الأقباط متحدون - تدهور مصر تحت الثقافة الأمريكية
أخر تحديث ٠٠:٢٨ | الاربعاء ١٠ فبراير ٢٠١٦ | ٢أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تدهور مصر تحت الثقافة الأمريكية

د. ممدوح حليم
        حين انهار الاتحاد السوفيتي، وفي أوج الاجتماعات بين الجانب الروسي الجريح برئاسة ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأمريكي ريجان، طلب ريجان من الجانب الروسي طلبا ً قد يبدو غريبا ً تافها ً إلى جوار الأمور المتعلقة بسباق التسلح وغيرها من الأمور الخطيرة، ما هو ؟ كان الطلب السماح بفتح فروع لمحلات ماكدونالدز في روسيا / الاتحاد السوفيتي السابق.
   
     ما مغزى هذا الطلب؟ إنه يعني حرص الولايات المتحدة على أمركة الاتحاد السوفيتي وغزوه ثقافيا وتغيير نمطه، ماكدونالدز رمز الثقافة الأمريكية ، ثقافة التاك أواي.

     ما هو هدف أمريكا من ذلك؟ من المعروف أن المجتمعات متشابهة الثقافة لا تحارب بعضها البعض.
 
     ومنذ منتصف السبعينات بدأت مصر بالدوران في فلك أمريكا، الأمر الذي ألحق ضررا بليغا بالمنظومة الثقافية و الاجتماعية والنفسية للإنسان المصري تحت هذه الثقافة ومع الوقت تم صياغة طبعة جديدة من الإنسان المصري.

    لكن ما هي ملامح الإنسان المصري الجديد المعدل طبقا للطبعة الأمريكية؟

صار المصري انتهازيا أنانيا سطحيا يريد الحصول على كل شيء دون جهد ودون اعتبار للآخر، ولا مجال للجودة والإتقان في هذا الشأن.

   انظر إلى خريج الجامعة في الخمسينات و الستينات حين كان يناطح خريج أقوى الجامعات في العالم، كيف صار خريج الجامعة الآن وقد أصبح لا يساوي شيئا. 
 
    لم يعد الاحترام سمة بارزة في المجتمع المصري، الصغير لا يحترم الكبير ، الأحدث لا يحترم الأقدم في السلم الوظيفي، الكل يريد أن يفعل ما يشاء، وبدون جودة أو مساءلة.

  انهارت السلطة لم يعد أحد يستطيع أن يحكم أحد وصارت الأمور أقرب للفوضى وانهار المستوى في كل شيء.
 
    لقد صار كل شيء في حياتنا يتمتع بمواصفات " التاك أواي " حيث اللا جودة والمكسب والسطحية والنوعية الرديئة والسرعة والفردية. إنها الملامح العريضة للثقافة الأمريكية التي اكتسبناها ففقدنا هويتنا وملامحنا وأصالتنا وصرنا في حالة من الضياع مغتربين عن ذواتنا. إنه الضياع في أعلى درجاته، ورحم الله الماضي الجميل، ولعن الله اليوم الذي عرفنا فيه الثقافة الأمريكية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter