شربل بعيني ـ سيدني ـ أستراليا
كلمة تضامن لا تفي بالمعنى.. يجب ان تستبدل بكلمة "التجسد" بفاطمة ناعوت. أي أن نصبح كلنا فاطمة ناعوت، هي نحن ونحن هي.
من المؤسف جداً أن تساق الى السجن بعد الثورة المجيدة من قادت تلك الثورة حتى تمجدت، ومجدتنا نحن أبضاً في كل أصقاع الدنيا. وجعلتنا نهتف بصوت واحد: تحيا مصر، رغم أننا لسنا بأبناء مصر بل ننتمي الى بلدان أخرى.
في أستراليا كرمنا فاطمة، ومنحناها أعلى جائزة أدبية عالمية تحمل اسم جبران خليل جبران. هنا يأتي السؤال: هل قرأ كلمة واحدة لجبران من أقام عليها دعوى ازدراء الاديان؟ بالطبع لا. انه جاهل ابن جاهل، ومع ذلك حكمت المحكمة لصالح الجهل ضد العلم والثقافة والانفتاح والتقدم.
لقد كتبت قصيدة عنوانها "يا مصر اسمعي" غناها الفنان العراقي اسماعيل فاضل، يقول مطلعها:
يا مصر أنت الأم يا أمي اسمعي
من كثرة الاشواق ضاقت أضلعي
ما كل هذا النيل نهر واحد
فلقد وهبت النيل مجرى أدمعي
وقد استوحيت هذه القصيدة من كلام الشاعرة فاطمة ناعوت عن مصر، وحبها اللامحدود لها.
والآن، وبعد صدور الحكم الجائر، سأسترد مجرى أدمعي، ليبقى النيل نهراً واحداً، وسأهب الغربة كل دمعة تتساقط من عينيّ حزناً على أحوال أمتنا العربية التعيسة.
العالم يسير الى الأمام وامتنا العربية تسير الى الوراء.. الى الجاهلية.
أنا لن أتضامن مع فاطمة ناعوت.. بل سأتجسد فيها.. روحاً وأدباً.
حماك الله يا شمس مصر البهية.