الأقباط متحدون - على التتشرايحين مُفَكرين بالملايين
أخر تحديث ٠١:٥٦ | الاربعاء ٣ فبراير ٢٠١٦ | ٢٥طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٢٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

على التتشرايحين مُفَكرين بالملايين

السيسي
السيسي

د. مينا ملاك عازر
منذ أن طالب الشعب في الميادين بإعدام الرئيس "مبارك" وقتها إلى أن طالب الأولتراس بإعدام المشير في التتش أول أمس، والمطالبات الشعبية تتزايد بإعدام كلاً من لا يرضى عنه الشعب، وصحيح أن الأحكام القضائية تصدر باسم الشعب إلا أن هذا لا يعطي الحق للشعب أن يصدر هو الأحكام دون النظر في التحقيق، قد يكفي الأولتراسالمطالبة بمساءلة المشير أو التحقيق معه ثم محاكمته لكن إصدار الاحكام عليه لأمر يستحق الدراسة.

وإن كان ذلك كذلك، فأستطيع التأكيد أن الأقباط والمصريين المعتدلين يطالبون بمحاكمة المسؤول عن مجزرة ماسبيرو ولو كنا منصفين فنحن نطالب بمسائلته أو التحقيق معه ثم محاكمته، وليأخذ حينها -بإذن الله- إعدام، فهو يستحقها لكن المهم الحكم القضائي، المهم ألا تكون ثمة حصانة لرجال الجيش السابقين وليسألوا عن فترة توليهم شئون البلاد ما دام هناك احتمالية خطأ أو جرم ما، وبالمناسبة تكون المحاكمة مدنية وليست محاكمات عسكرية رغم ثقتي في نزاهتها لكن علنية المحاكمة ووضوحها يطمئن الشعب الذي يريد المحاكمة.

ما استوقفني في مداخلة الرئيس السيسي لإحدى القنوات الفضائية أنه فتح قلبه وبابه لمن طالبوا بإعدام المشير ومن سبوا وشتموا الداخلية، ولم يزعل منهم، الرئيس لا يزعل من أحد كما قال لكنه مدعو ليطلب محاورة علنية مع الدكتور محمود عمارة مثلاً الذي يعارض في مشروع المليون ونصف فدان، محاورة ومناظرة بين الدكتور عمارة ومستشاري الرئيس في هذا الصدد، ويدعو لمحاورة أخرى مع الكثير من مفكري هذا الشعب المحترمين الوطنيين المعارين لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، الرئيس يجب عليه أن يدعو لمناقشة - وإن كانت متأخرة- حول ما يجب فعله في محور قناة السويس لتدرك أي خطأ يمكن أن يكون قد جرى.

هؤلاء المفكرون الذين يكتبون وغيرهم كثيرون يناشدون وينادون، ولا أحد يطلب محاورتهم،ولا أحد تقدم لتشكيل لجنة يشاركون فيها لتقييم تلك المشاريع التي يعارضونها، وكأن الرئيس بقبوله الأولتراس يقول إن كنتم تريدون أن أسمعكم وأتحاور معكم ارفعوا شعار يقول "على التتشرايحين مفكرين بالملايين" وهناك قولوا ما تريدونه، وهنا سأستجيب!.

لماذا هذا يا سيادة الرئيس؟ لماذا لا تسمع لكل من يعارض بأدب وحكمة؟ لماذا لا تناقشه ولتشركه في لجان لتقييم تلك المشاريع والخطوات؟ لماذا لا تشرك الكثيرين معك في الحكم؟ لكي يساندوك فكلهم ثقة فيك ويأملون بك كثيراً، لماذا لا تدفعهم لمساعدتك لتجديد الخطاب الديني؟ ولماذا لا تدعوهم ليتحاوروا في كلما ترنو إليه وتشتاق إليه؟ لماذالا تحاورهم وتستفيد من خبراتهم وتوضح لهم ما قد يكون عنه غافلون؟ هل لم يعد لدينا سوى أن نفعل مثل الأولتراس ونجأر ونزأر في الإستادات بألفاظ نابية حتى نلقى اهتمام من سيادتك؟ نثق في أنك تعطيه لنا،ونحن لردك منتظرين.

المختصر المفيد «نادراً ما نجحت محاولة الجمع بين الحكمة والسلطة.. هى نجحت بعض الأحيان، ولكن لفترة قصيرة فقط»ألبرت آينشتاين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter