قال الخبير في شئون الحركات الإسلامية حسام شعيب، إن دور تنظيم "داعش" تراجع في الآونة الأخيرة، وتراجعت سيطرته على الأرض، بسبب القوى العسكرية القوية الموجودة على الأرض، المتمثلة في الجيش السوري وحلفائه، وتحديداً الروس، ما جعلها تتجه لإجراءات وممارسات أخرى تعوض خلافتها ودولتها المزعومة.
وأضاف شعيب، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، إن "تنظيم داعش اعتمد على التركيز على داخل المدن والمناطق الواقعة تحت سيطرته، لتأكيد نفوذه بهذه المناطق، وبالتالي لم يعد يطمح إلى مزيد من التوسع، مثلما كان يفعل من قبل".
وأوضح، أن "الضربات العسكرية الروسية، الداعمة لتحرك الجيش العربي السوري على الأرض، ألحقت خسائر كبيرة بالتنظيم، بجانب ملاحقات أجهزة المخابرات لعناصر وقيادات داعش، ما جعل تحركات التنظيم أكثر حذراً مما كانت عليه قبل أشهر…. قبل دخول روسيا المعركة".
ولفت إلى أن "تنظيم داعش الإرهابي اعتمد على الأفلام و"الميديا"، لرفع المعنويات والإيحاء للعالم بأنه موجود وقوي، بجانب بث أفكار عبر "الميديا" تهدف إلى جلب المجاهدين لتجنيدهم داخل صفوفه، لتعويض النقص الذي يعانيه التنظيم، بسبب مقتل الآلاف من مقاتليه في مناطق كثيرة ومختلفة داخل سوريا.
وتابع، "هذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن هذا التنظيم لا يعمل بمفرده، بل يتحرك من خلال مشروع خارجي، وغرفة عمليات توجهه… فالتنظيم بدأ يدرك أن هناك توجهاً دولياً نحو تطهير أراضي سوريا، وبالتالي الهزيمة ستلحق به… لذلك يريد أن يجد بقعة جديدة وموئل جديد يحتويه ويستثمر فيها".
وأكد، أن المنطقة الأقرب لـ"داعش" الآن هي السواحل الليبية، لأن ليبيا لديها النفط والغاز، ولأنها أيضا محط أنظار لكل اقتصاديات الحكومات الغربية، و"تريد أمريكا أن تستثمر فيها وتحقق مصالح فيها".
وانتقد شعيب لقاء الإدارة الأمريكية بالتنظيم، على مرأى من الاستخبارات الأمريكية، التي قامت أساساً بتصنيع هذا التنظيم، موضحا أن أمريكا تحاول — مع بعض الدولة العربية كالسعودية- تقزيم العمليات الروسية العسكرية في سوريا، التي استطاعت أن تحقق بعد 6 أشهر من بدئها، ما لم يتمكن "التحالف الدولي"، بقيادة أمريكا من تحقيقه خلال عام و3 أشهر… ما يدل على سعي أمريكا كي لا تنتصر روسيا في سوريا.
وأكد أن "انتصار روسيا في سوريا سيلحق عاراً جديداً بالإدارة الأمريكية في المنطقة… فما تخشاه أمريكا أن روسيا لن تكتفي بملاحقة "داعش" في المنطقة، وإنما ستكون لها قدم في المنطقة العربية، ولن تكون أمريكا قادرة على التفرد في المنطقة، لذلك بدأت أمريكا تغير من تكتيكها تجاه محاربة "داعش" في سوريا، بترك حرية القرار لسوريا".