الأقباط متحدون | سيناويون يتهمون الأمن و"كامب ديفيد" باحتلال "سيناء"!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٤ | الأحد ٢٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٤ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سيناويون يتهمون الأمن و"كامب ديفيد" باحتلال "سيناء"!

الأحد ٢٤ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

"أبو فجر": النظام غير قادر على تقديم حلول، والقادم أسوأ!!
"أبو نصيرة": نطلب الحق في الحياة.. هل هذا كثير؟!
"المنيعي": نريد شيخ قبيلة نرضاه وليس مخبرًا للأمن!
"عتيق": هل تنمية "سيناء" قرار سيادي مصري أم ننتظره من "إسرائيل"؟!

تحقيق: عوض بسيط

 "أرض الفيروز".. "البوابة الشرقية لمصر".. "الأرض الغالية والحبيبة".. "واحة سلام وأمان".. "مصر اليوم في عيد"؛ مجموعة جُمل تهافتت على ذهني وأنا أُعد لهذا التحقيق، منها ما استعادته ذاكرتي من كتاب "الدراسات الاجتماعية" في المرحلة الابتدائية، ومنها ما حفظته من أغنيات وطنية ترددت في مناسبات تحرير "سيناء".

 هذه الصورة الذهنية الشديدة الصفاء، تقابلها صورة أخرى قاتمة ترسمها مانشيتات لجوء بدو إلى حدود "إسرائيل"؛ هربـًا من الشرطة، أو قيامهم بأعمال عنف، مما يشوه الصورة الأولى أمام كثيرين.

 ولكن؛ الإنصات إلى هموم بعض أهل "سيناء"، يجعلك ترسم صورة ذهنية مختلفة تمامـًا، ترى فيها البدوي الوطني الصلب والقوي والعنيد، مقهورًا ومذلولاً في "أرض الفيروز".

لائحة اتهامات
 الخيانة؛ العمالة لـ"إسرائيل"؛ تجارة المخدرات والعنف؛ هذه هي اللائحة الرئيسية للاتهامات الموجهة لـ"بدو سيناء" من خلال الخطاب الإعلامي الحكومي، والتي يرد عليها بداية الناشط السياسي والمدون السيناوي "مسعد أبو فجر"، حيث يقول إن الفيصل هو القانون وليس خطاب النظام، هذا كلام يـُقال على المقاهي أثناء لعب الطاولة ولا يستحق الرد عليه، مضيفـًا أنني كمواطن عندما أخل بقوانين الدولة لا أعترض على محاكمتي أمام محكمة عادلة، وأُسجن في سجن آدمي، لذلك يجب أن يستقل القضاء قبل المحاكمات.

مَن الخائن؟!
 ويتساءل بغضب الناشط السياسي "يحيى أبو نصيرة: هل نحن الخائنون أم مَن يُطبع مع العدو الإسرائيلي، الذي قتل أبنائنا وبناتنا ويمده بالغاز؟ مَن يسمح بدخول 14 ألف إسرائيليـًا كل سبت إلى "جنوب سيناء" يعيثون فيها فسادًا، ويمونوا سياراتهم بالبنزين المدعم؟!

 ويستطرد "أبو نصيرة": لم يتزوج أحد أبناء "سيناء" من إسرائيلية، وأنا شخصيـًا رفضت الزواج من "عرب 48"، ووالدي حوكم 36 محاكمة عسكرية لرفضه التطبيع مع "إسرائيل"، كما مات شهداء منا في كل من "فلسطين، ولبنان، والأردن"، وأخيرًا اعترفت القوات المسلحة المصرية بدور البدو في الدفاع عن "سيناء"، بالإضافة لحصول 740 رجلاً من "سيناء" على نوط الامتياز من الدرجة الأولى في حرب أكتوبر.. فكيف بعد كل هذا نـُتهم بالخيانة؟!

اللوم على "كامب ديفيد"!
 وعن أسباب سوء العلاقة بين الحكومة و"بدو سيناء" يتحدث "سعيد عُتيق" -من سكان الشريط الحدودي مع "إسرائيل"- فيقول: بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي كان هناك توقع بمستقبل أفضل، ولكن فوجئنا بخروج الاحتلال الإسرائيلي واستبداله باحتلال أمني، فتحول الأمر للأسوأ، رغم مرور ثلاثين عامـًا من السلام والاستقرار، لأن السيادة في "سيناء" منقوصة، موضحـًا أن السبب الحقيقي للأزمة يرجع لاتفاقية "كامب ديفيد"؛ لأنها قللت الحماية في "سيناء"، وقللت من تواجد الجيش في مقابل الشرطة، التي كثر عددها لتعويض النقص العسكري، فنجد مقابل كل 5 رجال من سيناء رجل أمن يحتاج أن يثبت نشاطه في عمله، ومن هنا يأتي تلفيق القضايا.

عجرفة الأمن
 الأزمة من وجهة نظر الناشط السيناوي "محمد المنيعي" بدأت من بعد "أحداث طابا 2004"،  حيث بدأت بحملة الاعتقالات العشوائية التي طالت أبناء "سيناء"، خاصة مع عجرفة الأمن، وعدم احترامه حتى للنساء، فكانوا يقبضون عليهن كرهائن، وهذه أكبر جريمة في عـُرف البادية، مما جعل أبناء "سيناء" ينفرون من الأمن، وتعقدت الأمور أكثر مع ازدياد عجرفة الأمن، حتى وصل للقتل على أهون الأسباب، حتى قـُتل ثلاثين في الجبل بدمٍ بارد، بدون محاكمة أو إثباتات.

 ويستطرد "المنيعي": اشتعل العنف أكثر مع مقتل فرد من قبيلة "المنايعة"، وآخر من "المنصوريين"، ورفضوا تسليم الجثث لأهاليهم، ونشروا بيانـًا كاذبـًا بأنهما كانا يريدان التسلل لحدود "إسرائيل"، مع أن الحادث كان في "وسط سيناء"!

 وتابع أنه مع تزايد المواجهات مع الأمن قامت مجموعة بالهرب إلى المنطقة الحدودية مع "إسرائيل"، وذلك لصعوبة اقتحام الأمن لها بسبب معاهدة "كامب ديفيد"، وبدأ بعدها الأمن في الإفراج عن بعض المعتقلين كنوع من الترضية، ولكنهم اعتقلوا المزيد!!

 ويقول "المنيعي" -بفخر- نحن خط الدفاع الأول عن "سيناء"، وسنقوم بمهمتنا رغم كل الاتهامات، كما قمنا بها منذ عام 1948 إلى الآن وإلى الأبد، ومهما حدث لنا من قمع، فالحكومات زائلة، وأرض "سيناء" باقية إلى الأبد.

حق المواطنة
 وعن مطالب بدو "سيناء"؛ يقول "يحيى أبو نصيرة": مطالبنا كمطالب الشعب كله، إلا أن الخناق علينا أكبر، نطلب الحق في الحياة، الحق في المواطنة والعدالة الاجتماعية، عدم طمس ثقافتنا وعاداتنا، والأهم إطلاق كل معتقلينا وإلغاء الأحكام الغيابية، وتسوية المديونيات، فهناك نحو 8000 مواطن سيناوي مديونون لـ"بنك التنمية والائتمان الزراعي"، وكذلك تنمية "سيناء"؛ خاصة الشمال، فكيف نحمي الأمن القومي المصري بلا تنمية؟

 ويتفق معه "مسعد أبو فجر" الذي يؤكد على أن مستوى التنمية في "سيناء" يدور حول الصفر، كما أن وجود 400 معتقل يعتبره "أبو فجر" جرحـًا لن يندمل إلا بالإفراج عنهم.

منزلي لا أملكه!
ويضيف إلى تلك المطالب تمليك البدو أراضيهم، التي تعترف البرديات القديمة بملكيتهم التاريخية لها، أو على الأقل تعيد تقنين تلك الملكية، وهو ما يطرحه "محمد المنيعي" بقوة: بيتي لا أملكه، يمكن أن أُطرد منه في أية لحظة.

 ويضيف "سعيد عتيق" أن أبناء "سيناء" مهمشون منذ 1982، في كل المجالات، يوجد مدرستين أو ثلاثة فقط في بعض المناطق، حسب نفوذ الموجودين فيها والمقربين للأمن و"الحزب الوطني"، ومَن لهم موقف سياسي مختلف فهؤلاء مهمشون كليـًا وهم الأشد فقرًا، وخاصة منطقة "وسط سيناء" والمنطقة الحدودية التي يدفع سكانها ثمن معاهدة "كامب ديفيد"، والتي فرضت تقليل التحصينات، المنطقة مستهدفة والمحور الأضعف هو الحكومة المصرية.

شيخ القبيلة
 ومن المطالبات الأخرى لـ"بدو سيناء" يضيف "المنيعي" أن اختيار شيخ القبيلة عن طريق أبنائها، وليس عن طريق الأمن الذي يختار مَن يتعاون معه، فنعتبره "مخبرًا" بلا قيمة، بينما دور شيخ القبيلة هو حل مشكلات القبيلة، والجلسات العرفية، وتسليم الخارجين عن القانون للأمن -بموافقة القبيلة- ولكن نرفض أن يكون شيخ القبيلة رجل أمن!!

 كما أن لدينا في قبيلة "السواركة" مثالاً؛ فشيخ القبيلة تـُوفي من أكثر من ثلاث سنوات، ومع ذلك لم يتم اختيار خليفته لأن الأمن لا يرضى عن المرشحين الأربعة!

السؤال الأخطر
 ويطرح "عتيق" سؤالاً هو الأخطر في هذا التحقيق، ألا وهو: "هل تنمية سيناء مربوطة بالصراع العربي الإسرائيلي"؟ "هل هو قرار سيادي مصري أم ننتظر القرار من إسرائيل"؟!

 وبمناسبة الحديث عن "إسرائيل"؛ يستطرد "عتيق" بمرارة: كل ما نريده هو وقف إطلاق الرصاص علينا، لا أريد حقوق المواطنة، أنا راضٍ أن أعامل -حتى- كمواطن درجة ثالثة، ولكن لا أعامل كما تتعامل "إسرائيل" مع عرب 48!!

أسئلة حول المستقبل
 هل هناك نتائج إيجابية للحوار مع الحكومة؟ هل تشهد الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة انفراجة على بدو "سيناء"؟ هل هناك حلول منتظرة للأزمة؟ كل هذه الأسئلة طرحناها على مصادرنا بـ"سيناء" لعلنا نستشف المستقبل..

 أشهر المُفرج عنهم حديثـًا بعد اعتقال دام ثلاثين شهرًا، هو "مسعد أبو فجر"، ويرى أن الإفراج عنه خطوة لكسب القضية إعلاميـًا، ويضيف: كنت أخشى عند الإفراج عني ألا يتم الإفراج عن آخرين، وبالفعل؛ فعدد المُفرج عنهم لم يتجاوز الثلاثين.

 وعن الحوار مع الحكومة يرى "أبو فجر" أنها جلسات للاستهلاك المحلي، ليس لها قيمة على أرض الواقع.

 وبينما يرى "محمد المنيعي" أن الحكومة يمكن أن تنبطح مؤقتـًا لطلباتهم حتى تمر الانتخابات، يرى "أبو فجر" أن الوضع سيكون أسوأ، فالنظام -من وجهة نظره- غير قادر على تقديم حلول أو انفراجات، ويتوقع أن تشهد انتخابات البرلمان والرئاسة مزيدًا من العنف، وكما حدث في انتخابات الشورى ستشهد إغلاق اللجان والعنف في "سيناء".

 وبنظرة أكثر تشاؤمـًا يقول نجل الناشط اليساري "عتيق السواركة سعيد عتيق": جربنا كل الطرق؛ كلام، شكوى، اعتصام، إضراب، حتى وصلنا إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل، فإما أن تقضي الدولة علينا أو يأتي التغيير.

"سيناء" رهينة "إسرائيل"!
 ويضيف "عتيق" أن النظام هش، كل هدفه حماية أمن "إسرائيل"، ولا يهم على حساب مَن، حتى أصبحت "سيناء" رهينة للأمن الإسرائيلي، حتى موارد "سيناء" تم بيعها، واليوم الغاز يـُصدر لـ"إسرائيل" بسعر زهيد، وأنا أذوق الأمرين للحصول على أنبوبة البوتاجاز!

 كل ما فعله النظام هو زرع السيد "حسن راتب" -رجل الأعمال- الذي يعتبر نفسه "رئيس جمهورية سيناء"، ويزايد على أبناء القبائل ليقول أنه جاء ليعلمهم الوطنية! بينما يعاني نحو90% من أبناء "سيناء" من البطالة.

 ويحذر "عتيق": المنطقة متجهة إلى أخطر منحنى لا يـُحمد عقباه، فالأرض خصبة لكل شيئ، وأخشى على "سيناء" من المخططات الصهيونية.

 ويرى "عتيق" أن الأمل في شرفاء مثقفي "مصر"، ويرجوهم أن يضعوا "سيناء" في فكرهم وفي بؤرة اهتمامهم، ولو بنسبة 1%.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :