مَنْ بالضبط في هذه الدولة أعاد هذا الداعية الممقوت إلى الصورة من جديد، بعد أن كنا قد اعتقدنا أننا استرحنا منه، ومن أمثاله؟!.. مَنْ بالضبط يلعب وراء الكواليس ضد إرادة هذا الشعب التي تجسدت على أفضل ما يكون في 30 يونيو 2013.. مَنْ؟!
لقد فوجئ كل مصرى بأن الداعية إياه عضو في حملة «أخلاقنا» التي انطلقت قبل أيام، وأظن أن مجرد وجود اسمه فيها سوف يسحب منها أي رصيد يمكن أن يتشكل لها لدى المصريين في عمومهم قبل أن تبدأ عملها، فأبعدوه عنها من فضلكم.. أبعدوه عنها، وعن أي شىء، واجعلوه يتوارى كما توارى منذ سقوط جماعته.. جماعة الإخوان!
إننى أظن أن وجوده في الحملة قد سبب صدمة للملايين من أبناء هذا الشعب، الذي كلما ترسخ في أعماقه يقين بأنه طرد الإخوان إلى غير رجعة من الباب، اكتشف أن هناك مَنْ يحاول إدخالهم من جديد من الشباك.. فمَنْ على وجه التحديد يقوم بهذه المحاولات المكشوفة والمرفوضة تماماً، وكيف يمكن لأى مسؤول غيور على وطنه، في الدولة كلها، أن يسمح بهذا العبث بمقدرات شعب، أو يراه ثم يسكت عليه.. كيف بالله عليكم؟!
لقد قرأت للداعية إياه، صاحب الابتسامة الصفراء، أنه ليس من الإخوان.. والحقيقة أنه عندما يقول ذلك فليس على كل قارئ، وهو يطالع نفى هذه التهمة عنه على لسانه، إلا أن يتحسس عقله.. لا لشىء.. إلا لأن كل ما كان يقدمه هذا الداعية، بامتداد سنين، متقافزاً من قناة تليفزيونية لأخرى، كان «يُخدِّم» على عمل الإخوان، وكان يضيف إلى عمل الإخوان، وكان يُراكم إلى كل تدمير مارسه الإخوان في البلد، وكان شريكاً كاملاً لهم، بل كان رأس حربة عندهم في تلويث عقول مئات الألوف من الشباب.. فمَنْ في هذا الوطن يريد أن يجعله يعود ليمارس تلويث العقول من جديد.. مَنْ؟!
والشىء اللافت حقاً، أنه وهو ينفى انتسابه إلى الإخوان، لم يذكر حرفاً عن رأيه فيما فعله الإخوان، مما يعنى، ضمناً، أنه موافق على ما فعلوه، ومتضامن معهم، رغم كل الدماء التي أسالوها، ولايزالون في سيناء على سبيل المثال، كل يوم، وفى غير سيناء.. فهل أدرك الشخص الذي فرضه عضواً في حملة «أخلاقنا» الآن حجم الجريمة التي ارتكبها في حق وطن بكامله؟!
ليس هذا فقط.. بل إن أركان الجريمة تكتمل عندما نقرأ له، وهو ينفى انتسابه إلى الإخوان، أنه لن يتراجع عن التواجد في حملة «أخلاقنا» حتى يحقق المهمة التي حددها.. يا خبر أسود.. المهمة حددها هو لنفسه، كما ترى، ولم تحددها الحملة كلها معاً، وهنا أظن أن عقله الباطن قد فضحه، لأن المؤكد عندى، وعند كل محب لهذا البلد، أن عنده أهدافاً من وراء وجوده في الحملة، تختلف كلياً عن أهدافها العامة المعلنة، وليست أهدافه، سوى مواصلة التلويث العقلى، الذي بدأ مسيرته من زمان، بابتسامته الصفراء، وعن قصد!
لن نستريح، ولن نسكت، حتى يُقال لنا شىء محدد عمّنْ أعاد صاحب الابتسامة الصفراء، وصاحب السم الزعاف، إلى الأضواء من جديد، بعد أن كان قد توارى، وبعد أن كان ضحاياه قد تنفسوا الصعداء!
ولستُ أبالغ في شىء إذا قلت إن ما يمكن أن يبنيه الرئيس في سنة سوف يهدمه هذا الداعية الكريه في ساعة.. فمَنْ يتآمر على الرئيس بهذا الشكل الفاجر.. مَنْ؟!.. مَنْ يفرضه ويعيده؟.. قولوا لنا حتى نعرف رؤوسنا من أرجلنا، وبالأدق، نعرف أصدقاءنا الذين يقفون إلى جوارنا بصدق، كشعب، وأعداءنا الذين يتخفون بيننا، ثم يوهموننا بأنهم معنا.. مَنْ؟!
نقلا عن المصري اليوم