الأقباط متحدون - هيكل ضدَّ عبدالناصر.. وقْفة رابعة عشرة مع الأستاذ
أخر تحديث ٠١:٤٨ | الثلاثاء ٩ فبراير ٢٠١٦ | ١ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هيكل ضدَّ عبدالناصر.. وقْفة رابعة عشرة مع الأستاذ

أحمد المسلمانى
أحمد المسلمانى

بعضُ هجوم الأستاذ هيكل على الرئيس السادات.. هو هجومٌ ضِمْنى على الرئيس عبدالناصر.

(1) يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه «خريف الغضب»: «أعتقد أننى لعبتُ دوراً مؤثراً في المداولات والمشاورات السياسية التي أدت إلى اختيار السادات رئيساً للجمهورية بعد رحيل جمال عبدالناصر».. «فى السنوات الأربع الأولى كنتُ أقرب إليه من أي إنسانٍ آخر».

إذن فإن الأستاذ هيكل على قناعة تامة بجدارة السادات بمنصب الرئيس دون الجميع، وأنَّهُ يعلم عنه ما يؤهله لحمْلِ أمانة الوطن.

لكن الأستاذ هيكل يذهبُ لاحقاً إلى عكس ذلك.. ويرسم صورة سيئة للسادات.. قبل الثورة، وقبل الرئاسة!

(2) قال الأستاذ هيكل.. إن الرئيس السادات استولى على أحد القصور في منطقة الهرم، كان يمتلكه ضابط سابق.. بسبب إعجاب زوجته السيدة جيهان السادات بالقصْر. وقد غضب الرئيس عبدالناصر.. ثم لمّا زال غضبُهُ أعطاه منزلاً على النيل!

ويقول الأستاذ هيكل– أيضاً– إن الرئيس عبدالناصر كان يعرف كل أعضاء اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، واختار السادات مع أنه «عميل القصْر»!

وفى كتابه «خريف الغضب» يشرح «الأستاذ» طريقة اختيار الرئيس عبدالناصر للسادات نائباً لرئيس الجمهورية: إن الرئيس عبدالناصر طلب من السادات أن يأتى بمصحف وهو قادم لوداعِه في المطار قبل زيارته الدار البيضاء.. وجعله يقسم اليمين نائباً للرئيس.. بسبب أنه كان «عليه الدور»!

ثم يقول الأستاذ: إن الرئيس عبدالناصر كان ينوى تغيير السادات وإقالته من منصب نائب الرئيس.. لكن الرئيس عبدالناصر «نَسِىَ» بسبب شواغله!

(3) لقد تحدث الدكتور فؤاد زكريا وتحدث آخرون عن تهافت رواية الأستاذ حول تعيين عبدالناصر للسادات. وقد لا يحتاج الأمر إلى فيلسوفٍ أو مؤرخٍ كبير ليرى حجم الاضطراب لدى الأستاذ.

إن رؤية الأستاذ هيكل لا تدين السادات وحده.. بل تدين عبدالناصر أيضاً.. إنها لا تَضَعُ «هيكل» في مواجهة «السادات» بل تضع «هيكل» في مواجهة «عبدالناصر».

(4) ثمّة أسئلة تطرح نفسها إزاء كلام «الأستاذ».. هنا بعضٌ منها:

السؤال الأول: كيف يمكن للرئيس عبدالناصر أن يختار «عميلاً للقصر» ليكون من الدائرة العليا في قيادة حركة الضباط الأحرار؟.. ولماذا يفرضه رغم اعتراض الرفاق؟.. ولِمَ يُعرِّضُ التنظيم كله لخطر الاعتقال أو الإعدام بهذا الاختيار؟

السؤال الثانى: لماذا يختار الرئيس عبدالناصر «عميل القصر» من بين مئات الضباط الأحرار «غير العملاء» ليكون هو من يُلقى بيان الثورة.. وليكون عضواً بارزاً بمجلس قيادتها؟

السؤال الثالث: كيف حصل ضابط سابق على أحد القصور في الهرم؟.. ومن أي موردٍ مالى استطاعَ أن يمتلك مكاناً فاخراً كهذا.. كان مطمعاً لكل من رآه بمن فيهم السادات؟

السؤال الرابع: كيف استطاع السادات أن يسطو على قصرٍ يمتلكه ضابط.. دون معرفة مؤسسات الدولة، ودون مقاومة أو شكوى من صاحب القصر؟

السؤال الخامس: لماذا لم يعاقب «عبدالناصر» «السادات» نتيجة الاستيلاء بالقوة على ممتلكات الغير، واستخدام السلطة والنفوذ خارج القانون.. لمجرد إعجاب الزوجة بالممتلكات.. في الوقت الذي تصدّرت فيه «النزاهة والعدالة» العنوان الرئيسى لنظام الحكم.. ثورةً ودولةً؟

السؤال السادس: هل يمكن قبول قوْل «الأستاذ» إن كل ما فعله عبدالناصر كان الغضب؟.. وهل يمكن قبول قوْل «الأستاذ» إن الرئيس عبدالناصر.. لمّا زَالَ غضبُه أعطاهُ منزلاً على النيل.. تعويضاً له عن كشفِ فساده؟.. ألا يُعدُّ ذلك اتهاماً من «الأستاذ» للرئيس عبدالناصر بإدارة الفساد؟

السؤال السابع: هل يتخذ الرئيس عبدالناصر قراراً استراتيجياً بتعيين نائب للرئيس.. وهو يعلم أنه قد يَخْلُفُه في أي وقتٍ.. بسبب مرضِه وبسبب استهدافه من الأجهزة المعادية.. دون تخطيط أو تفكير.. فيطلب منه على نحوٍ ارتجالى غير مدروس.. المجىء فوراً إلى المطار؟

السؤال الثامن: هل من المنطق أن يختار عبدالناصر نائبه لأن عليه «الدور»؟.. وهل من المعقول أن يبقى السادات نائباً لمجرد أن الرئيس عبدالناصر انشَغَلَ ونسِىَ؟.. ألا يُعدُّ ذلك اتهاماً من «الأستاذ» للرئيس عبدالناصر بالخِفّة وعدم المسؤولية وسوء إدارة شؤون البلاد؟

(5) إن إجابة الأسئلة الثمانية تثير الشكوك حول الرئيس عبدالناصر، وتحيطه بالاتهامات.. من العهد الملكى أثناء التجهيز للثورة.. وإلى نهاية عهده أثناء تعيينه نائب الرئيس.. مروراً بمنتصف عصرِه حين أعطى قصراً على النيل بديلاً لقصرٍ في الهرم.

(6) تقديرى.. أن كل ما قاله الأستاذ هيكل في هذا السياق غير صحيح.. وأن الإجابة الموحدة لجميع الأسئلة هي في كلمتين: لَمْ يحدثْ.

إلى الوقفة الخامسة عشرة بمشيئة الله.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع