مجدي جورج
اثبتت المناقشات التي تلت حادثة رفض احد كهنة الكنيسة الارثوذكسية باتليدم بالمنيا إقامة صلاة الجناز علي احد الشباب المتوفين هناك بدعوي ان هذا الشاب غير تابع للطائفة الارثوذكسية وانه أقام فرحه بالكنيسة الرسولية الكثير من اللغط والشد والجذب واثبتت اننا كلنا بلا استثناء بجميع طوائفنا وبالاكليروس والعلمانيين طائفيون ، وأننا نمثل علي بعضنا البعض المحبة والتسامح والغفران ولكننا في حقيقة انفسنا ابعد مايكون عن ذلك .
فقد اثبتت هذه الأحداث اننا :-
اولا نقدس تعاليم الكنيسة وتعاليم الآباء (سواء اباء الكنيسة الارثوذكسية ام القسس والمؤسسين للكنائس الإنجيلية) اكثر من تقديسنا لتعاليم المسيح وأصبح الطقس لدينا مقدما علي أعظم وصية اعطانا إياها الرب وهي المحبة .
ثانيا اننا وضعنا المسيح جانبا واهتمامنا اصبح موجه للقديسين وكما قال ابونا سمعان ابراهيم ان المسيح قد اختفي وراء هالة من القديسين وأننا لم نعد نري في بيوتنا وسيارتنا الا صور القديسين فقط .
ثالثا اننا نظهر المحبة والتعاضد مع الغير اقصد الغير مسيحيين ولكننا لا نظهرها تجاه بعضنا بعضا وأتذكر هنا تبرع اسقف مطاي بعشرة الاف جنيه للمسجد القريب من كنيسة المناهرة ( وهذا عمل رائع لو مارسناه مع الجميع ) ولكنني لا استطيع ان انسي ايضا الشكاوي المستمرة لأمن الدولة ايام مبارك من احد الكهنة الأرثوذكس ضد الكنيسة الرسولية بأحدي القري حتي تم غلقها بحجة انها تخطف منه أبناء الكنيسة واستمرت الكنيسة مغلقة لسنوات ولم يعاد افتتاحها الا بعد مجهود ضخم .
رابعا اننا أصبحنا حساسين جدا عندما مهاجمة كاهن او راعي وأصبحنا لا نفرق بين الكنيسة وبين خدامها ورعاتها وكهنتها وهذا اكبر خطا فخطأ الراعي لا يعني خطا الكنيسة كلها ، فعندما نهاجم كاهن او قس لكنيسة إنجيلية يخرجون قائلين ( لا تدينوا كي لاتدانوا) او ( اخلع الخشبة التي في عينك ) وعندما نرد عليهم بأننا لسنا قدوة وان اخطانا او ارتكبنا كل الذنوب فإننا لن نكون عثرة لأحد ولكن مثل هؤلاء الرعاة والخدام هم القدوة والمثل الذين يتسببون في عثرات الكثيرين اذا لم تكن حياتهم مثل حياة سيدهم يسوع المسيح ، لذا هاجمنا طرق اختيار الكهنة والرعاة وهاجمنا توارث الكهنوت بين العائلات لانه اصبح افضل وسيلة للظهور والاغتناء واقتناء افضل المنازل والسيارات سواء في الداخل او في الخارج لدرجة انني سمعت من احد أعضاء احد كنائس المهجر ان مرتب الكاهن في هذا البلد يصل الي حوالي عشرة الاف دولار شهريا في حين ان اي مغترب يكاد لا يحصل علي خمس هذا المبلغ ، لذا راينا بعضهم يتوارث و يورث الكهنوت لأبنائه ويدخل في معارك من اجل هذا حتي وان كان ابنه ليس اهلًا لهذه الخدمة .
ولم يتوقف نقدنا لمسلك رجال الكهنوت الأرثوذكس فقط ولكنني هاجمت احد الرعاة الانجليين المتعدد العلاقات النسائية والذي كان يقوم بارتكاب المخالفات في تزويج وطلاق بعض الاقباط مقابل المال ، هاجمته وأثبتت الأيام صدق حدسي عندما ضبط في قضايا تزوير وزج به في السجن وقبله كنت قد هاجمت وانتقدت مسلك رئيس طائفته الذي شارك في زيارة الي ايرلندا ضمن بعثة أزهرية لشرح عدالة الاسلام للأوربيين .
خامسا اننا أصبحنا ايضا في منتهي الحساسية عندما ينتقد احدهم تعاليم طائفتنا ( أرثوذكسيين وإنجيلين وكاثوليك ) ظنا منا ان ان اباء كنيستنا الأوائل الذين اسسوا هذا المذهب او ذاك هم الوحيدين القادرين علي فهم الإنجيل افضل منا اي اننا نعيب علي السلفيين ونحن اكثر سلفية منهم .
سادسا ياليت الامر توقف عند هذا او ذاك بل تعداه الي ممارسات خاطئة اصبح عامتنا يمارسونها واعتقدوا واعتقدنا معهم انها صحيح الدين وأصبح اي نقد يوجه لهذه الممارسات هو نقد لنا ولطوائفنا ولمسيحيتنا خذ عندك مثلا :
التبرك بتراب قبر احد القسس في الصعيد او بشال احد القسس المتنيحين في المنيا.
الممارسات التي تتم في الموالد والأديرة هي ابعد ما تكون عن صحيح الايمان .
الترانيم التي أصبحت ترنم أصبح معظمها خاص بالشهداء والقديسين وتناسينا ونسينا الترنم لرب الكل واله الكل يسوع المسيح .
الترانيم أصبحت في الكنائس تؤلف وتلحن علي أنغام أغاني شعبية وشبابية تحرك الجسد ولا علاقة لها بالروح .
سادسا تكلسنا وانغلقنا علي ذواتنا كمسيحيين نرفض بعضنا بعضا وندعو الي الحب والتعاطف والتعارف والتقرب مع الاخر المختلف عنا في الدين واسسنا معه بيت العائلة ونحن كعائلة المسيح الشقاق والتحزب والتعصب ينخر داخلنا كالسوس .
سابعا ننادي بوحدة الكنيسة علي مستوي العالم كله وتوحيد مواعيد الأعياد وخلافه ولكننا نعجز عن حل خلافتنا كأخوة في جسد المسيح الواحد في داخل بلادنا .
ياسادة هذا غيض من فيض يكشف جانب بسيط من طائفيتنا التي لابد ان نتخلص منها قبل ان نطالب من الآخرين والمختلفين معنا دينيا بان لا يتعاملوا معنا طائفيا .
Magdigeorge2005@hotmail.com