مذبحة الدير البحري.. والهجوم على مديرية أمن أسيوط.. أبشع جرائم الجماعة الإسلامية في مصر
كتب - نعيم يوسف
على طريقة ومنهج تنظيم "داعش" الإرهابي، نشأت الجماعة الإسلامية في مصر، أوائل السبعينات، حيث دعت إلى "الجهاد"، وإحياء "الخلافة الإسلامية"، وقتال قوات الأمن، وقد اتخذت عدة مقرات لها في أسيوط والمنيا وسوهاج، إلا أن قوات الأمن المصرية تمكنت من إضعاف الحركة والنجاح في السيطرة عليها، وذلك بعد صراع مسلح معها استمر طوال فترة الثمانينات، وفترات متقطعة من التسعينات، حتى صنفت مجلة "فورين بوليسي"، مصر على أنها في المرتبة الثالثة من الدول الأشد مكافحة للإرهاب في العالم، بعد فرنسا والأردن، ونعرض في التقرير التالي جزءا من التاريخ الدموي للجماعة الإسلامية الإرهابية.
حادث المنصة
يُعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على المنصة، في العرض العسكري أثناء الاحتفال بذكرى نصر السادس من أكتوبر، هو أهم عمليات الجماعة، حيث قام الجناح العسكري للجماعة بقيادة الملازم أول خالد الإسلامبولي وبصحبة زملائه عبد الحميد عبد السلام الضابط السابق بالجيش المصري والرقيب متطوع القناص حسين عباس محمد والذي أطلق الرصاصة الأولى القاتلة والملازم أول احتياط عطا طايل حميده رحيل بقتل الرئيس أنور السادات، يوم السادس من أكتوبر عام 1981، وذلك في إطار خطة للسيطرة على مبنى الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو بالقاهرة والمنشآت الحيوية بمناطق مصرية مختلفة.
حادث مديرية أمن أسيوط
بعدها بيومين، في 8 أكتوبر قامت عناصر الجناح العسكري في التنظيم بأسيوط، بمهاجمة مديرية الأمن واحتلال المدينة، ودارت معركة حامية مع قوات الأمن، أسفرت عن استشهاد عدد كبير من جنود وقوات وكبار ضباط الأمن -نحو 118 من رجال الأمن- ثم تم بعدها القبض على قيادات التنظيم وحكم عليهم بالمؤبد 25 عاما.
حادث إثيوبيا
نفذت العناصر المسلحة من الجماعة الإسلامية عملية إرهابية جديدة، ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحاولت اغتياله في زيارته إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عام 1995، إلا أن المحاولة فشلت، وقُتل جميع افراد هذه الخلية من قبل الحرس الرئاسي المرافق لمبارك.
مذبحة الدير البحري
في 17 نوفمبر عام 1997، نفذت الجماعة الإسلامية أبشع جرائمها، فيما عرف باسم "مذبحة الدير البحري"، أو "مذبحة الأقصر"، حيث هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين، تنكروا في زي رجال أمن، هاجموا السياح في معبد حتشبسوت، ما أسفر عن مقتل 58 شخصا خلال 45 دقيقة فقط، معظمهم من السياح السويسريون، ثم حاول المهاجمون الاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنو من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات.
عمليات ضد السياحة
ليست هذه هي العملية الوحيدة التي نفذتها عناصر التنظيم، ضد السياحة في مصر، حيث قامت بعدة عمليات إرهابية، ومنها سلسلة انفجارات في 24 أبريل عام 2006، استهدفت منتجع ذهب على ساحل البحر الأحمر وقد أسفرت عن مقتل 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين، وفي وفي 23 يوليو تموز 2005، قتل 60 شخصا على الاقل في سلسلة انفجارات استهدفت منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر. وبدأت الانفجارات في منطقة خليج نعمة، ونجمت عن ثلاث سيارات مفخخة على الأقل، حيث استهدف الأول فندق غزالة جاردنز مما أدى لتدمير الفندق بالكامل، واستهدف الثاني منطقة السوق القديم.
اغتيالات
قامت الجماعة الإسلامية بتنفيذ العديد من الاغتيالات على مر تاريخها، وأبرزهم اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري، والكاتب فرج فودة، الذي انتظره شابان على دراجات بخارية وهما أشرف سعيد إبراهيم، وعبدالشافي أحمد رمضان، يوم 8 يونيو عام 1992، قبيل عيد الأضحى بأيام قليلة، أطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين، وقد أسفر الحادث عن مقتل المفكر الكبير فرج فودة.
الانضمام للقاعدة
في السنوات الأخيرة، انضم عددا من قيادات الجماعة الإسلامية إلى تنظيم "القاعدة"، حيث أعلن أيمن الظواهري، زعيم التنظيم عن انضمامهم، في أغسطس عام 2006.