بقلم: مايكل دانيال
مما لا شك فيه ان أسم "داعش" اصبح احد الأسماء المكروهه جداً و الذي بات يتردد كثيراً في ألآونه الأخيرة علي الصعيد السياسي، و لكن ان يكون هناك عرض مسرحي لمناقشة هذا الموضوع، هو أمر جديد تماماً..
حيث أبدع الكاتب أشرف حسني في كتابة نص قوي و واضح المعالم، يذهب بنا الي احد الجبال النائية و التي يسكنها اثنان من جنود داعش لتدور احداث تلك المغامرة المثيرة بداخل عقولهم و ليست علي خشبة المسرح، فالصراع هنا فلسفي، و نفسي.
أكثر ما اثارني في العرض هو جرأة محمد ابراهيم في تناول بعض الايات القرآنيه و التي تخدم الفكرة بشكل واضح، ففي مستهل العرض جاء صوت محمد صلاح ادم علي خشبة المسرح وهو يتلوا القرآن الكريم قائلا "الحمد لله رب المسلمين" و كررها أكثر من مرة رغم ان مجدي رشوان صرخ فيه قائلا : "قل الحمد لله رب العالمين" فما كان من الاول الا ان صرخ فيه أخيراً : "و مادام هو رب العالمين، فلماذا نقتل العالمين" !!
تخلل العرض مجموعه من اللوحات الاستعراضية، و لوحات للأيقاع الحركي أبدع محمد صلاح أدم في رسمها بجسده، كما جاءت رقصة بينه و بين رحمة في حركات اشبة بالـ "تانجو" علي ايقاع شرقي بشكل راقي مليء بالاحساس، و جاء أداء الرائع مجدي رشوان بطل العرض فائقاً حيث كان وجهه معبراً جداً و استطاع التنقل بسهولة بين مشاهد فيها قسوة و اخري اظهر فيها ضعفه الانساني و هكذا... كما جاء في لوحات منفردة اداها بجسدة في براعة منقطعة النظير..
ديكور هبة عبد الحميد جاء بشكل بسيط جداً و مبهر في ذات الوقت، و ما ساعد علي ظهورة بتلك الصورة هو مؤثرات الاضاءة التي جاءت بألاحمر معظم الوقت حيث ابرزت معني الشر الكامن في النفوس، في انعكاس لوني مبهر.
انتقاء المخرج محمد ابراهيم للموسيقي جاء موفقاً جداً الي حد كبير و خصوصاً بكلمة للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث في بداية العرض و انتهاء بكلمات للشيخ الشعراوي رحمة الله مروراً بمقطوعات موسيقيه شرقية و أخري تحمل الطابع الصوفي.
الحلال عرض مختلف كلياً و يستحق بالفعل ان يحصل علي جائزة الابداع في مهرجان الشارقة الدولي، و هو يعرض حالياً علي مسرح الطليعة و انصح الجميع بمشاهدة تلك التجربة المتميزة...
أخيراً