الله يريد خلاص الجميع كما يقول يوحنا ذهبى الفم : (إن الله يجول طالبا سببا لخلاصك) ، يريد أن يكون لنا نصيب فى الملكوت ويبحث عن أبسط الأسباب التى تمكنا من هذا حتى لو كان السبب دمعة من عيوننا تسقط وقت الصلاة ..

 

هكذا حدثنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "الله هو إله الكل" قائلا : إن الله يفتح الطريق لكل أحد ، كل واحد على قدر طاقته ، فالدخول الى الملكوت يتساوى فيه الكل ، ولكن الدرجات تختلف وتتفاوت ، والإنجيل المقدس يحكى عن أشخاص نالوا الملكوت بجملة واحدة مثل اللص اليمين حينما قال "اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك" فأخذ وعدا من الرب بدخول الفردوس ، ايضا العشار الذى قرع على صدره قائلا "اللهم ارحمنى أنا الخاطىء".

 

ليس شرطا لدخول الملكوت أن تقوم بأعمال عظيمة بل أيضا بأعمال بسيطة نابعة من القلب ، الله يقبل كل عمل طيب مهما كان بسيطا يقبل كأس الماء البارد ويقبل فلسى الأرملة مثل كل الأغنياء المتبرعين بالملايين "كنت أمنيا فى القليل فأقيمك على الكثير ، ادخل الى فرح سيدك" ، الله يشجع صغار النفوس وعلى حد تعبير المتنيح قداسة البابا شنودة أن الرب (راضى بقليله) يشجع الركب المخلعة ، والأيدى المسترخية ولا يرفض القصبة المرضوضة ولا الفتيلة المدخنة فهذه الفتيلة ربما تهب عليها الريح فتشتعل.

 

ليكن لنا رجاء فى دخول الملكوت فلا نخاف أو نيأس ونعتقد إننا فى درجة ضعيفة ومستوى بسيط فالله يبحث عن أبسط الأسباب لكى ندخل ملكوت السموات ..