الأقباط متحدون - الأنبا بولا.. سائحا مات أثناء الصلاة
  • ٠١:٠٥
  • الخميس , ١١ فبراير ٢٠١٦
English version
أخر الأخبار:

الأنبا بولا.. سائحا مات أثناء الصلاة

٥٣: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١١ فبراير ٢٠١٦

الأنبا بولا
الأنبا بولا

خاص – الأقباط متحدون
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، منذ أيام بعيد نياحة الأنبا بولا، أول السواح، وهو الناسك الذي ترك العالم وغناه لينفرد مع خالقه في صحراء بعيدة عن العالم وصخبه وضجيجه.

لو لم تقود العناية الإلهية القديس الأنبا أنطونيوس "أب الرهبان" إلى لقاء الأنبا بولا ما كان أحدا سوف يعرف عن هذا القديس الذي كان يعوله غراب يقدم له نصف خبز يوميا.

وحسب موقع "تكلا هيمانوت" فقد ولد الأنبا بولا في مدينة الإسكندرية عام 228م، وحدث خلافا بينه وبين أخيه بعد محاولة الأخير اغتصاب ميراثه فذهب إلى القاضي لكي يشتكيه ولكن في الطريق رأى جنازة فشعر أن العالم كله فانٍ ولا يستحق كل ذلك، وعوضا عن الذهاب للقضاء خرج من المدينة ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.

يقول تاريخ الكنيسة إن ملاكًا ظهر له ليرشده إلى البرية الشرقية، وأقام في جبل مرة بالقرب من ساحل البحر الأحمر، لمدة 80 عاما، لم يرى فيها إنسانا قط، وكان يلبس ثوب من ليف وسعف النخل ويقتات على نصف خبزة يأتي بها غراب بصفة يومية، بالإضافة إلى ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا، ويرتوي من عين ماء هناك.

عندما قادت العناية الإلهية الأنبا أنطونيوس لكي يزور الأنبا بولا، جاء الغراب بخبزة كاملة فقال الأنبا بولا: "الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا."

خلال لقائهما تناولا العديد من الموضوعات الروحية، وفي نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت رحيله قد قرب، وأثناء عودته رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو السماء، وحينما بلغ المغارة وجد جثته راكعا على ركبتيه حيث توفى على وضعية الصلاة، ونظرا لسنه الكبير فقد أرسل له الله أسدين حفرا قبرا للقديس المتنيح ثم دفنه فيه وكان ذلك في سنة 343 ميلادية، وأحضر الأنبا أنطونيوس معه الثوب الليف وقدمه للبابا أثناسيوس الذي كان يرتديه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، أما مكان إقامته فقد تحول إلى دير ما زال قائمًا حتى الآن.