الأقباط متحدون - صراخ في البرية، ولا مجيب!!
أخر تحديث ٠٦:٣٤ | الاربعاء ١٧ فبراير ٢٠١٦ | ٩أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صراخ في البرية، ولا مجيب!!

محمد حسين يونس
من سخرية القدر أن الارض التي شهدت ميلاد تحضر البشر وشروق شمس منظومة الوعي ، الضمير ، القيم العليا (التي ابتعد بها الانسان عن ظلمات الاعاجم والبهم من وحوش الغابات ) .. أصبحت مجالا لعراك  تجمعات بشرية مفتته عاجزة ، غير قادرة علي عبور أخدود الحضارة الذى يفصل ما بين واقعها المتخلف وما صارت اليه باقي الشعوب التي تعيش في أمان المعاصرة.

من أرض الامبراطورية الفارسية ( ايران ) حتي وطن الامازيج والبربر ( الجزء الغربي من شمال افريقيا ) مرورا ببابل وآشور وأرام .. وبلاد الفينيقيين ، الكنعانيين ، الاكاديين.. وكيميت (الاسم الاقدم لمصر ) تعلم الانسان الذى يعيش حول مجارى الانهار كيف يقيم منزلا ، يزرع حقلا و يستوطن في تجمعات سكانية تحكمها نظم وقواعد لازالت دليلا ومرشدا لبني الانسان .

 الاحفاد اليوم بعد ستة الآف سنة يلعنون الاجداد وما قدموه ويهرولون نحو نكوص وتخل عن مكتسبات البشرية مبشرين بعالم تحركه احتياجات الغرائز الاولية وقلة الحيلة وجهل  قادة القطيع بعيدا عن المنطق والعقل  داخل متاهات زمن ضبابي غير واضح المعالم وتعاليمه لا تناسب العصر.

لقد تعودنا أن نقلب هزائمنا الى انتصارت  و لا يوجد عبر تاريخ المنطقة استثناءً ..ندخل المعركة شيعا و أحزابا وتخرج منها جميعنا  منتصرون !!

  علي ارضنا الامة عادة ما تعجز عن رؤية الصراط المستقيم وتندفع بموجات خلف موجات متقهقرة الى زمن مضى عليه ألفي سنة  مدعية أنها تعيد مجدا للخلافة الغابرة.

 علي أرضنا الامة كانت دائما في حاجة الى معونة من خارجها لتبصر وتسمع وتقرر ان المعاصرة هدفا والعلم والفلسفة وسيلة والعمل المثمر طريقا لإعادة نبض الحياة للقلب الذى يكاد ان يتوقف من ثقل أدران الماضى.

على الكهول منا أن يتنحوا لقد فشلت قيادتهم منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم كان رهانهم دائما علي الجواد الخاسر ( القومية العربية ، الانفتاح السداح مداح ، التبعية لأمريكا ، التسول من دول البترول ، تطبيق الشريعة التى لا يتفق إثنان من كبار المتبحرين فى علوم الدين علي تعريفها، تحكم الدولة الامنية ) وعلى الشباب أن يتقدموا لاستلام مقود القيادة  فهم الأقدر والأكثر وعيا بلغة العصر ، عبد الناصر قاد الشعب وهو لم يبلغ بعد الاربعين وترك بصمة قد نختلف عليها ولكننا لن نختلف أن مصر كانت فى زمنه أكثر شبابا وقدرة وفتوة وأنها لم يطلها الزمن بمخلبه الا مع ركود زمن الكهل مبارك وحاشيته.

المرأة الشابة هى الأمل  فلتخرج من الشرنقة التى يلفونها بها حتى لو كانت من الحرير المرصع بالجوهر ، لقد تعلمتى يا بنيتي لتساهمى فى نهضة مجتمعك ، ولقد تثقفتى لتنشئي أبناءك على احترام الآخر وتقدير جهد أمه وأخته وزوجته وابنته ، إن ما تزرعيه فى إبنك سيعود خيرا أو شرا على المجتمع ، إملأى المكان بجمال ملابسك و زينتك واجعلى من حياتك أناقة مستمرة وكلماتك سحرا و ذكاء وتعاملك مع الاخر تعاطفا وحبا ، لا تهتمى بتلك الغربان السوداء لاخوات أم أيمن  اللائي  فقدن رغبتهن فى الحياة فعكسنها غلا وحقدا على بنات جنسهن يردن وأدهن فى حفرة تفاسيرهن الساذجة للحلال والحرام.

 الشباب هو ..هو.. الأمل إذا  كافح كى يعمل ويحصل على أجر كاف يعيش عليه بكرامة بعيدا عن الاعانات والدعم وابتزاز الكهول من قوادى رجال البترودولار .

 الشباب يستطيع أن يعيد الاتزان الى الاقتصاد المصرى الخرب .

إزرع الصحارى يا بني إصنع بأسلوب متطور ، تعلم اللغات ، إتقن برمجيات ، إقرأ تجارب الآخرين ، إعتز بأصلك وتراثك وتاريخك ،كن رجلا ولا تتبع صفارات وإشارات قادة القطيع فأنت لست من بهائمهم ....أنت مصرى

إن العالم يتقدم لأن رئيس الوزراء فى أغلب الديموقراطيات شاب حول الاربعين ، ومندوبى الشعب وقادة الجيش والأمن ( سيدات أو رجال ) فى عمر الزهور تعلموا وتدربوا فى أحزابهم ولم يتجاوزوا سن الخمسين شباب من القادرين علي المغامرة و اكتشاف المجهول و الابحار في غير المنظور .

  أما المسنون المتمسكون بكراسيهم فعليهم أن يحذروا إن لم يرحلوا.. فعندما  سيأتي اليوم الذى سيصبح الانسان فيه صديقا للانسان .. عندما يترك الكهول أماكنهم للشباب .. عندما يصبح مصير المواطن مرتبطا بعمله وجهده وقدراته سينظر من سيأتون بعدنا الى زمن تواجدكم ويقولون ( عاش فى بداية القرن الحادى والعشرين على أرض كيميت كائنات طفيلية رفضت أن تغادر جسد الضحية المضيف رغم تداعيه وضعفه ومرضه وسقوطه فى غيبوبة طويلة أبعدته عن العصر ).


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter