السبت ٣٠ يناير ٢٠١٦ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
البيت الأبيض
د. مينا ملاك عازر
يقف منفرداً وحده أمام البيت الأبيض رافعاً لافتة مكتوب عليها شاركت في ثورة يناير، يقف وهو يعرف كم تفرق ثورة يناير مع ساكني البيت الأبيض ومرتاديه، يقف وهو مدرك تماماً كيف أن لافتته ستجد صدى في قلوب من يشعرون بالأسى لأن من خططوا لإيصالهم لسدة حكم مصر باستخدامهم ظهر ثورة يناير باتوا مكانهم السجون وليس كما خططوا أن يكونوا حيث كراسي الحكم، يشعرون بالفشل والضيق يشعرون بالضغينة حيال هذا الشعب الذي أزالهم وأطاح بهم ومسحهم من تاريخه.
يقف محمد سلطان المضرب عن الطعام في بلاده وفي سجنها حيث كان يستحق، والمفتوح النفس والشهية المنفتحة على البيتزا الأمريكية الذي صحته تعود على الهواء العليل الأمريكي حيث نسيم الحرية التي يعتقد أنها لا توجد إلا هناك، حيث بلدان الكفر وكفرة يقف الإخواني ابن الإخواني وهي هنا لا أقصد بحسب الوصف به ولكن أيضاً الشتيمة، فهي وصمة عار في جبين كل وطني حر يقف أمام البيت الأبيض رافعاً لافتته هذه مذكراً أوباما بأكبر ما حققه ولم ينجح في الحفاظ عليه بسبب الشعب المصري الذي أذله وأخضع رجاله وكسر أنف إخوانه الذين بغطرستهم تسببوا في إفشال تجربة ديمقراطية وليدة أتمنى أن ينجح حكام مصر الحاليين في إحيائها مستفيدين بمولود ثورجى جديد وهو ثورة الثلاثين من يونيو.
لكن عمق المأساة هنا يتجلى في أن محمد سلطان الإخواني ابن الإخواني، ينعم بحرية لا يستحقها، وأما من شاركوا معه في ثورة يناير والتقطت لهم الصور مع الرئيس الحالي وقت أن كان عضو بالمجلس العسكري الذي أساء إدارة البلاد إلى أن سلمها للإخوان يرزحون تحت نير السجن مكبلي الأيدي والحرية ومكتوفي الأيدي والأفكار قد يكونون أخطأوا ويستحقون العقاب لكنهم لن يكونوا أخطأوا كما أجرم سلطان الأب والابن فعفا عنه الرئيس ولم يعفو عنهم!
هؤلاء الإخوان شاركوا وأولائك المصريون شاركوا أيضاً لكن سلطان حر يقف أمام البيت الأبيض يحرض على بلاده وهؤلاء لم يفعلوا ما فعله سلطان من جرائم عنف فقط تظاهروا مخالفي قانون يعترض عليه الكثير من أعضاء مجلس النواب فلا يعفو أحد عليهم لماذا يا ريس!؟.