فى مثل هذا اليوم 12 فبراير 1949 ..
مقتل حسن البنا ..مرشد ومؤسس جماعة اﻻخوان المسلمين..
لم يكن قتل حسن البنا فى مثل هذا اليوم ..اﻻ انتقاما ثأريا ..من جريمة اغتيال اﻻخوان للسياسى المصرى البارز محمود فهمى النقراشى ..واحد ابرز القيادات الشابة لثورة 1919 ..فعندما يتحول اﻻغتيال الى اداة معتمدة فى العمل السياسى فﻻبد من اﻻقرار بوجود خطيئةﻻتقبل الغفران..اغتيال البنا ..فعل جدير باﻻدانة واﻻستنكار ..ومثل هذه اﻻدانة ﻻمعنى لها اﻻ بادانة مماثلة لمن اباحوا دم النقراشى لمجرد اﻻختلاف السياسى معه ..همجية يتسم بها اﻻخوان..وتعبر عنها سلسلة اﻻغتيالات المتتالية والتى ﻻينكرونها..لكنهم يتفنون فى التبرير والتحليل..
نجح البنا خلال فترة زمنية وجيزة فى تاسيس جماعة اسلامية سياسية ،هى اﻻهم واﻻكثر تاثيرا ،من حيث دمويتها واعتمادها على اﻻرهاب والعنف فالبنا هو اﻻب الروجى للاتجاهات التكفيرية اﻻرهابية ..من الجهاد والقاعدة الى داعش وكتائب اﻻقصى ..وﻻمتسع للحديث عن اعتدال ووسيطية
اﻻخوان اﻻ عند اصحاب المصلحة فى اشعال الحرائق وتدمير اﻻستقرار واﻻنتصار للارهاب..وﻻبد ان تتسع الساحة السياسية لكل اﻻتجاهات والتيارات من اقصى اليمين الى اقصى اليسار..فهذا هو جوهر الديمقراطية ..ولكن المطلب الوحيد ان تكون السياسة برنامجا فكريا سلميا وسلوكا حضاريا
وتسامحاوقبوﻻ للاخر..والتزاما بقواعد العمل الديمقراطى ..وﻻمجال فى السياسة للارهاب والمتاجرة بالدين وتكفير المخالفين ..تحت مظلة احتكار الحقيقة واليقين..وكان البنا سياسيا نفعيا يسعى ﻻزاحة الجميع بحثا عن السلطة ذات الرداء الدينى..وهذا مايقود بالضرورة الى كارثة الحكم الدينى..
مدرسة حسن البنا تبشر بالعنف وترفض الوطنية وتزدرى العقل والعلم..وﻻتنجب اﻻ التطرف واﻻرهاب ..فكيف يمكن ان تتوافق الديمقراطية مع التطرف واﻻرهاب وتصفية الخصوم؟؟..
وعملية الاغتيال تمت اثناء خروج حسن البنا مرشد اﻻخوان اﻻول ومؤسس جماعة اﻻخوان المسلمين من مقر جمعية الشبان المسلمين التى كان يراسها انذاك الفريق صالح حرب باشا ..وقف تاكسى اسود اللون نزل منه شخص ملثم واطلق عدة طلقات ناريه على المرشد وصهره الذى كان بصحبته ثم استدارالرجل ليستقل التاكسى الذى كان فى انتظاره..وتحمل البنا اﻻصابةوطلب تاكسى للتوجه للقصر
العينى..وابلغ الحادث للملك فاروق الذى فرح واعتبر الخبر هدية عيد ميلاده (11 فبراير)....
وتم تسليم الجثة ليلا وشيع الجنازة سيدات اﻻسرة وزوجته ووالده فقط..
وكان منتظرا عملية اﻻغتيال هذه خاصة بعد اعتراف عبد المجيد حسن طالب الطب البيطرى قاتل
محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر بدور اﻻخوان ومباركة البنا لقتل النقراشى الذى
اصدر قرار حل جماعة اﻻخوان اﻻول..وهو قد توفى عن 45 سنه ،،ولن ينسى عند جماعته ولكنه لن ينسى فى التاريخ انه اول من خرج على اﻻجماع الوطنى وتحالف مع القصر وحكوماته ،الكرتونيه،وشق الحركه الوطنيه ،واﻻخطر هو من ادخل سلاح اﻻغتيال الى هذا البلد الطيب .
فقتل القاضى الخازندار وحكمدار القاهره سليم ذكى ومحمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر وفجر شركة اﻻعلانات المصريه ،ومحكمة باب الخلق والتى اسفرت عن مقتل 12 شخص،وادخل العنف فى السياسه المصريه،واغتيل بعد اقل من شهرين ،من اغتيال النقراشى،وبقيت جماعته التى اشتركت فى حريق القاهره 26 ييناير 1952 ،واحرقوا اكثر من الف محل من كبرى محلات القاهره ،وتعاونت مع اللواء محمد نجيب بعد ثورة يوليو1952 وعزل مجلس قيادة الثوره نجيب فحاولوا قتل رئيس مجلس قيادة الثوره جمال عبد الناصر ،اكثر من مره وقدموا لمحاكمات امام محاكم الثوره واعتقل الكثير من اعضاء هذه الجماعه،وفى عام 1965 خرج تنظيم القطبيين برئاسة سيد قطب بمحاولة تدمير مصر وتفجير قناطر الدلتا ،وقتل عبدالناصر..وحكوموا واعدم ثلاثه منهم على رأسهم سيد قطب ،وفى السبعينات وبعد ان اطلق السادات سراح الباقى منهم بالسجون والمعتقلات،خرجت جميع الحركات الرديكاليه اﻻسلاميه من معطف تلك الجماعه واتخذت من اﻻرهاب وسيله لنشر مبادئها،وقتل السادات من تنظيم الجهاد والجماعه اﻻسلاميه، وقتل اكثر من مائة جندي من قوات اﻻمن المركزى باسيوط..بعد مقتل السادات بيومان.وبدأت مصر تعانى فى الثمنينات والتسعينات من اعمال وارهاب تلك الجماعات التى انبثقت من تلك الجماعه اﻷم ،والتى انتهت بمذبحة اﻻقصر التى راح ضحيتها اكثر من 55 سائح سويسرى فى الدير البحرى 1997 ....!!