كتب – محرر الأقباط متحدون
يوافق يوم 10 فبراير ذكرى وفاة "لوي دي سيكوندا" المعروف باسم مونتيسكيو، الفيلسوف صاحب نظرية فصل السلطات.

ولد مونتسكيو في جنوب غرب فرنسا بالقرب من مدينة بوردو عام 1689، لعائلة أرستقراطية، لم يعانِ من الفقر في حياته، وتلقى تربية مسيحية محافظة، إلا أنه ابتعد تدريجيًّا عن الدين فيما بعد.

وانتسب إلى أكاديمية «بوردو» منذ بداية حياته العلمية، ثم انخرط في دراسة الفيزياء والرياضيات، ودرس نظريات نيوتن عن نظام الطبيعة، قبل أن يتفرغ للفلسفة والدراسات السياسية، وتعلّم الحقوق وأصبح عضو برلمان عام 1714.

وفي عام 1716 كانت له تأملات في أسباب عظمة الرومان وانحطاطهم، وفي عام 1721 نشر كتابه الساخر "رسائل فارسية" الذي انتقد فيه المجتمع وأنظمة الحكم في أوروبا في ذلك الحين، وجلب له الكتاب شهرة واسعة وكان سببًا في قبوله للأكاديمية الفرنسية للعلوم.

في عام 1734 نشر كتابًا تحت عنوان "الملكية العالمية" قام بتقسيم الشعوب إلى شمالية وجنوبية وادعى أن الفرق في المناخ هو السبب الأساسي للاختلاف بين شعوب الشمال وشعوب الجنوب.

ونشر مونتيسكيو أهم كتبه "روح القوانين" في جنيف في 31 جزءًا في عام 1748، وأضحى من أبرز المراجع في العلوم السياسية.

في كتابه روح القوانين شرح الفرق بين ثلاثة أنواع من أنظمة الحكم:
الملكية: يرث الحاكم فيه السلطة.

الديكتاتورية: يحكم الحاكم فيه وحده دون حدود قانونية ويثبّت حكمه بواسطة إرهاب المدنيين.

الجمهورية: نظام يحكم فيه الشعب أو ممثلوه.

يرى مونتيسكيو أن نظام الحكم الأمثل هو النظام الجمهوري. وقد ادعى أن على كل نظام حكم أن يصبو إلى ضمان حرية الإنسان ومن أجل ذلك يحب الفصل بين السلطات والحفاظ على توازن بينها:

السلطة التنفيذية.

السلطة التشريعية.

السلطة القضائية.

حصلت نظرية مونتسكيو على العديد من المؤيدين في أوروبا وأثرت مبادئها على دستور الولايات المتحدة الأمريكية، إعلان حقوق الإنسان والمواطن وعلى دساتير العديد من الأنظمة الديمقراطية في عصرنا، مع ذلك فقد كان مونتيسكيو يعتقد بعدم جواز الانتقال بين طبقات المجتمع المختلفة ولم ير أنّ عامة الشعب مستحقين أن يحكموا!

وتوفي مونتيسكيو في 10 فبراير 1755.