أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك اتفاقا دوليا على مشاركة ممثلي "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" في المفاوضات السورية بجنيف، ولكن بصفة شخصية فقط.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في أبوظبي الثلاثاء 2 فبراير/شباط أن الاتفاق الدولي يشترط على ممثلي هاتين الجماعتين، في حال أرادوا المشاركة في المفاوضات، أن يقبلوا أولا أحكام القرار رقم 2254 بشأن سوريا والذي أقره مجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأردف: "إننا اتفقنا (والحكومة السورية وافقت أيضا) على أن هؤلاء الأشخاص، في حال دخلوا في المفاوضات، سيشاركون فيها بصفة شخصية، وسيقبلون كافة مطالب القرار رقم 2254، بما في ذلك التخلي عن الأنشطة المتطرفة، والالتزام بمبدأ وحدة الأراضي السورية".
وشدد لافروف على أن موقف روسيا هذا لا يعني اعترافا بـ"جيش الإسلام" و"أحرار الشام"، نظرا لكونهما مرتبطين بتنظيم "القاعدة" وتورطا في أعمال إرهابية.
واستطرد قائلا: "الموافقة على مشاركتهما بصفة شخصية لا تعني الاعتراف بهاتين الجماعتين كشريكتين في المفاوضات. ووافق على ذلك الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة. وهذا موقفنا ويشاطرنا هذا الموقف العديد من أعضاء مجموعة دعم سوريا".
وأضاف لافروف أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية مهمة للغاية، مضيفا أن موسكو تأمل في تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف.
وتابع: "إننا نأمل في أن ذلك ظاهرة مؤقتة، وفي ألا يشكل الوضع الراهن، عندما يوجد هناك وفدان للمعارضة، عقبة على طريق هذا العمل".
كما أوضح لافروف أن عملية تشكيل وفدين للمعارضة، أحدهما على أساس قائمة الرياض، والثاني على أساس قائمة المشاركين في لقاءات القاهرة وموسكو، لم تكتمل بعد، بل من المتوقع أن يصل مزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام القادمة.
وأكد الوزير أن الدول التي تدعم التسوية السورية لن تتدخل في القرارات السورية، بل سيدعم المجتمع الدولي ما سيتفق عليه السوريون المشاركون في مفاوضات جنيف.
وفيما يخص نتائج محادثاته مع نظيره الإماراتي، قال لافروف إنهما بحثا بالتفاصيل الوضع في المنطقة، وأكدا أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصيرهم.
وأضاف: "لدينا موقف مشترك مفاده أن السوريين وحدهم يمكن أن يقرروا مصير بلادهم. وفي هذا السياق نرحب بانطلاق المفاوضات السورية في جنيف.. وندعم جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الرامية إلى إضفاء طابع مستقر على تلك المفاوضات.
كما شدد لافروف على ضرورة إطلاق تنسيق عملي بين جميع التحالفات التي تحارب "داعش" في الشرق الأوسط.
بدوره ذكر وزير الخارجية الإماراتي أنه كانت هناك فرص عديدة لمعالجة الوضع في بداية الأحداث السورية، لكن اليوم أصبح الأمر أكثر تعقيدا وصعوبة وازداد عدد الضحايا.
وتابع: "هناك أمل في أن نعمل في إطار محادثات فيينا سويا".
وشدد قائلا: "لكن علينا أن نكون صادقين ومنصفين مع أنفسنا: لا بد من العمل الجماعي لإنهاء هذا الوضع".
ودعا المجتمع الدولي إلى تنحية الخلافات جانبا والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته، مشددا على ضرورة العمل على حماية المواطن السوري وتأمين مستقبل أفضل له
وأضاف عبد الله بن زايد آل نهيان أنه من المستحيل العمل على معاجلة الوضع في سوريا انطلاقا من معيار أو معيارين، بل يجب حل كافة القضايا، إن كانت سياسية وأمنية وعسكرية أو تنموية واقتصادية واجتماعية، وأيضا القضايا المتعلقة بالدور الذي تلعبه الجماعات والمنظمات الإرهابية.
وتابع أن هناك بذرة أمل معقولة بالمباحثات التي انطلقت بجنيف 3. وتابع: "أعتقد أنه من المهم أن نتوقف عن إلقاء اللوم على طرف دون طرف. هذا لن يفيد المواطن السوري ولن يفيد الشعب السوري على المدى الطويل. علينا العمل جميعا على تحقيق الهدف الأسمى وهو حماية المواطن الروسي وتأمين مستقبل أفضل له".