الأقباط متحدون | (طائفية) السجال الإعلامي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:١٩ | الاثنين ٢٥ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٥ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

(طائفية) السجال الإعلامي

كتب: هاني لبيب - روز اليوسف | الاثنين ٢٥ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


استكمالاً لسلسة المقالات التي كتبتها الأسبوع الماضي عن الفضائيات الدينية ودور بعضها المتطرف في زيادة حدة التوترات الطائفية، استكمل النقاش اليوم عن (طائفية) السجال الإعلامي.. هذا السجال الذي تحول بسبب صبغته الطائفية إلي واحد من أهم أدوات تفجير العلاقات بين أبناء هذا الوطن الواحد.
يمكن تعريف السجال بشكل بسيط علي أنه إشارة إلي الاختلاف.. وهو ما يأتي علي النقيض من مفهوم الحوار وأدبياته التي تمهد للوصول إلي مساحات لا بأس بها من الاتفاق، أما السجال الديني فهو يشير إلي تلك الحالة من الجدل التي تترتب علي توتر أو أزمة طائفية، وهو نقاش يعتمد في أساسه علي الأرضية الدينية، وليست الوطنية.. وهو يستهدف بالدرجة الأولي القضاء تماماً علي أحد الأطراف.. ليصبح أحدها منتصراً، والطرف الثاني مغلوباً ومهزوماً.
ومن الملاحظ خلال العشر سنوات الأخيرة أن الإعلام بوسائله المتعددة (المكتوبة والمرئية) قد لعب دوراً رئيسياً في تأجيج المناخ الطائفي بسبب أسلوب تناوله لقضايا الأزمات الطائفية. ويمكن تحديد تلك الأساليب من خلال بعض الاتجاهات السلبية في تناول القضايا الطائفية، ومنها:

تضخيم بعض الأحداث، والتهوين من أحداث أخري. وعدم الدقة في نشر المعلومات المرتبطة بالتوتر الطائفي. وتجاهل نشر بعض الحقائق. والتعميم لعمل التوازن. وتبني الترويج لشائعات محددة متكررة. والتشويه المتعمد لبعض الرموز الدينية. والانحياز لطرف علي حساب طرف ثان. وطرح معالجات خاطئة. وتقديم حلول طائفية. واستبعاد القانون، والتأكيد علي الحلول العرفية.
ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال أهم ثلاثة توترات طائفية.. كان لها تأثير ومعالجات مغايرة عن المرحلة التي سبقتهم:
المرحلة الأولي: عنف الجماعات المتطرفة ضد المسيحيين منذ السبعينات.
المرحلة الثانية: مرحلة وفاء قسطنطين، ثم قضية كاميليا شحاتة
المرحلة الثالثة: تصريحات الأنبا بيشوي (حديثة العهد).

وبالطبع، فإن التوتر الطائفي الأخير المقترن بتصريحات الأنبا بيشوي وتعليقات د.سليم العوا قد روج فيه الإعلام للعديد من التعبيرات الطائفية (المتكررة) وغير المنضبطة وطنياً مثل: دولة الكنيسة استقواء الكنيسة الكنيسة دولة داخل دولة الأسلحة داخل الكنائس الأديرة مخزن للسلاح تحميل سبب الفتنة إلي البابا شنودة الثالث وحده عزل البابا إلغاء تعيينه من الدولة.
وقد ترتب علي ذلك خروج المعالجة الصحفية من نطاق الموضوعية والحيادية في العرض والتناول والتحليل إلي الانحياز والحكم علي الكنيسة المصرية بمنطق التخوين والتشكيك، وبالتبعية علي الأقباط ككل، وصولاً إلي التشكيك في كيان الدولة المصرية.
إن مضمون هذا المقال هو نوع من التقييم العام للإعلام فقط، وليس تقييمًا لدور الشركاء الآخرين في صناعة التوترات الطائفية، وعلي سبيل المثال: المؤسسات الدينية ورجال الدين، ومواقف وتصريحات بعض الرموز من النخبة المصرية، وتصرفات البعض الفردية، وتقاعس دور بعض أجهزة الدولة.
إن الحديث عن (طائفية) السجال الإعلامي هو حديث عن السواد الأعظم من وسائل الإعلام، وليست كلها بالقطع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :