسولا نبيا"..(مريم 54)..وفى مواجهة "اللجنة التنفيذية العلمه للطلبة "..شكل الاخوان "لجنىة لجنة الطلبة التنفيذية العليا "..تفتيتا لحركة الشباب ولما انشئت "اللجنة الوطنية للعمال والطلبة "..وقادت مظاهرات يوم الجلاء فى 21 فبراير 1946..بادر الاخوان الى تشكيل "اللجنة القومية"..
يستخلص البشرى "ان"جماعة الاخوان كان مسلكها بطرد على رفض الاشتراك مع غيرها..من الهيئات والتنظيمات فى شمل واحد وعلى الحرص على العمل المنفرد"..!!