الأقباط متحدون - في ذكري رحيل أم كلثوم ( كوكـب لا ينطفئ)
أخر تحديث ٠٣:١٣ | السبت ٦ فبراير ٢٠١٦ | ٢٨طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

في ذكري رحيل أم كلثوم ( كوكـب لا ينطفئ)

 بقلم  : ألبير ثابت فهيم   

مهما مرت الأيام والسنين ، ستظل ذكراها وأغانيها خالدة في وجدان الملايين داخل مصر وخارجها ، لقد عرفت كوكب الشرق بصوتها الصادح وجماله وتأثيره ، لذا كانت الميكروفونات توضع على بعد منها لقوة صوتها ، لعدم قدرة الأجهزة القريبة من تحمل تلك القوة الخارقة . فبالرغم رحيلها بجسدها فأنها لازالت تسكن قلب ووجدان كل بيت لأن عشقها الصغار قبل الكبار . ولتخليدها لجأ كثير من المصريين لإقامة مقاهي ومنديات تحمل أسمها وتذيع أغانيها الجميلة بصورة متواصلة لكونها الكوكب الوحيد الساطع في سماء الغناء العربي . 
 
بدأت سيدة الغناء العربي رحلتها الفنية في الأربعينات بأغنية ( رق الحبيب ) كلمات الشاعر أحمد رامي ، ثم سجلت الروائع الأخرى مثل أغنية ( أروح لمين ) ، ( أنا في انتظارك ) ، ( الحب كده ) ، ( يا ظالمني ) ، ( لسه فاكر ) وغيرها من الروائع الأخرى ، لقد شهدت حفلاتها الشهرية جماهير ووفود بكثافة عالية من جميع الأقطار العربية للتمتع بأغانيها . كما حرصنا ونحن طلاب في المرحلة الجامعية بالتجمع في يوم حفلتها في أول خميس من كل شهر لتسجيل أغانيها على الشرائط القديمة لكي نعيد سمعها مراراً وتكراراً .  
 
أما عن الأغاني الرائعة في فترة الستينات ( زمن الفن الجميل ) فقد متعت الجماهير العربية بمجموعة أغاني منها على سبيل المثال وليس الحصر ( سيرة الحب ) ، ( فات الميعاد ) ، ( بعيد عنك حياتي عذاب ) ، و( الحب كله ) ، و ( ظلمنا الحب ) ، و( ألف ليلة وليلة ) و ( أنت عمري ) و( أمل حياتي ) و( دارت الأيام ) و( للصبر حدود ) كما لا ينسي المصريون القصيدة المبدعة ( الأطــــلال ) من ألحان رياض السنباطي . والأغنية الجميلة ( هو صحيح الهوى غلاب ) من ألحان زكريا أحمد .  
كانت أم كلثوم تحب التطوير والتجديد والدقة في اختيار كلمات الأغنية فرغم أنها بلغت سن السبعين فقد أدخلت بعض الآلات الغربية واستعانت بعازفين من الشباب كالفنان عمر خورشيد عازف الجيتار، والفنان مجدي الحسيني عازف الأورج ، لتضفي مزيداً من الجمال علي أغانيها الراقية ، كما استعانت لأول مرة بالموسيقار سيد مكاوي الذي لحن لها أغنية رائعة وهي ( يا مسـهرني ) ، كما لحن لها أغنية ( أوقاتي بتحلو معك ) لكن القدر لم يمهل أم كلثوم كثيراً ، وفاجأها الموت قبل أن تطل بالأغنية على جمهورها الكبير ، ولتروي عطش القلوب في ذلك الوقت لمشاهدة أم كلثوم تقف ولو لمرة واحدة على المسرح العريق الذي كانت تقدم عليه أغانيها الجديدة  .   
 
كانت ( ثومة ) نموذجاً للوطنية والمرأة والفنانة الراقية ، فعقب نكسة عام 1967 م قامت بإحياء العديد من الحفلات في الداخل والخارج لجمع الأموال لصالح المجهود الحربي بل تبرعت بمجوهراتها لذلك . وقالت في أحد الصحف : ( لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة ) كما أحيت حفلات على جبهات القتال للمرة الأولي وغنت أغنية ( إنا فدائيون ) .   
 
رحلت عن عالمنا صاحبة النغم الأصيل في تاريخ 3 فبراير 1975، ليفتقد العالم العربي أجمع إلى عطائها الفنية ليتشح الوطن العربي بالسواد ، وتندمج إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب في موجة واحدة لتعلن للعالم أجمع وفاة سيد الغناء العربي أم كلثوم التي سحرت بصوتها الملايين في مشارق الأرض ومغربها .   
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter