اعتمدت نظريته على أن جميع الكائنات من أصل مشترك.. ولم يقل إن الإنسان أصله قرد
كتب – نعيم يوسف
ما أن يتردد اسم "تشارلز دارون" حتى يتبادر إلى ذهن الكثيرين فكرة أن "الإنسان أصله قرد"، وعلى الرغم أن اختصار نظرية التطور في هذه الجملة هو تشويه متعمد لنظرية التطور، إلا أنه للأسف هذا ما عُرف عنها في مجتمعاتنا، وبمناسبة ذكرى ميلاد "دارون" اليوم، 12 فبراير، نعرض في التقرير التالي أبرز 10 معلومات عن  أبرز علماء التاريخ الطبيعي.
1- ولد "تشارلز داروين" في "شرو سبوري" بإنجلترا في 12 فبراير عام 1809، من عائلة إنجليزية مرموقة والده هو الدكتور روبرت وارنج داروين، وكان جده "ارازموس داروين" عالماً ومؤلفاً، وكان الخامس بين ستة أخوة.

2- اتجه "داروين" إلى دراسة الطب أولا، إلا أنه وجد المحاضرات مملة والجراحة مقلقة، فتجاهلها، وتعلم التحنيط، وبعدها انضم إلى جمعية "بلينيان"، وهي نادي للطلاب المهتمين بالتاريخ الطبيعي، لتكون بداية خطواته نحو هذا العلم.
3- نتيجة لتفوقه في هذا العلم حصل "داروين" على فرصة الذهاب في رحلة للاستكشاف على متن سفينة "البيجل"، بقيادة القبطان "روبرت فيثروي" –صديقه وألد أعداء نظريته فيما بعد- وقد استمرت هذه الرحلة لمدة خمسة سنوات، بدأت في 27 ديسمبر من عام 1831.

4- استغل "داروين" وقت الرحلة في المسح الجيولوجي ودراسة التاريخ الطبيعي للأنواع وكذلك رسم السواحل، و احتفظ بما جمعه من ملاحظات بحذر وكذلك بما وضعه من أُطروحات ونظريات، وما بين فترة –وهو ما استنتج منه نظرية التطور فيما بعد- وأخرى كانت تُرسل عيِّناته إلى جامعة كامبردج مع نسخة من دوريته العلمية إلى أسرته.
5-  كان "داروين" خبيرا في الجيولوجيا، وجمع وتشريح اللافقاريات، وأما في المجالات الأخرى فقد كان مُبتدئاً ويستعين بالخبراء المتخصصين.
6- كانت اكتشافات "داروين" ورسائله العلمية يتم نشرها بفضل أستاذه السابق هنسلو الذي أشاد بمجهوداته، وعمِل على نشر كتيب عن رسائل داروين الجيولوجية بين علماء الطبيعة وذلك كان في ديسمبر عام 1835، ما جعله من المشاهير عندما انتهت الرحلة –البيجل- في أكتوبر عام 1836.
7- نشر "داروين" الجزء الأول من نظريته (التطور) في كتاب يحمل عنوان "أصل الأنواع"، عام 1859، والذي شمل نظيرته عن تطور ونشأة جميع العناصر والأنواع في الأرض، وفي نهايته أشار إلى أنه سوف ينشر كتابا أخر عن نشأة وتطور الإنسان.

8- استكمل "داروين" نظريته عن نشأة الإنسان وأصله في نظرية التطور، من خلال كتابين جديدين، حيث أصدر كتاب "أصل الإنسان والاختيار بالجنس"، عام 1871، ثم تبعه بكتاب "التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان".

9- اعتمدت نظرية "داروين" في الأساس على مفهوم "الانتقاء الطبيعي"، وهي تعني أن الأنواع المناسبة لظروف الطبيعة هي الأقدر على البقاء والاستمرار، بالإضافة إلى فكرة أن جميع الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة.
10- لم يقل "داروين" إن الإنسان أصله "قرد"، ولكنه قال إن جميع الكائنات الحية تنحدر من أسلاف –أجداد- مشتركة تطورت عبر ملايين السنين، واستطاعت الكائنات "الأنسب" لظروف البيئة البقاء على قيد الحياة، والتطور، بينما انقرضت الكائنات التي لم تستطيع التكيف مع ظروف البيئة المحيطة بها.
11- النظرية السابقة تسببت في تصادم "داروين" مع رجال الدين، والذين يؤمنون بنظرية "الخلق المنفصل" –التي وردت في الكتاب المقدس، أي أن الله خلق كل نوع على حدة- أما "داروين" فقد كشف أن الكائنات كلها تنحدر من أصل واحد مشترك.

12- إمعانا في السخرية من "داروين" وتسخيف نظريته نُشر في عام 1871 كاريكاتير لنموذج لأصل الإنسان ويظهر تشارلز داروين على هيئة قرد، وهي ميزة له في الثقافة الشعبية على حسب أنه هو المؤلف الرئيسي لنظرية النشوء والارتقاء.

13- أنجب "داروين" عشرة أطفال توفى منهم اثنان في طفولتهم، وعندما توفت ابنته "آني" –ذات الـ10 سنوات- أثر ذلك بشدة عليه، وبحلول ذلك الوقت -1851- كان إيمانه بالمسيحية بدأ يتضاءل وتوقف عن الذهاب إلى الكنيسة.
14- باقي أبناء "داروين" من زوجته "إيما ويدجود" –ابنة عمه ومسيحية مؤمنة- ظلوا على قيد الحياة وكان لأولاده ولأحفاده مجالات عمل متميزة، بينهم جورج وفرانسيس وهوراس والذين انخرطوا في المجتمع الملكي.

15- توفى "داروين" في 19 أبريل عام 1882، وتقديرا لتفوقه كعالم كُرِّم بجنازة رسمية وتم دفنه في كنيسة وستمنستر بالقرب من جون هرشل وإسحاق نيوتن، وقد وّصف كواحد من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم.
16- أحدثت نظرية "دراوين" التي نشرها في كتاب "أصل الأنواع" انقلابا في العلوم الأخرى، بالإضافة إلى كونه السبب الرئيسي في انبثاق فجر جديد في علوم الوراثة ورسم الخرائط الوراثية الحية لكافة أنواع الحياة ابتداءً بالإنسان حتى الكائنات المجهرية.