لم يلتفت عم علي حمودة الرجل الخمسينى، الذي يعمل سائق تاكسي، للضجة التي أثارها بعض سائقي التاكسي الأبيض أخيرا، الذين يعترضون علي عمل شركتي "أوبرا وكريم"، في مجال نقل الركاب بالعاصمة.
يعمل عم علي في مهنة سائق تاكسي، منذ أكثر من 25 عاماً، يحفظ شوارع العاصمة وتوسعاتها عن ظهر قلب، ورث المهنة أبا عن جد، بالإضافة لخمسة أشقاء يعملون جميعا سائقي تاكسي، يقول:" اشتغلت علي جميع أنواع السيارات في مصر والتاكسي هو مصدر رزقي الوحيد أنا وأولادي".
يخرج من طيات ملابسه، إيصالات أمانة تثبت أنه يسدد مبلغ 1800 جنيه شهريا، لأحد معارض السيارات، لتقسيط قيمة التاكسي الذي يعمل عليه، يقول بتعجب وهو يضرب كفا بالأخرى:" أنا مش عارف سبب الضجة التي افتعلها بعض سائقي التاكسي الأبيض بسبب الشركات الجديدة الأرزاق بالله، ومحدش يقدر ينافسنا في السوق، لأن مهنة التاكسي صعبة ومش أي حد يعرف يشتغل فيها".
يسدد الرجل قيمة قسط التاكسي، الذي يعمل عليه شهريا بانتظام، ويدفع قيمة إيجارها لملاكها دون تأخير، ويتعجب من تأخر سائقي التاكسي، في دفع الأقساط الشهرية، ويرجع ذلك لعدم خبرتهم ومعرفتهم بالشوارع، وهو ما يضيع وقت الراكب، ويؤدي لخسارة سائقي التاكسي ونشوب خلافات بين الطرفين.
ويري عم علي أن شركات نقل الركاب الجديدة، لن تؤثر إلا علي فئة معينة من سائقي التاكسي، الذين يعملون في النقل السياحي ومع الفنادق و الشركات، أما سائق التاكسي العادي، الذي يعمل في شوارع القاهرة وأسواقها، فلن يتأثر بهذه الشركات، بخاصة أن التعامل مع الشركات الجديدة، يتطلب تنزيل برنامج الشركة علي الموبايل، بالإضافة إلي فيزا كارت للتحصيل، وهو ما لا يتوافر مع كثير من المصريين ورجل الشارع العادي.
يشير الرجل علي عربات التاكسي المارة بالطريق، وهو يؤكد أن دخلاء المهنة وشباب السائقين، هم من تسببوا في الحالة التي وصلت إليها مهنة التاكسي، وذلك بسبب تصرفاتهم الغريبة مع الزبائن، مثل عدم الذهاب لأماكن معنية، وعدم تشغيلهم العداد أو التلاعب به، بالإضافة لعدم قدرتهم علي التعامل بطريقة جيدة مع الزبون، وتشغيلهم للأغاني الصاخبة بصفة دائمة والكثير من الحيل والآلاعيب الغريبة.
يركب الرجل سيارته ليشرح كيف يتم التلاعب بالعداد، يقول:" من السهل جداً أن يعرف الزبون كيف يحاسب التاكسي ويكتشف آلاعيب السائقين والفيصل العداد، وفي حالة عدم امتثال السائق للقانون وتعريفة النقل من حق الراكب التوجه لأقرب قسم شرطة للحصول علي حقه".
أشار الرجل علي العداد ليوضح كيفية الحساب، التي تبدأ بـ 3 جنيهات فتح العداد، و140 قرشا لكل ألف متر، أما الانتظار فيتم حساب الساعة بـ 15 جنيها، يؤكد الرجل أن بعض السائقين عديمي الضمير، يتلاعبون في العداد في مراكز الكمبيوتر، وذلك عن طريق تخفيض عدد الكيلو مترات التي يتم احتسابها، وهو ما أفقد ثقة الراكب في سائق التاكسي.
يكشف الرجل طريقة أخري للتلاعب، التي يتبعها بعض سائقي التاكسي، مثل ربط العداد بوصلة تنتهي بـ "زر" بجوار السائق، الذي يقوم بإيقاف العداد عن العمل بمجرد الضغط علي هذا الزر، ليتحجج للراكب بتعطل العداد وتوقفه، وهو ما يتيح له محاسبة الراكب بمزاجه، هذا بخلاف عدم ذهابهم لمناطق معنية بالعاصمة.
يوجه الرجل الخمسينى نصيحة لزملائه، بالعمل وفقا للقانون وتحكيم ضمائرهم في عملهم، لإعادة سمعة التاكسي كما كانت، وتنظيف المهنة من الدخلاء الذين تسببوا بتصرفاتهم بعدم ثقة الركاب والمجتمع في سائق التاكسي.